الرياض تستعد لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل مع دمشق

الرياض تستعد لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل مع دمشق

نداء بوست- خاص- إسطنبول

مع ارتفاع وتيرة التطبيع العربي مع النظام السوري وبعد أن دار الحديث عن استئناف الخدمات القنصلية بين الرياض ودمشق بعد قطيعة دامت أكثر من 10 سنوات ثم جاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي بن فرحان لإعادة بناء الحوار مع النظام السوري، بعد كارثة الزلزال لتتسارع على خلفها الزيارات الرسمية والتصريحات من الدول المطبعة معتبرة أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو فقط “الحوار البنّاء مع الأسد”.

وقال الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي لنداء بوست:" إن إعادة العلاقات القنصلية بين السعودية والنظام تشير إلى استعداد المملكة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بعد قطيعة استمرت 12 عاماً مع النظام السوري".

وأضاف "عاصي": بغض النظر إن كان هذا التوجه سيؤول إلى التقدم أو التعثّر، للرياض فهي تجربة أقل ما يقال عنها غير مشجعة في التعامل مع النظام نفسه والأنظمة الموالية لإيران لذلك يفترض أن تكون أكثر حذراً إزاء أي خطوة، فالنظام لن يتوقف عن ابتزازها والضغط عليها لدفعها نحو تقديم المزيد من التنازلات في سبيل فك العزلة العربية عنه والحصول على الأموال والمساعدات".

وأوضح عاصي بقوله: "لا يوجد ما يشير إلى أن الرياض ستتجه لتبني مسار سياسي غير الذي تدعمه الأمم المتحدة وبالتالي موقفها من المعارضة السورية والدعم الذي تقدمه لها في إطار العملية السياسية وبموجب القرار 2254 (2015)".

وذكر" عاصي" أبرز العواقب الرئيسية التي تقف أمام التطبيع العربي مع النظام وهي: " الحسابات والمصالح المتباينة والمختلفة بين الدول المنخرطة في المسار التي قد تؤدي إلى تعثره أو تعطيله وما يترتب عليها من مناكفات بينية بالإضافة لموقف الولايات المتحدة النهائي من المسار الذي ساهم في تعطيل المبادرة الأولى التي انطلقت في عام 2021 . والعائق الثالث الموقف الروسي ومدى جدية روسيا على الاستجابة لمصالح وسياسات الدول المنخرطة في مسار التطبيع والعائق الأخير هو الفيتو السعودي القطري الذي أبعد الأسد عن الجامعة العربية منذ عشر سنوات ".

وفي السياق ذاته قال مدير مركز الشرق للبحوث الدكتور سمير التقي في تصريح سابق لنداء بوست: " من الواضح أن سورية أصبحت ساحة تنافسية إقليمية ولا يجب تقييم ذلك على عدد السفارات المفتوحة الثورة السورية ليست مخترعة من قبل السفارات وبالتالي لن يؤثر ذلك في شيء".

وأضاف التقي: " لن يكون هناك تطبيع فعلي ولا رفع للعقوبات ولا إعادة إعمار لأن هذا المسار محكوم بالفشل ولا يوجد ما يقدمه نظام الأسد للدول التي سارعت للتطبيع معه".

كما أشار التقي في حديثه إلى أن النظام لا يستطيع أن يخرج إيران ولا يستطيع أن يضبط الأمور كانتشار الإرهاب وترويج المخدرات إلى دول الجوار وهو لا يهيمن حتى على الأراضي التي تسيطر عليها الميليشيات التابعة لإيران لأنه نظام يفتقد للسيادة".
وفي وقت سابق ذكرت عدة مصادر لوكالة “رويترز” قولهما: إن السعودية والنظام السوري وافقا على فتح سفارتهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لعدة سنوات.

كما نقلت الوكالة عن مصادر إقليمية ودبلوماسية خليجية، قولهم: إن قرار إعادة افتتاح سفارتَي النظام والسعودية جاء “نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول استخباراتي سوري رفيع المستوى”.

وأشار أحد المصادر الإقليمية إلى أن رئيس لجنة المخابرات السورية حسام لوقا كان قد مكث عدة أيام في المملكة السعودية، وتناول الجانبان عدة مسائل أهمها الملف الأمني على الحدود السورية مع الأردن وقضية تهريب الكبتاغون إلى دول الخليج.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد