أردوغان يستذكر رئيس وزراء إيطاليا الراحل برلسكوني برسالة مؤثرة

أردوغان يستذكر رئيس وزراء إيطاليا الراحل برلسكوني برسالة مؤثرة

أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، برئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، ووصفه بـ "الصديق الذي قرّب تركيا وإيطاليا".

جاء ذلك في مقال كتبه أردوغان لصحيفة "الميساجيرو" الإيطالية، وترجمه "نداء بوست" إلى اللغة العربية، وهذا نصه:

كان أول اتصال لنا مع صديقي العزيز برلسكوني بعد الانتخابات في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، عندما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا.

أثناءها تم منعنا من ممارسة السياسة بسبب قصيدة قرأناها في 12 كانون الأول/ ديسمبر 1997، على الرغم من أن الحزب الذي كنت رئيسه انتصر في الانتخابات، إلا أن حقنا في الانخراط في السياسة تم إنكاره بشكل غير قانوني.

وبينما حاول البعض جعل هذه الحادثة تبدو طبيعية، كان برلسكوني أول من عارضها في العالم.

اتصل بنا صديقي برلسكوني وهنأنا على فوزنا الانتخابي، وأعلن أن حظرنا السياسي غير مقبول ودعانا لزيارة بلاده كرئيس وزراء إيطاليا.

التقينا برلسكوني في روما، وأجرينا مناقشة واسعة من العلاقات التركية الإيطالية إلى قضايا الاتحاد الأوروبي.

قال صديقي برلسكوني: "أنت الآن في منزل أفضل صديق لك في أوروبا، سأتصل بأصدقائي من رؤساء الوزراء في الاتحاد الأوروبي وسأعمل كمحاميكم". خلال فترة ولايته، كان دائماً يدعم بلدنا في عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لقد لعب الموقف القوي والمخلص لصديقي العزيز دوراً حاسماً في موعد التفاوض على العضوية الكاملة.

كانت لدينا علاقات مثمرة وصادقة وودية مع برلسكوني كرئيسين للوزراء، لقد قمنا بتعميق العلاقات التركية الإيطالية في كل مجال ومكناها من الوصول إلى أعلى مستوى في التاريخ.

حققت الشراكة التركية الإيطالية أيضاً تقدماً كبيراً في قطاع الدفاع، من خلال توقيع عقد مروحية أتاك، وقدم برلسكوني دعماً جاداً لمشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي "بلو ستريم".

كان برلسكوني، الذي التقينا به كثيراً في المنظمات الدولية مثل الناتو، ومجموعة العشرين، ومجموعة الثماني، وقمة جامعة الدول العربية، وقمة الأمن النووي، والتي استضفناها مرات عديدة في تركيا، شخصاً أنصف مفهوم الصديق.

إلى جانب صداقتنا الشخصية، كان رجل دولة يحب أمتنا ويحترمها ويقدر تركيا تقديراً عالياً.

برلكسوني الصديق

بعد أن ترك برلسكوني منصبه، حافظنا دائماً على روابطنا الإنسانية، كما التقينا به عدة مرات في مباريات كرة القدم في تركيا وفي دول مختلفة. شهادة صديقي برلسكوني في حفل زفاف ابني عام 2003 لها مكانة خاصة في تاريخنا الشخصي، لم ننس أبداً هذا اللطف.

كما كرمنا السيد برلسكوني بكونه من بين القادة الذين حضروا حفل الافتتاح، الذي عقدناه تكريماً لانتخابي رئيساً للجمهورية في عام 2018.

كان السيد برلسكوني سياسياً مميزاً للغاية مع موقفه الفريد وإنجازاته في مختلف المجالات، من الأعمال إلى السياسة.

أعتقد أن برلسكوني، الذي هيمن على السياسة الإيطالية لسنوات عديدة، ترك بصمة لا تمحى.

عندما علمت بنبأ وفاة صديقي العزيز برلسكوني، الذي عملنا معه لسنوات عديدة، شعرت بحزن شديد. تعبيراً عن صداقتنا، أرسلت وزير خارجيتنا والمتحدث باسم حزبي لتمثيلنا في الجنازة.

سوف نتذكره دائماً كصديق حقيقي له الذكريات العزيزة التي تركها فينا.

إنني أشارك من صميم قلبي عائلة برلسكوني وأحباءها الحزن نيابة عن بلدي وأمتي، كما أعرب عن تعازيه للشعب الإيطالي.

جدير بالذكر أن برلكسوني الذي شغل منصب رئيس وزراء إيطاليا بين عامَيْ 1994 و2011، فارق الحياة يوم الاثنين الماضي عن عمر يناهز 86 عاماً، وذلك بعد معاناة مع مرض سرطان الدم.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد