القضاء الفرنسي يُسقِط تهمة اختطاف رزان زيتونة عن مجدي نعمة

القضاء الفرنسي يُسقِط تهمة اختطاف رزان زيتونة عن مجدي نعمة

أسقط القضاء الفرنسي تهمة اختطاف الناشطة رزان زيتونة ورفاقها عن المتحدث السابق باسم جيش الإسلام مجدي نعمة الملقب بـ"إسلام علوش".

وبحسب وكالة "فرانس برس" فإن محكمة الاستئناف في باريس ألغت الإجراءات المتخذة ضد نعمة "بتهمة التواطؤ في عمليات الاختفاء القسري وجرائم الحرب وشن هجمات متعمدة ضد المدنيين، وعمليات الاختطاف والاحتجاز".

وعلى الرغم من ذلك فإن المحكمة قررت إحالة نعمة إلى المحكمة الجنائية "بتهمة التواطؤ في جرائم حرب في سورية بين عامَيْ 2013 و2016".

كما سيُحاكم نعمة، بتهمة "التواطؤ في تجنيد قاصرين في جماعة مسلحة، والمشاركة في جماعة إجرامية بهدف التحضير لجرائم حرب".

وقال المحاميان رومان رويز ورافائيل كيمبف الموكلان بالدفاع عن نعمة: "إن إسقاط معظم التهم الموجهة ضده يؤكد موقفه منذ سنوات، ومع ذلك فهو مستمر في الطعن بقوة في التهم المتبقية، ويؤكد أنه عمل دائماً ضِمن جيش الإسلام لتطبيق قوانين الحرب".

ولطالما أكد نعمة أنه كان مجرد متحدث باسم جيش الإسلام، والذي سيطر على الغوطة الشرقية في عام 2011، ويُتهم باختطاف أربعة نشطاء في مجال حقوق الإنسان في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2013، من بينهم المحامية والصحافية السورية رزان زيتونة.

مَن هو مجدي نعمة؟

مجدي نعمة الملقب بـ"إسلام علوش" هو ضابط سابق برتبة نقيب في جيش النظام السوري، انشق بعد اندلاع الثورة السورية احتجاجاً على الانتهاكات التي وقعت بحق المدنيين، ومن ثَم عمل كناطق رسمي باسم "جيش الإسلام"، وفي عام 2017 أعلن استقالته وترك جميع مكاتب الفصيل.

وبعد استقالته من "جيش الإسلام" اتجه نعمة لمتابعة تحصيله العلمي، حيث حصل في عام 2019 على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة "إسطنبول آيدن" وحاز على المركز الثاني في كليته بمعدل 97.25%، بالتزامن مع عمله كباحث في مركز "طوران" للدراسات الذي أصبح فيما بعد نائباً لرئيسه.

كيف وصل "إسلام علوش" إلى فرنسا؟

تقول عائلة نعمة ‏إنه بعد تفوق ابنها في جامعة إسطنبول سافر إلى فرنسا في نهاية عام 2019 بعد حصوله على منحة دراسية من برنامج "إيراسموس" لإجراء بحث حول "الحراك المسلح في سورية"، موضحة أن هذه الورقة البحثية كان من المفترض أن يساهم من خلالها في مؤتمر بالعاصمة القطرية الدوحة عن الجماعات المسلحة.

وبعد عمل استمر 3 أشهر في مركز بحثي يتبع إحدى الجامعات الفرنسية، وقبل موعد عودته إلى تركيا تعرض للاعتقال في مدينة مرسيليا في كانون الثاني/ يناير من عام 2020، وتم اتهامه بـ"ارتكاب جرائم حرب" و"التواطؤ في حالات اختفاء قسري".

أسباب اعتقال "إسلام علوش"

جاء اعتقال نعمة على خلفية قيام كل من "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير"، و"الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان"، و"الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان"، برفع دعوى ضد فصيل "جيش الإسلام" في حزيران/ يونيو من عام 2019 بتهمة ارتكاب جرائم ضد المدنيين خلال فترة سيطرته على الغوطة الشرقية بين عامَيْ 2013 و2018.

ومهد قيام المنظمات المذكورة آنفاً برفع لائحة الاتهام إلى النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في باريس ووصول "نعمة" إلى فرنسا الطريق أمام اعتقاله والبدء بمحاكمته، واتهامه بـ"ارتكاب جرائم حرب"، وتعذيب معتقلين، وتجنيد أطفال، والتورط بخطف كل من "رزان زيتونة" و"سمير الخليل" و"ناظم الحمادي" و"وائل حمادة".

وفي بيان نشره مازن درويش مدير ومؤسس "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" آنذاك اعتبر أن اعتقال نعمة هو جزء من "مكافحة الإفلات من العقاب التي يجب أن تستهدف جميع الأطراف المتورطة بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية في سورية.

وأضاف درويش: "خلال تسع سنوات، تسبب الصراع في خسارة مئات الآلاف من الأرواح والملايين من الضحايا، بالنسبة لجميع هؤلاء لا يمكن أن يكون هناك عدالة مجتزأة وانتقائية وذات دوافع سياسية، أو مبنية على أساس انتماء مرتكبي الجرائم إلى هذه المجموعة أو غيرها".

جدير بالذكر أن عائلة نعمة ذكرت في حديث سابق لموقع "نداء بوست" أن تعرُّضه لاعتداء جسدي و"معاملة وحشية تشابه ما يواجهه المعتقلون في سجون النظام السوري"، كما أكدت أن الانتهاكات بدأت منذ اللحظة الأولى لاعتقال شقيقه، حيث أقدم 40 عنصراً من قوات الأمن الفرنسي يرتدون ملابس مدنية على ضربه وسحبه إلى مكان الاحتجاز.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد