الضربات الجوية الأمريكية في سورية لا تُغيِّر قواعد اللعبة
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية مقالاً تحليلياً تحدثت فيه عن قيام الولايات المتحدة بتنفيذ غارات جوية في سورية. استهدفت كتائب حزب الله المدعومة من إيران خلال الليل في الفترة ما بين 25 و26 كانون الأول/ ديسمبر، الضربات الجوية مهمة.
وذكرت الصحيفة أن الجماعات المدعومة من إيران كانت قد نفذت ما لا يقل عن 103 هجمات ضدّ القوات الأمريكية في العراق وسورية. في أعقاب هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. كما استهدفت هذه الجماعات المدعومة من إيران القوات الأمريكية في العراق وسورية على مدى السنوات الأربع الماضية بعشرات الهجمات.
ماهِيَّة الهجمات
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن معظم الهجمات تكون بصواريخ 107 ملم أو طائرات انتحارية بدون طيار. بشكل عام الهجمات ليست مميتة لكن بعض أفراد الخدمة الأمريكية أُصيبوا، ولكن الولايات المتحدة بشكل عامّ لا تقوم بالرد على تلك الهجمات. ولذلك، تستمر إيران في جعل وكلائها ينفذونها، وهذا مشابه لما تقوم به إيران من جعل الحوثيين يقومون بمهاجمة السفن أو تشجيع حزب الله على مهاجمة إسرائيل. وفي كل هجمة، يتم إنشاء التوازُن بين الهجوم والردّ. على سبيل المثال، في البحر الأحمر، لا يوجد ردّ، أما بالنسبة لحزب الله، فإن ردود إسرائيل متناسبة. وفي العراق وسورية، فضّلت الولايات المتحدة بشكل عام فقط تنفيذ هجمات في سورية؛ لأن سورية كان يُنظر إليها على أنها نوع من "المنطقة المفتوحة" يمكن فيها تنفيذ كل أنواع الهجمات، أما في العراق، وفقاً للصحيفة. فقد كان هناك المزيد من الجدل؛ لأن القوات الأمريكية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية.
الروابط الإيرانية مع الميليشيات في المنطقة
كذلك أكدت الـ "جيروزاليم بوست" أن الجماعات المدعومة من إيران في العراق، مثل كتائب حزب الله. تملك روابطَ مع الأحزاب السياسية والقوات شِبه العسكرية الرسمية.مما يعني أنها غالباً ما تحصل على رواتب حكومية أو شِبه حكومية، وهذا يخلق مشكلة أخرى. وترتبط كتائب حزب الله وغيرها من الجماعات المدعومة من إيران بالحرس الثوري الإيراني. وقد صنفت الولايات المتحدة بعضها جماعات إرهابية. أو تم فرض عقوبات على قادتها، لكن مع ذلك لديهم اتصالات بقنوات بالسلطة الرسمية.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية: إنها نفذت "ضربات ضد أهداف جماعة كتائب حزب الله الإرهابية في العراق". كما قالت: إنها ضربت “منشآت متعددة تستخدمها كتائب حزب الله والجماعات التابعة لها في العراق الساعة 8:45 مساءً. (بتوقيت شرق الولايات المتحدة). في 25 كانون الأول/ ديسمبر. جاء ذلك رداً على هجوم شنته كتائب حزب الله واستهدف القوات الأمريكية في أربيل بإقليم كردستان شِبه المستقل. حيث كانت هناك عدة إصابات، وهو ما استدعى ردّاً انتقامياً.
"تشير التقييمات الأولية إلى أن هذه الضربات الجوية الأمريكية دمرت المنشآت المستهدَفة ومن المحتمل أنها قتلت عدداً من مقاتلي كتائب حزب الله. ولا توجد مؤشرات على تضرُّر مدنيين. كما قالت الولايات المتحدة: إن الجيش الأمريكي سيواصل تقييم فعّالية هذه الضربات.
هجمات لا تحسم المعركة
وختمت الصحيفة بالقول: إن هذا أمر مهمّ، لكنه لا يُغيِّر قواعد اللعبة، فقد تجنَّبت الولايات المتحدة اتخاذ المزيد من الإجراءات أو الضربات الاستباقية. وكتائب حزب الله تعرف المعادلة. وتعلم أنها إذا ألحقت الضرر بالقوات الأمريكية أو المتعاقدين الأمريكيين، فإنها ستتلقى ردّاً متناسباً.
إن الردود المتناسبة تعني أن الإيرانيين يعرفون بالضبط مدى قدرتهم على رفع درجة حرارة المواجهة، قبل أن تتفاقم الأمور، تفضل إيران إبقاء المنطقة بأكملها مشتعلة، لكن دون إشعال النيران أكثر من اللازم.