التحالف الإنساني للقطاع الخاصّ" منصّة جديدة.. مَن وراءها.. وما أهدافها؟
يعقد مجلس الأمن اليوم 14 أيلول/ سبتمبر 2023 مناقشة مفتوحة حول "تعزيز الشراكة الإنسانية بين القطاعين العام والخاص ".
وسيرأس الاجتماع الذي يُعَدّ أحد الأحداث المميزة لرئاسة ألبانيا للمجلس في أيلول/ سبتمبر، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الألباني "إجلي حسني".
والمتحدثون المُتوقَّعون هم المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي "سيندي ماكين"، والرئيس التنفيذي لشركة ماستركارد "مايكل ميباخ"، ورئيس الشؤون العالمية في بنك الاستثمار جولدمان ساكس "جاريد كوهين".
وفي التقرير الذي وزعه مجلس الأمن يوم أمس، وحصل "نداء بوست" على نسخة منه، أعدت ألبانيا مذكرة مفاهيمية تسلط الضوء على المستويات غير المسبوقة من الاحتياجات الإنسانية حول العالم -والتي يحركها الصراع وتغير المناخ والآثار الدائمة لجائحة كوفيد19- مع الإشارة إلى أنه إذا تركت هذه الاحتياجات دون رادع، فإنها تهدد بزيادة زعزعة استقرار المناطق الضعيفة وتفاقم الصراع على الموارد الشحيحة.
وذكر تحديث الأمم المتحدة للاستعراض الإنساني العالمي لعام 2023 في تموز/ يوليو أن هناك حاجة إلى 55.2 مليار دولار لمساعدة 248 مليون شخص محتاج، في حين تم تقييم الفجوة بين المتطلبات المالية والموارد بمبلغ 41 مليار دولار.
وتنص المذكرة المفاهيمية على أن مؤسسات القطاع الخاص المحلية والإقليمية والمتعددة الجنسيات أصبحت جهات فاعلة ذات أهمية متزايدة في عمليات الاستجابة الإنسانية منذ إصلاح الهيكل الإنساني للأمم المتحدة في عام 2005.
وتحدد المذكرة المفاهيمية عدة مجالات يمكن أن يقدم فيها القطاع الخاص مساهمات في تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة.
من هذه المجالات منصات قطاع التكنولوجيا التي تقوم بإرشاد السياسات المتعددة الأطراف من خلال أدوات مثل جمع البيانات عن تفشي الأمراض، والتنبؤ بتغير المناخ، وأنظمة الإنذار المبكر.
بالإضافة إلى ذلك تقوم بدمج شركات الخدمات اللوجستية والشحن الخاصة، في العمليات التي تقودها الأمم المتحدة مما يساهم بتسريع تسليم المساعدات في أماكن النزاع.
ومن المرجح أن يسلط كوهين وميباخ الضوء على الجهود الحالية والمستقبلية التي تبذلها شركتاهما لدعم العمل الإنساني من خلال تعاونهما مع المنظمات الإنسانية الدولية.
على سبيل المثال قدم بنك جولدمان ساكس أكثر من 2.2 مليار دولار في شكل مِنَح ودخل في شراكات مع حوالي 9400 مؤسسة غير ربحية حول العالم.
وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي منذ عام 2012، قدمت ماستركارد ما يعادل 140 مليون وجبة مدرسية في دول مثل بوروندي والكونغو وغينيا وليبيريا.
من المتوقع أن تقدم ألبانيا في الاجتماع مفهوماً لتعزيز الشراكة الإنسانية بين القطاعين العام والخاص من خلال تصميم منصة جديدة من شأنها إنشاء "التحالف الإنساني للقطاع الخاص".
ويبدو أن ألبانيا ترغب في اغتنام هذه الفرصة لمواصلة مناقشة فكرة بناء مثل هذه المنصة، التي تهدف إلى تعبئة الموارد بشكل أكثر كفاءة خلال الأيام القليلة الأولى من الأزمة من خلال ربط القطاع الخاص، والمؤسسات الخيرية، والمنظمات الدولية لتسهيل التنسيق الفوري، مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية، والحياد، وعدم التحيز، والاستقلال.