يني شفق: الاعتداءات ضد السوريين شلت الصناعة في قيصري

يني شفق: الاعتداءات ضد السوريين شلت الصناعة في قيصري

في أعقاب الاعتداءات التي تم فيها حرق مئات المحال والمنازل والمركبات في قيصري، غادر المدينة ما يقرب من 3 آلاف سوري يعملون في المنطقة الصناعية في المدينة، وتوقف الإنتاج في 15 مصنعاً.

وأصحاب العمل الذين يقولون إنهم ضحايا ولا يستطيعون سد هذه الفجوة في التوظيف، يترددون حتى في ذكر أسمائهم، لأنهم يخشون أن يكونوا هدفاً للمخربين.

كما ضرب التخريب العنصري ضد السوريين في قيصري المنطقة الصناعية المنظمة وهي قلب الإنتاج في المدينة، وعلى الرغم من أن الأمور قد هدأت على ما يبدو في فترة الثلاثة أسابيع التي أعقبت أحداث 30 يونيو/ حزيران و1 يوليو/ تموز، إلا أن السوريين، الذين واجهوا إلى حد كبير نقص العمالة في الصناعة، بدأوا في مغادرة المدينة.

وعلمت "يني شفق" أن 3 آلاف عامل سوري غادروا المدينة خلال 3 أسابيع، حيث قال رجال الأعمال الذين تحدثت إليهم: “الموظفون السوريون يسدون فجوة مهمة، وإذا لم يعودوا، فمن المحتمل أن نقوم بتوظيف عمال هنود أو إيرانيين أو غيرهم من العمال المهاجرين".

ومع ذلك، فإن أصحاب العمل الذين يتمردون على المخربين في الاجتماعات الخاصة يخشون الكشف عن أسمائهم.

السوريون يسدون العجز

وبحسب البحث الميداني الذي أجرته "يني شفق"، توقف الإنتاج في 15 شركة بعد الهجمات التي شهدتها المنطقة الصناعية المنظمة في قيصري، حيث يوجد 1605 شركات، في المقابل، فإن 10 بالمئة من أصل 30 ألف عامل سوري يعملون في المنطقة الصناعية المنظمة، أي 3 آلاف، تركوا عملهم وعادوا إلى سورية.

هناك قلق كبير من أن الموظفين السوريين المتبقين، الذين يشكلون العمود الفقري للمنطقة الصناعية، سوف يتركون وظائفهم بسبب الاستفزازات.

في قيصري، حيث توجد 5 جامعات، يريد جميع الشباب تقريباً وظيفة يمكنهم من خلالها التسجيل في أقسام مدتها سنتان أو أربع سنوات ومن ثم العمل في مكتب، ولذلك لا يمكن العثور على عمال للعمل في وظائف تسمى بالموظفين المتوسطين، ويعمل السوريون، الذين يسدون هذه الفجوة، في العديد من مجالات الأعمال مثل التجميع والتعبئة والتغليف والنقل.

الاستعانة بالجنسيات الأخرى أمر لا مفر منه

الفوضى التي يحاول خلقها في المدينة تزعج رجال الأعمال والسوريين على حد سواء.

ويوضح رجال الأعمال أن السوريين يلعبون دوراً مهماً جداً في الوظائف التي لا يرغب العمال الأتراك في العمل فيها، ويؤكدون أنه لا مفر من توظيف عمال مهاجرين من الهند أو إيران أو الجنسيات الأخرى في حال عودتهم.

ومع ذلك، مع الإشارة إلى أن هناك بالفعل 13 عاماً من الخبرة، فإنهم متفقون على أن إرسال السوريين قد يسبب ضرراً كبيراً.

لا يوجد حتى بيان إدانة

وفي الهجمات التي بدأت بعد ادعاءات التحرش في قيصري، تم رجم المنازل بالحجارة ونهبت المتاجر وأحرقت المركبات، وتم إعدام سوريين في منتصف الشارع.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "يني شفق" ميدانياً، فإن السوريين لم يتمكنوا من الذهاب للعمل في الصناعة خلال الأسبوع الأول بعد الأحداث.

وخلال الأسبوع الماضي، حدثت تعطلات في معظم الشركات العاملة في الصناعة والبالغ عددها 1605، فيما توقف الإنتاج بشكل كامل في 15 منها.

وقام بعض أصحاب الشركات، الذين وقعوا في فوضى كبيرة، بإخراج السوريين القلقين من منازلهم بسياراتهم الخاصة لمواصلة العمل.

وعلى الرغم من تأثر أصحاب العمل الأتراك بالأحداث بشكل كبير، إلا أنهم لم يتمكنوا من إدانة المخربين العنصريين أو الإدلاء ببيان لحماية عمالهم.

المصدر: يني شفق - ترجمة: نداء بوست

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد