نداء بوست – حوارات سياسية – محمد الشيخ
في 15 تموز/ يوليو الماضي، أعلن فصيلا "الجبهة الشامية" و"فرقة السلطان مراد"، تشكيل غرفة قيادة موحدة تحمل اسم "عزم"، التابعة للجيش الوطني السوري، وتم الاتفاق على تسمية أبي أحمد نور قائداً للغرفة، وفهيم عيسى نائباً له.
والبعض يرى أن هذه الغرفة لم ترقَ إلى وصفها بأنها اندماج كامل بين الفصيلين، وإنما هي تنسيق أمني وعسكري بين "الجبهة الشامية" التي ستبقى في "الفيلق الثالث"، و"فرقة السلطان مراد"، التي ستستمر بدورها في "الفيلق الثاني"، بهدف تنفيذ حملات أمنية مشتركة والتحرك على خطوط التماس مع قوات النظام السوري و"قسد" بشكل مشترك أيضاً.
ولاحقاً، انضمت فصائل "جيش الإسلام" و"جيش الشرقية" و"أحرار الشرقية" و"فيلق المجد" و"الفرقة الأولى" و"الفرقة 13" و"الفرقة 51" و"الفرقة الثانية" و"فرقة الملكشاه" و"لواء السلام" و"فيلق الشام" قطاع الشمال، و"فرقة السلطان سليمان شاه" و"فرقة الحمزة" إلى الغرفة، قبل أن ينسحب هذان الأخيران منها ويشكّلا إلى جانب "فرقة المعتصم" و"الفرقة 20" و"لواء صقور الشمال"، جسماً جديداً حمل اسم "الجبهة السورية للتحرير".
وما بين إعلان التشكيلين، شهدت منطقة ريف حلب الشرقي والشمالي تطورات عدة على صعيد الجيش الوطني، حيث كادت أن تتطور التوترات بين "عزم" والفصائل المنسحبة منها إلى مواجهات مسلحة بين الطرفين، كما أنّ الفترة ذاتها شهدت استقالة وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة اللواء سليم إدريس من منصبه.
وللوقوف على آخر التطورات العسكرية في الجيش الوطني، والغاية المرجوّة من التشكيلات الجديدة، والخطوات المستقبلية لها، أجرى موقع "نداء بوست" حواراً مع قائد غرفة "عزم"، أبو أحمد نور، وفيما يلي نص الحوار:
نداء بوست: برأيكم ما الهدف من تشكيل غرفة "عزم" و"الجبهة السورية للتحرير"، خاصة أن تشكيلات كلا التجمعين تتبع للجيش الوطني السوري؟
– غالباً ما تفرض التغيّرات على الأرض معادلات جديدة تتطلب القيام بتطوير الشكل الحالي للقيام بالمهام، وهذه المتطلبات تختلف من مرحلة إلى أخرى، وإن تشكيل غرفة القيادة الموحدة "عزم"، خطوة باتجاه توحيد الجهود مع زيادة الفاعلية للتشكيلات العسكرية التي تعمل تحت مظلة الجيش الوطني.
نداء بوست: هل يمكن القول: إن صفحة الفيالق الثلاثة انتهت، وبات الجيش الوطني يتوزع على "عزم" و"الجبهة السورية للتحرير"؟
– وجود التشكيلات الجديدة لا يُلغي انتماء الفصائل للفيالق الثلاثة المكونة للجيش الوطني، فالجيش الوطني ضرورة حتمية للمرحلة النهائية من التشكيل.
نداء بوست: ما هي رؤيتكم للمرحلة القادمة في الجيش الوطني؟ وهل تتوقعون أن تؤدي هذه الخطوة إلى تسريع اندماج الفصائل أم ستؤدي إلى حالة اصطفاف واستقطاب؟
– نعتقد أن هذه الخطوات من شأنها تسريع الاندماج وإيجاد المركزية الفاعلة لهذه القوى، وإن الجيش الوطني كان التعبير الأهم على تنسيق الجهود، ونحن أمام عمل عسكري يقود ثورة لا دولة، وبالتالي لا يمكن التخلي عن فكرة الجيش الوطني.
نداء بوست: ما هي خطط غرفة "عزم" مستقبلاً؟ وهل من الممكن أن نرى اندماجاً جديداً بينها وبين "الجبهة السورية للتحرير"؟
– لقد وضعت غرفة القيادة الموحدة "عزم" وحدة الصف ووحدة القرار هدفاً لها، وقد قطعت شوطاً لا بأس به في ذلك من خلال وضع بعض الآليات التي تضبط العمل العسكري والأمني في المنطقة، وما سنراه في المرحلة المقبلة يوضح توجهنا، ونأمل من الآخرين مشاطرتنا الأهداف نفسها.
نداء بوست: ما طبيعة العلاقة مع باقي مكونات الجيش الوطني السوري؟ وما هو ردكم على ما تم تداوله بأن "عزم" تسعى للتغلب في ريف حلب؟
– إن غرفة القيادة الموحدة ضمَّت غالبية مكونات الجيش الوطني في مناطق (نبع السلام، ودرع الفرات، وغصن الزيتون، وإدلب)، وإن بناء هذا الجسم قام على أساس الشراكة والاحترام المتبادل بين الشركاء، وذلك أبعد ما يكون عن فكر التغلب، الذي يسعى أعداء الثورة اتهامها به، ثم إن أبوابنا مشرَّعة لكافة التشكيلات الوطنية للمشاركة والعمل في إطار أهداف الثورة وبوصلتها الواضحة، وبنفس الوقت لن نسمح لأحد أن يعيق تقدمنا نحو تحقيق هذه الأهداف.
نداء بوست: هل من ضمن خطط القيادة الموحدة إنهاء الفوضى الحاصلة في ريف حلب وتحديداً فرض الضرائب على المدنيين والمضايقات على الحواجز؟ وكيف ستتعامل معها؟
– إن من أهداف غرفة القيادة الموحدة "عزم" الحفاظ على الاستقرار وحماية حقوق الناس وتحقيق الأمن المجتمعي ومكافحة الفساد ورد المظالم، وسنستمر في بذل الجهد والوسع لرفع الظلم عن الناس ضمن اختصاصنا وقدراتنا المتاحة.
نداء بوست: السوريون يقولون أنهم سئموا كثرة التشكيلات وغرف العمليات، ما هي رسالتكم لهم؟
– لا شك أن شعبنا الثائر العظيم لا زال يقاوم الظلم والاستبداد لإسقاط النظام السوري طمعاً بنيل حريته والعيش بحياة كريمة، وقد قدّم في سبيل ذلك فلِذات كبده من الشهداء أمام خذلان العالم له، ولا شك أننا وإياه جسد واحد في خندق المواجهة، ونقول لشعبنا: إن التحديات التي واجهتنا في هذا الطريق الصعب كبيرة للغاية، قد أثَّرت بشكل أو بآخر في جمع الصف وتوحيد الجهود، لكننا ما يئسنا في تحقيق هذا الحلم، وما تشكيل غرفة القيادة الموحدة "عزم" إلا خطوة في هذا الاتجاه.
نداء بوست: بالانتقال إلى خارج ريف حلب، هل من الممكن لغرفة "عزم" أن تشارك في معارك ريف إدلب أو الرباط على تلك المحاور؟
– غرفة "عزم" هي تشكيل عسكري عمله هزيمة العدو في كل مكان وزمان يتاح العمل فيه، ويخضع ذلك للتخطيط والجدوى وإمكانية تحقيق ذلك، ويكون بالتنسيق مع كافة تشكيلات الجيش الوطني على امتداد المحرر، ونحن الآن موجودون في نقاط الرباط في كل من ريف حلب وريف إدلب وريف الرقة وريف الحسكة، ولا يوجد منطقة في المحرر خارج نطاق عملياتنا، ولقد قمنا بتلبية الواجب في إدلب حينما قام النظام المجرم بالهجوم على منطقة كفر نبودة منذ ثلاث سنوات تقريباً، ولا زالت قواتنا متواجدة في ريف إدلب، وترابط على جبهات القتال حتى هذه اللحظة.