النظام السوري يستقبل وفداً من ”الحوثي” في دمشق لـ”تعزيز التعاون”

النظام السوري يستقبل وفداً من ”الحوثي” في دمشق لـ”تعزيز التعاون”

استقبل النظام السوري وفداً من جماعة ”الحوثي” اليمنية المرتبطة بإيران، في دمشق، وأجرى الجانبان مباحثات تناولت تعزيز التعاون الاقتصادي.

وقالت وكالة ”سبأ” التي تديرها الجماعة: إن وزير الثروة السمكية في الحكومة التابعة لـ”الحوثيين" محمد الزبيري، زار دمشق وطهران مؤخراً، والتقى مسؤولين في النظام السوري والحكومة الإيرانية.

وبحسب الوكالة فإنه جرى خلال الزيارة إلى دمشق "مناقشة علاقات التعاون الثنائي في المجال السمكي وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة".

وذكرت الوكالة أن الزبيري اطلع يوم أمس الثلاثاء رئيس وزراء الحوثيين عبد العزيز صالح بن حبتور على نتائج الزيارة إلى سورية وإيران.

https://twitter.com/SabaNewsye/status/1643344039796789248?t=zDhAT-dB8ogSWOCYWv9izQ&s=19

وأكد حبتور على "أهمية توطيد العلاقات الثنائية بين دول محور المقاومة في مختلف المجالات"، مضيفاً أن ذلك "من الأولويات التي تحظى بتشجيع ورعاية القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى".

من جانبه، أشار الزبيري أنه ناقش أيضاً مع وزير الاقتصاد والتجارة لدى النظام السوري محمد سامر الخليل، "جوانب تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين الشقيقين والفرص الاستثمارية المتاحة في المجال السمكي".

كما أشار إلى أنه التقى على هامش زيارته إلى سورية رئيس المؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صلاح، و"عبر له عن التقدير العالي لوقوف الأحزاب العربية ودعمها للشعب اليمني وقضيته".

علاقات النظام السوري وجماعة ”الحوثي”

يمتلك النظام السوري وجماعة ”الحوثي” علاقة وثيقة، كون الطرفين ينتميان إلى إيران، ويشكلان ذراعاً خارجية لها، ويسيطران على عاصمتين عربيتين (دمشق وصنعاء).

وخلال السنوات الماضية لم ينقطع التنسيق بين الجانبين، وعلى كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وذلك في إطار الإستراتيجية الإيرانية الرامية إلى التوسع في المنطقة العربية.

وتأكيداً على عمق العلاقات بين النظام السوري و”الحوثي”، أصدرت الجماعة في آذار/ مارس عام 2016 قراراً بتعيين نايف أحمد حميد القانص سفيراً لها في دمشق، ليكون بذلك أول مندوب للجماعة خارج اليمن.

وفي 15 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2020، قررت الجماعة تعيين عبد الله صالح صبري بمنصب السفير خلفاً للقانص، والذي ما زال بمنصبه حتى الآن.

https://twitter.com/SabaNewsye/status/1328000876900970496?t=5VzTtb1QgArRLyQDhNJ1pw&s=35

عقب ذلك بدأت الحكومة اليمنية الشرعية بملاحقة 3 من قيادات "الحوثي" ينتحلون صفات دبلوماسية رسمية في سورية وإيران عبر الإنتربول الدولي، موضحة أن الأشخاص الثلاثة هم سفيرَا الجماعة السابق والحالي في دمشق، وإبراهيم الدليمي سفيرها لدى إيران والذي تم تعيينه عام 2019.

النظام السوري يدعم ”الحوثي” في الحرب اليمنية

وعلى الجانب العسكري، قدم النظام السوري الدعم للجماعة وفتح معسكراته داخل الأراضي السورية أمامها لتدريب مقاتليها، قبل إرسالهم إلى اليمن لقتال الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.

[caption id="attachment_69403" align="aligncenter" width="662"]الملحق العسكري بسفارة الحوثي في دمشق يلتقي رئيس شعبة المخابرات العسكرية لدى النظام اللواء كفاح ملحم الملحق العسكري بسفارة الحوثي في دمشق يلتقي رئيس شعبة المخابرات العسكرية لدى النظام اللواء كفاح ملحم[/caption]

وفي أيار/ مايو 2021، أكدت وكالة "الأناضول" إرسال الحرس الثوري الإيراني مرتزقة سوريين ينتمون لميليشياتها المحلية للقتال إلى جانب الحوثيين في اليمن ضد الحكومة الشرعية، بموجب عقود تمتد لثلاثة أشهر قابلة للتجديد وبمرتب شهري يبلغ 450 دولاراً أمريكياً.

ووفقاً للوكالة فإن الحرس الثوري أرسل حينها دفعة أولى تضم نحو 120 مرتزقاً، حيث توجهت تلك العناصر إلى العراق عبر معبر "البوكمال- القائم" الحدودي ومنها إلى إيران ثم اليمن.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أكدت مصادر أمنية لـ“نداء بوست”، وصول دفعات من الحوثيين إلى مطار دمشق الدولي قادمين من مطار مسقط الدولي ومن مطار صلالة في سلطنة عمان عبر شركة أجنحة الشام للطيران، وتضم الدفعات ضباطاً وضباط صف وعناصر.

وبحسب مصادر “نداء بوست”، فإن  الضباط والعناصر الحوثيين تم نقلهم إلى منطقة الدريج في ريف دمشق، للخضوع لدورة عسكرية مدتها 45 يوماً في مدرسة الصاعقة قبل عودتهم إلى صنعاء.

https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1516021716417458176?t=95mST630_L_5VKVt2tM0cA&s=19

وفي السياق ذاته، نشر “نداء بوست” في نيسان/ إبريل 2022 تقريراً عن نشاط الحوثيين في سورية، وافتتاح مكاتب تجنيد بعد زيارة وفد من قيادات الحوثيين للعاصمة دمشق ولمحافظة دير الزور بعد زيارتهم للعاصمة الإيرانية طهران.

وحينها التقى الوفد الحوثي بقيادات الحرس الثوري وحزب الله في السيدة زينب جنوب دمشق، وفي البوكمال والميادين في دير الزور، وثم التوافق مع القيادات الإيرانية على التنسيق الكامل بين الحوثيين وبين الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في سورية على التجنيد والتدريب.

الحوثي وتقارب السعودية مع الأسد

رحّب سفير جماعة ”الحوثي” في دمشق عبد الله علي صبري، في لقاء مع صحيفة ”الوطن” في آذار/ مارس الماضي بتقارب الدول العربية مع النظام السوري، وتطبيع العلاقات معه، ودعا إلى إعادة الأسد إلى الجامعة العربية.

وعقب الحديث عن انفتاح السعودية على إعادة العلاقات مع النظام السوري واحتمالية توجيهها دعوة إلى بشار الأسد لحضور القمة العربية القادمة في الرياض، احتفلت سفارة الجماعة في دمشق بالذكرى الثامنة لما أسمته بـ"يوم التصدي للتحالف العربي"، الذي تقوده السعودية في اليمن.

https://twitter.com/ShahidAlmasirah/status/1640342823563149312?t=ufMI40nIBpvC3pmW6DxX-A&s=35

وخلال الاحتفال قال سفير ”الحوثي” في دمشق: ”إن هذا الاجتماع رسالة من داخل سورية المقاومة، للإشارة إلى التلاحم القائم بين محور المقاومة والمستمر، وهو في تقدم وانتصار”، وفقاً لقناة المسيرة اليمنية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد