إسرائيل تخوض حرب إنهاك في جنوب لبنان

إسرائيل تخوض حرب إنهاك في جنوب لبنان

تناول محلل عسكري نتائج الأشهر الستة للمناوشات في الجنوب دعماً وإسناداً للفلسطينيين في غزة، والتي برأيه لم تقدّم أي خدمة للفلسطينيين، وأن حزب الله أذكى من أن يعتقد أن فتح الجبهة الجنوبية قادر على إشغال الجيش الإسرائيلي وتخفيف الضغط عن غزة.

وحتى لو كانت هذه هي حقيقة أهداف الحزب، فالمراجعة والمتابعة للأحداث وتحليل نتائجها كان بإمكانها تأكيد سقوط هذه النظرية في الشهر الأول أو الثاني والثالث، ليتم بعدها مراجعة هذا الخيار والتراجع عنه أو بالتصعيد وإعلان الحرب المفتوحة على كافة الساحات الموحدة، أو إعلان التهدئة من خلال التجاوب مع المساعي الدولية وإيجاد الصيغة المناسبة لحفظ ماء وجه الحزب.

وأضاف المحلل العسكري أن هدف حزب الله الحقيقي هو الانخراط في المعركة مهما كانت الأسباب والنتائج والتضحيات لحفظ مكانه ومكانته تحت عنوان الصراع مع إسرائيل، بعدما خطفت حركة حماس الأضواء بعمليتها غير المسبوقة في غلاف غزة والتي سيسجلها التاريخ بمعزل عن النتائج الكارثية والمدمّرة على الفلسطينيين في غزة.

أما على صعيد النتائج العملية للمناوشات الجنوبية والتي خسرت هذه الصفة، بعدما تخطت إسرائيل ميدان الصراع الجنوبي إلى استهدافات في مناطق بعيدة عن ساحتها داخل وخارج لبنان، مسقطة معها الخطوط الحمر التي لطالما تحدث عنها مسؤولو حزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، لتبرير احتفاظ الحزب بسلاحه ومقاتليه لفرض توازن الردع، ونجحت إسرائيل في شن حرب استنزاف ضد حزب الله بهدف إنهاكه وتقويض السلسلة القيادية في تركيبته العسكرية، من خلال استهداف قيادييه الميدانيين إضافة إلى بعض قواعده العسكرية، والخسائر التي تكبّدها الحزب تكاد تلامس ما تكبّده خلال حرب تموز 2006 ، من دون أن يتمكن من توجيه ضربات نوعية بهدف ثني إسرائيل عن توسيع اعتداءاتها، بدليل عمليات اغتيال كبار قادة الحرس الثوري باستهداف قنصلية إيران في دمشق، ولم يبقَ للحزب إلا إطلاق الحرب النفسية التي لم يُعرَف أثرها الأكبر اليوم ما إذا كان داخل إسرائيل أم في الداخل اللبناني، مع تنامي المعارضة العلنية للحرب والدعوات لوقف القتال الصادرة عن شخصيات مقرَّبة من حزب الله.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد