الرئيس بايدن يجب أن يواجه الواقع ويتصرف ضدّ إيران

الرئيس بايدن يجب أن يواجه الواقع ويتصرف ضدّ إيران

تعرضت مدمرة أمريكية وثلاث سفن تجارية لهجوم يوم الأحد من قِبل الميليشيات المدعومة من إيران في اليمن. بينما استأنفت الميليشيات التي تعمل بالوكالة عن إيران هجماتها ضد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسورية. وهذا في الحقيقة يفرض على بايدن أن يتخذ إجراء ليواجه الواقع الحالي المتمثل في قيام خامنئي، الحاكم الفعلي لإيران. بمهاجمة الأمريكيين وحلفاء أمريكا دون خوف.

لكن مع كل أسف لم يستجِبْ بايدن حتى الآن إلا بموقف هزيل للغاية، بالرغم من معرفتنا جميعاً أن خامنئي لن يتراجع ما لم يواجه قوة أمريكية حقيقية.
لم تأتِ التصعيدات الأخيرة ضدّ السفينة الحربية الأمريكية كارني وثلاث سفن أخرى. إحداها تملكها بريطانية، من فراغ، إذ إن إيران تُعَدّ التهديد الرئيسي لحرية الملاحة في الشرق الأوسط، حيث تورطت في ما لا يقل عن 26 حادثة من التحرش والهجمات أو الاستيلاء بين كانون الثاني/ يناير 2021 وتموز/ يوليو 2023.

كذلك في الأسبوع الماضي فقط، قام الحوثيون المتمركزون في اليمن - وهم حلفاء للحرس الثوري الإيراني، مدربون على يد حزب الله. ومسلحون بالصواريخ والطائرات بدون طيار من طهران - بشنّ هجوم بطائرة مسيرة على سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل وإطلاق صاروخين باليستيين بالقرب من مدمرة أمريكية أخرى، اليو إس إس ماسون.

الإيرانيون غير مكترثين

كما أنه في الأسبوع الذي سبق ذلك، احتجز الحوثيون سفينة شحن تعود لليابان كانت في البحر الأحمر. هذا بالإضافة إلى أسابيع من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة التي أُطلقت من اليمن باتجاه جنوب إسرائيل. والتي قامت المدمرة الأمريكية اليو إس إس كارني والدفاعات الجوية الإسرائيلية باعتراض معظمها.
هذا أيضاً يُضاف إلى الـ 74 هجوماً الموجهة من إيران ضد القوات الأمريكية في العراق وسورية منذ السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر. مما أدى إلى إصابة العشرات من أفراد الخدمة الأمريكية ومقتل عسكري متعاقد واحد.
وكردّ لمثل تلك التصعيدات. قام بايدن بإرسال مجموعتين من القوات البحرية إلى المنطقة فيما كان من المفترض أن يكون عرضاً للقوة لردع التصعيد الإقليمي لإيران. لكن الأخيرة لم تكن مكترثة لمثل تلك التحرُّكات أصلاً.

كذلك بعد أسبوع من الهجوم الذي أطلقته حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، سمح بايدن وأقرب حلفائه الأوروبيين للحظر الصاروخي للأمم المتحدة على إيران بأن ينتهي - متجنبين تفعيل عودة العقوبات الأممية على طهران، وذلك خوفاً من تصعيد إيراني ردًا على ذلك.
بعد ذلك بأسابيع فقط. وعقب العديد من الهجمات على القوات الأمريكية، أصدر بايدن إعفاء من العقوبات يمنح إيران إمكانية الوصول إلى 10 مليارات دولار كانت محتجَزة سابقاً في العراق. هذا بالإضافة إلى دفع فدية قدرها 6 مليارات دولار لا تزال تنتظر إيران في قطر و30 مليار دولار. من عائدات النفط التي يوفرها بايدن من خلال عدم تطبيق العقوبات.

عودة الحوثيين لقائمة الإرهاب

يرفض بايدن إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب الأمريكية الرسمية - وهو وضع ألغاه بعد توليه منصبه مباشرةً. ويواصل خامنئي السير نحو امتلاك سلاح دمار شامل مع تحذير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تزيد من إنتاجها لليورانيوم عالي التخصيب مع عرقلة عمل المفتشين.
يرى خامنئي أن بايدن لا يقدم شيئاً سوى المال والمنافع الإستراتيجية لطهران مع تردُّده في استخدام القوة العسكرية. ويحذر إسرائيل من استهداف البِنْية التحتية الإرهابية لإيران على الحدود الشمالية لإسرائيل.
يبقى بايدن ملتزماً بموقف إستراتيجي فاشل سينتهي بمزيد من الوفيات الأمريكية وقتلى من البلدان الحليفة ودولة راعية للإرهاب ستكون مسلحة بسلاح نووي.

يجب أن يتم تغيير إستراتيجية بايدن

تجميد كافة الأموال التي تم توفيرها لإيران خلال الأشهر القليلة الماضية وتشديد الرقابة على شحنات النفط الإيرانية إلى الصين. هما الخطوات الأولى البسيطة، إذ يمكن للسيناتورات إجبار بايدن على كِلا هذين الأمرين من خلال التصويت على مشروعَيْ قانون تم تمريرهما في مجلس النواب بدعم ساحق من كِلا الحزبين. ومن ثَمّ يأتي بعد ذلك إعادة إقامة الردع العسكري الأمريكي.
يجب على أمريكا الدفاع عن نفسها وعن حلفائها الإقليميين ضد أيّ محاولة من إيران للردّ. وهي ضمانة تحتاجها الرياض وأبوظبي، بالنظر إلى إمكانية أن تخرق طهران اتفاقها بخفض التصعيد مع دول الخليج العربي.

بضرب أهداف إيرانية وحوثية، سيدفع بايدن قضية السلام في الشرق الأوسط قُدُماً. ومهما كان ما يفعله بايدن بعد ذلك، يجب عليه استيعاب حقيقة بسيطة واحدة مفادها أن طهران ستواصل مهاجمة الأمريكيين وحلفاء الولايات المتحدة ما لم يُظهِر بايدن "القوة الأمريكية" الصارمة.

المصدر: نيويورك بوست
بقلم: مارك دوبويتز و ريتشارد غولدبرغ

ترجمة: عبدالحميد فحام

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد