صحيفة: أردوغان يستعد لاجتماعين حاسمين بشأن سورية وسيضغط لتغيير وضع حلب
أكدت صحيفة "تركيا" أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستعد لعقد اجتماعين حاسمين مع نظيريه الروسي والإيراني لبحث العديد من الملفات بشأن سورية، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب ووضع مدينة حلب.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته يوم أمس الاثنين وترجمه "نداء بوست": إن أنقرة أنهت الاستعدادات للقاء أردوغان مع نظيره الروسي فيلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي.
وبحسب الصحيفة فإن تركيا أعدت تقريراً شاملاً بالمعلومات الواردة من المنظمات المدنية النشطة في سورية، بالإضافة إلى المخابرات والقوات المسلحة التركية، بخصوص المنظمات الإرهابية (PKK/ PYD)، وستطالب موسكو وطهران بموقف واضح ضدها.
كما أن أردوغان سينقل للزعيمين أن تركيا ليس لديها صبر، وستعرض التعاون في العملية واسعة النطاق المقرر إجراؤها بعد الانتخابات المحلية في سورية، وسيقول صراحة: "إذا لن تؤيدوا فلا تعرقلوا"، وفقاً للصحيفة.
بُعد جديد لأستانا
تقول الصحيفة: إن تركيا تؤمن بأن العملية الدبلوماسية، التي بدأت بمحادثات أستانا في عام 2016، ينبغي أن تكتسب بعداً جديداً.
وفي هذا السياق، ستقدم أنقرة آلية جديدة لإيران وروسيا، وسيقول الجانب التركي للوفد الإيراني: "توقفوا عن دعم عناصر حزب العمال الكردستاني في تل رفعت".
كما ستقول تركيا للجانب الروسي الذي يحمي حزب العمال الكردستاني على الخط الموازي للحدود وتحديداً في عين العرب ومنبج وعين عيسى: "سنغير هذا الوضع الراهن، هل أنتم معنا؟".
أردوغان يريد إيقاف الغزو الشيعي في حلب
تريد تركيا تغيير وضع مدينة حلب، المركز التجاري المهم في الشرق الأوسط وثاني أكبر مدينة في سورية.
وبينما تطالب أنقرة بتغيير شروط إعادة إعمار حلب وعودة المدنيين، تريد روسيا إخراج هيئة تحرير الشام من إدلب وتسليمها للنظام السوري.
ويصرّ الجانب التركي على تخفيف ضغط اللاجئين وإعادة حلب، التي أصبحت مدينة شيعية، إلى هوِيّتها الأصلية.
وبحَسَب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة من مصادر في العاصمة أنقرة، فإن حلب ستكون البند الرئيسي على جدول أعمال المحادثات بين بوتين وأردوغان.
وتؤكد المصادر أن تركيا عازمة على "تطهير الأحياء التركمانية التي تحولت إلى مقرات لحزب العمال الكردستاني من الإرهاب".
كما أشارت إلى قيام إيران بتشييع أكبر أحياء المدينة، حيث استقدمت أكثر من 50 ألف شيعي بعد إخلاء المدينة عام 2016؛ وحولت المساجد والمدارس إلى مراكز دينية شيعية.
وسيكون مطلب تركيا هو إنهاء الغزو السكاني والثقافي والديني وضمان عودة 3 ملايين من سكان حلب إلى ديارهم.
ونقلت الصحيفة عن الباحث السوري ورئيس المجلس التركماني السابق سمير حافظ قوله: “إن خطة إيران لغزو حلب لها خلفية عميقة للغاية، لقد عمل قاسم سليماني ساعات إضافية من أجل هذه القضية، وتعاون حزب العمال الكردستاني وداعش والأسد وروسيا وحتى مع الولايات المتحدة".
وأضاف: "في مثل هذه الحالة، يبدو انسحاب إيران من حلب هو المشكلة الرئيسية، وطالما بقيت إيران والمنظمات الإرهابية الشيعية كعناصر احتلال، فلن يتمكن الناس من العودة".
بوتين يريد إدلب
تزعم روسيا أن هيئة تحرير الشام في إدلب تشكل تهديداً للقاعدة العسكرية الروسية من خلال تسليط الضوء على علاقتها مع الولايات المتحدة، كما تخطط موسكو للاستيلاء على إدلب بدعم من إيران والأسد إذا ظلت تركيا محايدة.
وبحجة أن علاقات تركيا التجارية والسياسية والدبلوماسية مع النظام السوري ستقام في المستقبل، يقترح الروس التغلب على ضغط اللاجئين الذي ستخلقه عملية إدلب من خلال فتح ممر مدني إلى حلب.
وبحسب الصحيفة فإن مفاوضات حلب تتضمن أيضاً بند إعطاء المدينة وضعاً خاصاً وضمان الأمن تحت إشراف قوة دولية.
وتشير الصحيفة إلى أن روسيا والولايات المتحدة لا توافقان على الخطة، في المقابل، تريد تركيا تغيير الوضع الراهن في منبج وعين عيسى وعين العرب وتل رفعت.