نداء بوست- أخبار سورية- حلب- محمد علي
رفض الفيلق الثالث المنضوي ضمن الجيش الوطني السوري، الاتهامات التي وجهتها ”هيئة تحرير الشام” له، والدعاية التي تروجها عبر إعلامها الرديف ضده، بغية تبرير الهجوم العسكري الذي شنته على مواقعه بريف حلب.
وشهد الأسبوع الماضي مواجهات ومعارك ضارية بين الفيلق الثالث وحركة التحرير والبناء من جهة، وهيئة تحرير الشام مدعومة من فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه وحركة أحرار الشام من جهة أخرى.
اتهامات الهيئة
نقل الإعلام الرديف في ”هيئة تحرير الشام” ويوم أمس الأربعاء، عن مصدر مسؤول في الأخيرة، قوله: إن التنظيم حاول مراراً التفاهم مع الفيلق الثالث حول تنسيق الواقع العسكري والأمني في المنطقة لأجل حماية المدنيين، وتنظيم المؤسسات العسكرية بعيداً عن المؤسسات المدنية.
كما اتهم المصدر الفيلق الثالث بأن لديه ”علاقات مشبوهة” تربطه بـ”جهات خارجية معادية لقوى الثورة”، إلا أن المصدر قال: إنه يتحفظ على ذكر تلك الجهات في الوقت الحالي.
كذلك اتهم المصدر الفيلق الثالث، بأنه خطط خلال الفترة الماضية لشن حملات عسكرية ضد فصائل الجيش الوطني بغية السيطرة على مناطقها، مضيفاً أن ”هيئة تحرير الشام” وقفت إلى جانب ”الفصائل الثورية في حملتهم الدفاعية ضد الفيلق الثالث وتم إفشال مخططه”، حسب زعمه.
رد الفيلق الثالث
استنكر الفيلق الثالث تلك الاتهامات، وقال مصدر في قيادته في تصريح خاص لـ ”نداء بوست”: إن الفيلق بذل جهوداً كبيرة خلال السنوات الماضية لتوحيد الجهود العسكرية والأمنية في الشمال السوري، وانخرط مع معظم فصائل الجيش الوطني السوري بمشاريع لتوحيد المنطقة أهمها غرفة القيادة الموحدة ”عزم” التي أحدثت نقلة نوعية في واقع المنطقة أمنياً وعسكرياً وتنظيمياً، حسب قوله.
القائد العام لغرفة “عزم” لـ”نداء بوست”: أبوابنا مُشرّعة لكافة تشكيلات الجيش الوطني
وأكد المصدر أن الشائعات التي تطلقها ”هيئة تحرير الشام” عن رفض الفيلق الثالث لمشاريع توحد الجهود ”باطلة ولا أصل لها”، معتبراً أنها ”تنّم عن حقد مصحوب بالغضب من الحراك الشعبي الواسع في ريف حلب الشمالي رفضاً لمشاريعها المشبوهة التي تستنسخ تجارب في المحاصصة والتفرد بالإدارة ونهب خيرات البلاد وتقييد أصحاب العقول النيرة وتصدير الغرباء”.
وحول أسباب هكذا اتهامات، قال المصدر: إن ”التخبطات التي أصابت هيئة تحرير الشام، وحرجها الشديد أمام عناصرها دفعها للتصريح بأكاذيب لا تنطلي على العقلاء الذين خبروا غدر هذه الجماعة ونهجها القائم على التغلب وتفكيك الفصائل وسرقة سلاحها وتجميد الجبهات وزرع الوهن في نفوس المهجرين من خلال مشاريع تخديرية تلبسها الهيئة لبوس النمو الصناعي”.
وبحسب المصدر فإن المشاريع الاستثمارية في محافظة إدلب تدار من قادة الهيئة والتجار المقربين منها وتنعكس فائدتها على حلقة ضيقة من المنتفعين ضمن التنظيم.
وأردف: ”يشهد الجميع للفيلق الثالث بأنه لم يقدم يوماً على تفكيك فصيل واحد، على عكس هيئة تحرير الشام التي قلما سلم من بغيها فصيل حتى ولو كان شرساً في محاربة النظام وأعداء الثورة، كما استولت على أسلحة تلك الفصائل وجعلتها مرتهنة لأمرها وقرارها”.
”تحرير الشام” تهاجم نقاطاً لـ”الجبهة الوطنية” شرق إدلب.. ومصدر رسمي يكشف لـ”نداء بوست” التفاصيل
واتهم المصدر ”هيئة تحرير الشام” بأنها ”تلونت عبر السنوات إلا أن الانقلابة الأخيرة التي قامت بها من دفاعٍ شرسٍ عن جماعات مفسدة سلبت حقوق المدنيين وانتهكت حرماتهم، وسجل عليها قضايا قتل ومخدرات واغتصاب كشف حقيقتها”، متسائلاً عن الطريقة التي ”ستبرر بها الهيئة لعناصرها زجهم في معركة لنصرة فرقة السلطان سليمان شاه بقيادة ”أبو عمشة” الذي لطالما كفّرته وطاردته”، حسب قوله.
واعتبر المصدر أن الفيلق الثالث يستمد قوته من الحاضنة الشعبية التي وقفت معه خلال المواجهات مع الهيئة.
ووصف المصدر تلك الحاضنة بأنها ”كانت على درجة عالية من الوعي والإدراك لخطورة تنظيم جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، الذي يخطط للقضاء على آخر معاقل الثورة وإخماد جذوتها في قلوب الثوار، وإقصاء أهل البلد عن إدارتها، وتمكين الفاسدين والمجرمين، وهذا ما يرفضه الشعب السوري قولاً وفعلاً”.
مواجهات ريف حلب
خلال الأيام القليلة الماضية، شهدت منطقة ريف حلب من جنديرس غرباً وحتى جرابلس شرقاً مواجهات عنيفة بين فصائل الجيش الوطني السوري، تبعها استعانة بعضها بهيئة تحرير الشام.
وبدأت القصة حين أعلن الفيلق الثالث إلقاء القبض على قتلة الناشط محمد عبد اللطيف وزوجته وجنينها، حيث تبين أن الجناة يتبعون لفرقة الحمزة التي حاولت إطلاق سراح عناصرها بقوة السلاح.
وتطورت الأحداث بعد ذلك لتندلع اشتباكات بين الفيلق الثالث وفرقة الحمزة في مدينة الباب، ما لبثت أن تدخلت حركة أحرار الشام لصالح فرقة الحمزة.
عقب ذلك انتقلت الاشتباكات إلى منطقة جنديرس حيث حشدت هيئة تحرير الشام أرتالها في المنطقة بقصد اقتحامها والدخول لمؤازرة فرقة الحمزة.
إثر ذلك اندلعت مواجهات بين حركة التحرير والبناء المنتشرة في جنديرس وهيئة تحرير الشام، لتقوم فرقة السلطان سليمان شاه بمساندة الأخيرة وتطويق حركة التحرر البناء، لتدخل تحرير الشام إلى المنطقة وتسيطر عليها ومن ثم تنتقل إلى عفرين.
وتمكنت تحرير الشام بمساعدة حلفائها في فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه وحركة أحرار الشام من السيطرة على مدينة عفرين، والانتقال إلى مشارف مدينة أعزاز، التي فشلت في اقتحامها.
ومع استمرار المواجهات تم التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار واستلام هيئة تحرير الشام زمام الأمور في ريف حلب وتسليمها جميع مفاصل المنطقة من معابر وإدارة مدنية وعسكرية.
مسؤول أمني تركي يدير من إدلب مفاوضات بين تحرير الشام والفيلق الثالث
عقب ذلك تجددت المواجهات بين الفيلق الثالث وهيئة تحرير الشام، في ريف حلب الشمالي، حيث شنت الهيئة هجوماً على نحو منطقة كفرجنة.
وأفاد مراسل “نداء بوست” بأن هيئة تحرير الشام حاولت التقدم نحو منطقة كفرجنة شرق عفرين والواقعة تحت سيطرة الفيلق الثالث.
وإثر ذلك دارت اشتباكات بين الطرفين تخللها قصف بقذائف الدبابات استهدف مواقع داخل كفرجنة، وسط مناشدات من قبل النازحين المتواجدين في المنطقة بتحييدهم ووقف القصف العشوائي.
وتوقفت الاشتباكات يوم الثلاثاء الماضي، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام بدعم من فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه على بلدة كفرجنة الواقعة غرب مدينة أعزاز معقل الفيلق الثالث.
وجرى وقف إطلاق النار بعد تدخل تركي غير مباشر عبر هيئة ثائرون للتحرير التي رفعت جاهزيتها وأكدت عزمها فرض وقف إطلاق النار بالقوة، والتعامل عسكرياً مع الطرف الرافض للتهدئة، فيما يتم تداول أنباء عن بدء تحرير الشام بالانسحاب من ريف حلب بضغط تركي.