حفار القبور" يدعو واشنطن للضغط ومنع التطبيع مع الأسد

حفار القبور" يدعو واشنطن للضغط ومنع التطبيع مع الأسد

دعا منشق عن النظام السوري يلقب بـ"حفار القبور"، الولايات المتحدة للضغط على الدول العربية ومنع التطبيع مع الأسد، وتشديد العقوبات المفروضة عليه.

جاء ذلك خلال جلسة استماع استضافتها اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب الأمريكي، يوم أمس الثلاثاء، بشأن سورية.

وقال الشاهد الذي حضر الجلسة افتراضياً إن "الشعب السوري يتطلع إلى الولايات المتحدة للتأكد من أن هناك عواقب لمن يتعامل مع النظام المجرم".

[caption id="attachment_70728" align="alignnone" width="1600"]حفار القبور خلال الجلسة حفار القبور خلال الجلسة[/caption]

كما دعا الولايات المتحدة إلى التعهد بعدم إعادة العلاقات مع الأسد، وتعزيز نظام العقوبات القائم حالياً ضده.

وأضاف: "من الأهمية بمكان أن يتم تطبيق القانون بأقصى حدوده لعرقلة فرص المنطقة في الاستفادة من أشياء مثل خط الغاز العربي"، مشيراً إلى أنه في ظل إدارة الرئيس بايدن، "لم نشهد بعد أي تطبيق حقيقي لقانون قيصر".

وشدد على أن "الذين يطبعون مع نظام الأسد هم متواطئون مع جرائم الحرب التي ارتكبها الأسد".

حفار القبور

هو شخص منشق عن النظام السوري ظهر للمرة الأولى في أيلول/ سبتمبر 2020، حين أدلى بشهادته أمام محكمة كوبلنز في ألمانيا، أثناء محاكمة الضابط في مخابرات النظام السوري أنور رسلان.

وحينها، ذكر عدداً من صور الانتهاكات التي شاهدها أثناء خدمته في قوات النظام وبقيت في ذاكرته، كجثة امرأة كانت في أسفل ردمة الجثث التي كان ينقلها لدفنها في مقبرة جماعية في دمشق، حيث كانت هذه المرأة تعانق طفلها الميت بين ذراعيها.

وأكد أيضاً أنه شاهد في إحدى المرات رجلاً بين كومة من آلاف الجثث، كان يتنفس حين أمر ضابط في النظام السوري بتسيير المجرفة التي كانت تحفر القبور الجماعية فوق جسده.

وخلال جلسة الأمس، قال إنه في كل أسبوع كان يستلم مرتين، ثلاث شاحنات مقطورات محملة بما يتراوح بين 300 و 600 جثة لضحايا التعذيب والتجويع والإعدام من المستشفيات العسكرية وفروع المخابرات في دمشق.

وأضاف: "كنا نستقبل مرتين في الأسبوع ثلاث إلى أربع شاحنات صغيرة عليها 30 إلى 40 جثة، لا تزال دافئة، لمدنيين تم إعدامهم في سجن صيدنايا، وبعد سبع سنوات من المشاهدة لهذه الفظائع، تمكنت من الفرار من سورية إلى أوروبا".

كيف تجند حفار القبور مع قوات النظام السوري

في عام 2011 جنده عنصر من قوات النظام وطلب منه أن يعد فريقاً من 10 إلى 15 رجلاً، مهمتهم مرافقة الشاحنات المحملة بالجثث أربع مرات أسبوعياً، ويتراوح عدد الشاحنات في كل نقلة بين واحدة وثلاث، بداخلها مئات الجثث المكدسة فوق بعضها، واستمر بهذا العمل حتى عام 2017.

ولم يكن للجثث أسماء وبعضها كان مشوهاً بالأسيد، وكانت مجرد أرقام ورموز محفورة على جبين أو صدر الضحايا، وجميعها ملطخة بالكدمات أو الدماء وبأظافر مقلعة، وفقاً لما أفاد أمام محكمة كوبلنز.

وقدر "حفار القبور" عدد الجثث التي كانت تنقل إلى المقابر الجماعية في كل نقلة، بين 300 و700 جثة، موضحاً أن الشاحنات التي كانت تنطلق إلى المقابر الجماعية بين الساعة الرابعة والخامسة فجراً من مستشفيات تشرين وحرستا والمزة العسكرية، إلى مقبرتين جماعيتين في القطيفة شمال دمشق، ونجها جنوبها حيث يتم تفريغ الجثث بشكل عشوائي في حفرة عملاقة عمقها 6 أمتار وطولها مائة متر، وقد يستغرق ملؤها قُرابة الـ150 نقلة.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد