نداء بوست-أخبار سورية-إسطنبول
كشف الائتلاف الوطني السوري أن عملية الإصلاح الأخيرة التي قام بها كان نتيجة إرادة حقيقية داخل الائتلاف تقاطعت مع رغبة شعبية ولم تكن خطوة انفعالية أو اعتباطية.
وبحسب الائتلاف فإن الهدف الجوهري هو الوصول إلى دائرة تشاركية أوسع تساهم في صناعة القرار السياسي وتدعمه. وتؤثر إيجابا على أداء الائتلاف وتساهم في تعزيز دوره.
وفي حديث مع وكالة الأناضول قال رئيس الائتلاف السوري المعارض سالم المسلط، إن “التغييرات التي حصلت داخل الائتلاف الوطني تضمنت إقرار نظام أساسي جديد للائتلاف الوطني يتماشى مع المرحلة الحالية”.
وأشار في حديثه: “تضمنت التغييرات أيضا إنهاء عضوية بعض الأعضاء والمكونات غير الفاعلة أو لم تعد لها مرجعية تؤهلها للوجود في الائتلاف نتيجة تغيرات القوى الفاعلة في الثورة بعد أكثر من عشر سنوات”.
ولفت المسلط إلى أن “خطوات الإصلاح هذه لم تكن اعتباطية أو ارتجالية أو تحت أي ضغط، وإنما خضعت لمناقشات معمقة على مدى أربعة أشهر ثم أقرتها الهيئة العامة للائتلاف بموافقة 60 وامتناع صوت وغياب ثلاثة”.
كما أشار رئيس الائتلاف إلى أن “إنهاء حالة الركود التي شهدها الائتلاف خلال السنوات السابقة، إضافة إلى حرص الائتلاف على التمثيل الحقيقي للسوريين”.
وأوضح أن ” العملية تمت عبر ضم ممثلين عن كيانات وتكتلات فاعلة ومجالس محلية ونقابات ومنظمات في المناطق المحررة وجاليات وتمثيل للمرأة والشباب، لنستطيع ضخ دماء جديدة في الائتلاف تخلق تغييرًا حقيقيًا داخل المؤسسة”.
ونوه “ما شهده الائتلاف من إصلاحات خلال الفترة الأخيرة هو جزء من حزم إصلاحية يعمل عليها الائتلاف الوطني منذ مدة طويلة” مؤكدًا أن “خطوات الإصلاح مستمرة”.
وأكمل “في المسار السياسي، فإننا نعمل من خلال تفعيل وفتح مسارات تفاوضية لكافة بنود القرار الدولي 2254، ضمن جدولة زمنية واضحة تمهيدًا لبدء الانتقال السياسي الشامل في سورية ومن ثم وضع حد لمعاناة الشعب السوري”.
بدوره أكد عبد المجيد بركات، أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض،في حديث مع وكالة الأناضول إن “الإصلاح في الائتلاف ليس حدثا جديدا، إنما على مدار السنوات الماضية كان هناك نقاشات مطولة عن العملية الاصلاحية في الائتلاف”.
وأشار: “ما ميز هذه الدورة لاجتماعات الائتلاف بأن هناك رغبة وإرادة حقيقية لإتمام إصلاح جدي يؤثر بشكل عام على أداء الائتلاف السياسي وتؤثر بشكل إيجابي على هيكلية الائتلاف وتنظيمه”.
وأكد: “لذلك كانت هناك إرادة سياسية وتقاطعت هذه الإرادة مع رغبة شعبية بالوصول إلى خطوات إصلاحية ترضي الجميع، الإصلاح داخل الائتلاف لم يكن خطوة انفعالية أو اعتباطية”.
ولفت بركات إلى أنه : “من الممكن أن نختصر أهداف ومسوغات الإصلاح بأن هناك رغبة حقيقية داخل الائتلاف بتعزيز تمثيل المكونات الموجودة داخل الائتلاف وضبط هذا التمثيل”.
وأوضح: “من ثم الانتقال إلى السعي باتجاه تمثيل مكونات الشعب السوري سواء الموجودة في الداخل السوري أو الموجودة في الخارج من جاليات ومن كتل سياسية واجتماعية ومدنية مؤثرة وفاعلة بسورية بشكل عام”.
واعتبر بركات أن “الهدف الأساسي الجوهري هو الوصول إلى دائرة تشاركية أوسع تساهم في صناعة القرار السياسي في الائتلاف وتدعم القرار السياسي داخل الائتلاف”.
وأردف أن “كل هذا التغيير من أجل تكون هناك دماء جديدة تدخل إلى الائتلاف (..) هذه الدماء الجديدة تكون فاعلة ومؤثرة وقادرة على توحيد صف المعارضة بشكل عام”.
وقبل أيام، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط: إنهم يسعون إلى تمثيل أكبر للنقابات والهيئات والمجالس المنتخبة من قبل الشارع السوري.
وفي اجتماع عبر تطبيق زوم مع عدد من الإعلاميين والفعاليات المدنية أضاف المسلط أن قرارات الإصلاح المتخذة ليست لحظية وتم الإعلان عنها في بداية هذه الدورة وتمت مناقشتها خلال التسعة أشهر الماضية.
وخلال اللقاء طرح مُراسل “نداء بوست” الذي حضر المؤتمر الصحفي سؤالاً بعنوان: هل ممكن شرح بعض المُلابسات المتعلقة بالاقالات الأخيرة و من بينها الانتماءات السياسية للكتل والشخصيات، البعض قال: إن المستهدف الإسلام السياسي، والبعض قال الحراك الثوري ونسب إليكم كلاماً عن انتهاء دوره.
ولكن المسلط ومسؤولي الائتلاف لم يعلقوا على هذه النقاط الحساسة متذرعين بانتهاء الوقت.
وكذلك طرح بعض الإعلاميين والفعاليات الثورية أسئلة على المسلط ومن بينهم جهاد عايش من رابطة الشباب السوري الثائر وكذلك الإعلامي وسيم الحاج ولكن تم الانتهاء من الاجتماع وعدم الرد مع وعود بتحديد موعد لاجتماع أخر.
وأشار المسلط في حديثه خلال الاجتماع أن من خرج من الائتلاف هم زملاء كرام ونكن لهم كل الاحترام والمصلحة العامة دائماً نقدمها على العلاقات الشخصية.