أبعاد يناقش سيناريوهات الاجتياح البري لقطاع غزة

أبعاد يناقش سيناريوهات الاجتياح البري لقطاع غزة

 

نشر مركز "أبعاد" للدراسات الإستراتيجية تحليلاً ناقش فيه احتمالية قيام إسرائيل باجتياح قطاع غزة، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.

وذكر المركز السيناريوهات المتوقعة التي ستلجأ إليها إسرائيل للقيام باجتياح بري للقطاع الذي شهد دماراً واسعاً في المنطقة، وأدى إلى سقوط آلاف من القتلى والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء.

ويرى المركز أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة بالرغم من اختلال موازين القوى العددية والتقنية لصالحها مقارنة مع الفصائل الفلسطينية، وأشار التحليل إلى أبرز التحديات التي تواجه إسرائيل لتؤخر أو تحدّ من القيام بعملية برية مرتقبة.

امتلاك المدافعين للأفضلية العسكرية

وبحسب المركز فإن الفصائل الفلسطينية تمتلك تاريخياً خبرة عالية في العمليات الدفاعية مقارنة بالهجومية لكن ذلك يشترط تنفيذ العملية وفقاً للأنماط الإسرائيلية السابقة، وليس وفقاً للنمط الذي تم تطبيقه في سورية، والذي يتصف بالعنف المطلق بما يُنهك المدافعين حتى قبل بداية المعركة.

ورجح المركز احتمالية إعطاء إسرائيل فرصة للمساعي الدولية والدبلوماسية للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.

رغم أن تل أبيب كان لها توجُّه لاعتماد "القصف العشوائي" ، إلا أن عدم أخذ الرهائن بعين الاعتبار ومقتلهم جميعاً سيؤدي إلى آثار سياسية كبيرة في إسرائيل.

سيناريو آخر وهو "الدفعة المعنوية" التي كانت تسيطر على المدافعين في بداية المعركة، إلا أنها بدأت بالتراجع مع إدراك المقاتلين وبيئتهم الحاضنة أنه لا جبهات أخرى ستُفتح لمؤازرتهم، إضافة إلى ذلك إدراك المقاتلين بأنهم لا يملكون من "المفاجآت" العسكرية أكثر مما قدّموه، بالتوازي مع الارتفاع الحادّ في الضحايا والخسائر.

الضغط الدولي والإقليمي

كما لفت المركز إلى وجود ضغط مدفوع في الغالب برغبة إقليمية بالحدّ من الآثار التي يمكن أن يُرتبها الصراع على جهة دول الجوار أولاً، سواء من حيث تدفُّق اللاجئين أو من حيث الأوضاع الداخلية في هذه الدول.

وبالتوازي فإن معظم دول الإقليم والغرب ترغب بإضعاف حركة حماس وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة، وفي الغالب فإنّ هذه الدول تدفع باتجاه الاستفادة من الوضع الحالي من أجل تغيير الوضع السياسي والعسكري في غزة، دون إجراء تغيير ديموغرافي فيها. بحسب المركز.

الاجتياح البري في قطاع غزة

ولم يستبعد المركز إحجام إسرائيل عن الاجتياح البري الكامل، وتوقع التحليل أن تلجأ إسرائيل إلى الاجتياح الجزئي، مع توسيع سياسة "الأرض المحروقة"، وتوسيع سياسات الحصار والضغط الذي يؤدي إلى إنهاك المقاتلين وحاضنتهم، ودفع المنافسين لهم على الأرض للتحرك من أجل تغيير الأوضاع القائمة في القطاع منذ عام 2007.

وحول احتمالية تراجع الاجتياح البري الجزئي والكلي بيّن المركز أن المخاطر ستكون مرتفعة بشكل كبير، وفي هذا السيناريو فإنّ حماس ستكون الرابح الأكبر؛ لأنها ستثبّت حالة قيادتها للمشهد الفلسطيني.

كما أن توقُّف المعركة سيرفع العبء القائم على حلفاء حماس في المنطقة، وخاصة حزب الله، والذي اختار مخالفة كل أدبياته السابقة، وفضّل تقديم الجيش اللبناني ليقوم بمهمة ضبط الحدود، رغم أن "مواجهة إسرائيل" هي المبرِّر الوجوديّ لِمَا يُسميه الحزب "سلاح المقاومة". وفقاً لما ذكره المركز.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد