يذهبون لتعلُّم مهن شاقة.. طلاب مخيم الركبان محرومون من التعليم بعد المرحلة الابتدائية
يعاني قاطنو مخيم "الركبان" الواقع في البادية السورية من توقُّف التحصيل العلمي لأطفالهم عند المرحلة الابتدائية، لعدم وجود مدارس إعدادية أو ثانوية.
وقالت شبكة "حصار" المعنية بنقل أخبار المخيم، : إن الطلاب الذكور يتوجهون بعد المرحلة الابتدائية إلى تعلم مهن شاقة.
ولفتت في تقرير إلى أن الإناث يتحولن إلى ربات منازل أو يتم تزويجهن في أعمار مبكرة.
ونقلت الشبكة عن طالبة قولها: إنها أنهت المرحلة الابتدائية، وتخشى من أن يكون مصيرها الزواج المبكر، مثل غيرها من الفتيات.
ويوجد أكثر من 1200 طالب وطالبة بالمخيم، موزعين على خمس مدارس ابتدائية.
وتحدثت شبكة "حصار" عن مشكلات أخرى تعترض الطلاب والمدرسين، مثل غياب المناهج والكتب والقرطاسية والتدفئة والتبريد، والمقاعد والسبورات، نتيجة غياب الدعم الدولي وقلة الدعم المحلي.
ولفتت إلى أن الطلاب قدموا امتحاناتهم هذا العام، على مقاعد من الطين ودفاتر دون طاولات، وأسئلة مكتوبة على السبورة دون أوراق مطبوعة.
عواصف تجرف جدران المنازل الطينية
في سياق آخر، أفاد مراسل "نداء بوست" في حمص بانجراف عدد من جدران المنازل الطينية داخل مخيم الركبان جراء عاصفة الأمطار والهواء التي ضربت المنطقة خلال الليلة الماضية.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي من أبناء ‘‘مخيم الركبان’’ أن هذا العام يُعتبَر الأسوأ مقارنةً مع باقي الأيام التي مرّت على اللاجئين داخل المخيم، نظراً لغياب أدنى مقومات الحياة (المياه- الكهرباء- الطبابة- التعليم- المواد الغذائية) وصولاً إلى المنازل حتى الطينية منها بما يتناسب مع العيش داخلها.
تهالك الجدران
وأضاف أن معظم المنازل التي تمّ تشييدها داخل مخيم الركبان هي من الطين الذي تهالك على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة بفعل العواصف والسيول التي ضربت المنطقة، والتي كان لها التأثير الأكبر على الواقع المعيشي المتردي بطبيعة الحال داخل أسوار المخيم المنسيّ "بحسب تعبيره".
بدوره تحدث الحاج (جاسم.ع) أحد قاطني مخيم الركبان عن توجُّه خمس عائلات تحت جُنْح الليل إلى مبنى المدرسة المهجورة وسط المخيم للاحتماء من برد الشتاء وهطولات الأمطار التي تسببت بتزعزع منازلهم الطينية الليلة الفائتة.
وناشد الحاج جاسم المنظمات الإغاثية والإنسانية بتسليط الضوء على معاناة اللاجئين ضِمن مخيم الركبان، وظروف حياتهم المعيشية التي أجبرتهم على تحملها الملاحقات الأمنية التي تطال الراغبين منهم بالعودة إلى منازلهم من قِبل مخابرات نظام الأسد.
ظروف قاهرة
وطالب عدد من أبناء مخيم الركبان بتوجيه فريق إغاثي وآخر من الصحة العالمية للوقوف على الحالات المرضية التي يعاني منها عدد من سكان مخيم الركبان بعدما توقف المستوصف الوحيد عن العمل داخل المخيم منذ نحو ثلاثة أشهر، الأمر الذي أسهم بتفشي الأمراض على الرغم من محاولة الأهالي اللجوء إلى طب الأعشاب (البديل) .
تجدر الإشارة إلى أن مخيم الركبان يُؤوِي ما يقارب 7100 شخص من بينهم نساء وأطفال، وجميعهم يعيشون ضِمن منطقة جرداء على المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، وسط غياب أدنى مقومات الحياة البشرية.