ولايات تركية لم يحظَ "العدالة والتنمية" بأصواتها في 2018
نداء بوست-خاص -إسطنبول
خاض حزب العدالة والتنمية منافسات صعبة وتحديات منذ صعوده للحكم كان أبرزها الانتخابات الرئاسية التركية في عام 2018 واليوم يتكرر المشهد لزعيم حزب العدالة والتنمية الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان بخوض السباق الانتخابي للفوز بمقعد الرئيس لجمهورية تركيا 2023.
وعلى الرغم من النقلة التي حصلت في تاريخ الدولة التركية انتهج حزب العدالة والتنمية خطوطاً واضحة منذ أن تولى الحكم، واستطاع بدوره أن يكسب أصوات الشعب التركي على مدار سنوات حتى انقلاب 2016 الذي كان محطة مؤثرة على نتائج الانتخابات الرئاسية التركية 2018.
الغالبية من الأتراك أدلوا بأصواتهم لصالح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الرئاسية 2018 لكن لم يخلُ من عقدة الولايات التاريخية التي تعتبر من أكبر الولايات ومن أكثرها تأثيراً حيث لم تستطع أن تمنح حزب العدالة والتنمية حق البقاء في السلطة.
ولاية إزمير
ولاية إزمير كانت من أبرز الداعمين لحزب الشعب الجمهوري على مدى عقود من الزمن وعُرفت بأنها الهُوِيّة العلمانية للبلاد بتأييدها لحركة الحزب الكمالي خلفاً عن مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك إذ قالت إزمير كلمتها بالتصويت لحزب العدالة والتنمية بنسبة 32.9 % فقط على حساب محرم إنجه المرشح عن حزب الشعب الجمهوري آنذاك ولم يحقق رجب طيب أردوغان الفوز في تلك الولاية في انتخابات 2018.
ولايات شرق البلاد
ولم تتجاهل الولايات ذات الغالبية الكردية (آغري- سيرت- دياربكر- هاكاري- إيغدير- ماردين- شرناق- موش- فان- باتمان- ألازيغ) إعطاء صوتها لممثل زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديميرتاش على حساب حزب العدالة والتنمية في الانتخابات السابقة عام 2018.
وهناك ولايات أخرى لم يحقق حزب العدالة والتنمية أكثر من نسبة 50% مثل ولايات (أيدن- جناق قلعة- قرقلر أيلي- تكيرداغ- طونجالي).
وبدأ السباق الانتخابي اليوم الأحد بتنافس ثلاثة مرشحين هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وأبرز الخصوم السياسيين في تركيا كرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو ومرشح تحالف الأجداد سنان أوغان قبل أن يعلن مرشح حزب البلد محرم إنجه انسحابه، الأمر الذي خلط الأوراق السياسية قبل الانتخابات التركية وسط ذهول من أنصار حزب البلد الذي كان من المتوقع أن يُتيح فرصة كبيرة لعقد جولة ثانية من الانتخابات في 28 من شهر أيار.
التحالفات الحزبية التركية
ويتشكل الصراع على الانتخابات التركية بين مجموعة من التحالفات:
- التحالُف الجمهوري المكوَّن من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى وحزب "الرفاه من جديد". كما أن التحالف يدعم بشكل غير رسمي حزب "هدى بار" الكردي الإسلامي وحزب اليسار الديمقراطي، وهذان الحزبان قدّما مرشحيهما في قوائم حزب "العدالة والتنمية".
- تحالُف الأمة ويتكون من 6 أحزاب هي: الشعب الجمهوري، والحزب الجيد، والمستقبل، والسعادة، ودواء، والديمقراطي، وهو أكبر تكتل معارض، ومرشحه كمال كليجدار أوغلو ويعتبره البعض أنه منافس قوي للرئيس التركي أردوغان.
- تحالف "الجهد والحرية"، ويقوده حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي قرّر خوض الانتخابات باسم حزب اليسار الأخضر للهروب من دعوى إغلاق الحزب أمام المحكمة الدستورية العليا، ويضم التحالف أيضاً حزب العمل التركي، ويحظى بدعم أحزاب يسارية اشتراكية كردية صغيرة.
- تحالف الأجداد ويضمّ حزبَي العدالة والنصر، وهو تحالُف قومي متطرف يستهدف المهاجرين غير النظاميين والأجانب، ويضم حزب الحركة الشيوعية والحزب التركي الشيوعي والحزب اليساري.
وينص القانون التركي في الانتخابات الرئاسية على أن المرشح لهذا الاستحقاق يتوجب عليه الحصول على نسبة 50% زائداً واحداً من أصوات الناخبين على الأقل للفوز، وفي حال عدم حصول أي مرشح رئاسي على هذه النسبة، فإن الانتخابات تنتقل إلى دورة ثانية تُجرى بين أكثر مرشحيْنِ حصلَا على النسبة الأعلى.