وزير الخارجية السعودي يزور طهران للمرة الأولى منذ أعوام
والتقى ابن فرحان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ومن المقرر أن يلتقي أيضاً الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لنقل دعوة له لزيارة المملكة.
وتأتي هذه الزيارة لتعزيز التقارب بين الخصمين الإقليميين في الشرق الأوسط، وذلك بعد نحو 3 أشهر من إعلان الاتفاق على إعادة العلاقات.
وعن الزيارة والعلاقة مع طهران قال وزير الخارجية السعودي: إن علاقة بلاده مع إيران "قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأعرب ابن فرحان في مؤتمر صحافي مشترك مع عبد اللهيان عن تطلع السعودية إلى "أن تنعكس عودة العلاقات بشكل إيجابي على المنطقة والعالم الإسلامي والعالم".
كما أشار وزير الخارجية السعودية إلى أن المباحثات التي أجراها اليوم مع نظيره الإيراني "اتسمت بالإيجابية والوضوح".
وأضاف: "نعمل حالياً على استئناف عمل البعثات الدبلوماسية في البلدين، وأوجه شكري وتقديري للخارجية والحكومة الإيرانية للتسهيلات المقدمة لعودة البعثات السعودية".
كما أكد ابن فرحان "على أهمية التعاون بشأن الأمن الإقليمي وخلو دول المنطقة من أسلحة الدمار الشامل".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني: إنه ناقش مع ابن فرحان مختلف أبعاد العلاقات الإيرانية السعودية، مؤكداً أن طهران "ستعمل مع الرياض لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة".
كما أشار إلى أنه تحدث مع نظيره السعودي عن أهمية تشكيل لجنة اقتصادية تنظر في ملفات مختلفة، والتعاون المستدام في مجال التجارة بين البلدين.
وبحسب عبد اللهيان فقد تم تبادل اسمي السفيرين بين إيران والسعودية ويجري العمل على المصادقة عليهما، مضيفاً: "وفرنا الظروف لافتتاح السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد".
وأيضاً أشار عبد اللهيان إلى أنه تم بحث "التعاون بشأن الأمن الإقليمي، وتم التأكيد على أن أمن المنطقة أمر مصيري لمستقبلها".
العلاقات السعودية الإيرانية
توصلت إيران والسعودية في آذار/ مارس، إلى اتفاق توسطت فيه الصين، على إنهاء الخلافات وإعادة العلاقات الثنائية بعد سنوات من القطيعة، بسبب الخلاف على عدد من الملفات الإقليمية كاليمن وسورية.
وبدأت العلاقة بين البلدين في التدهور قبل عام بعد أن تدخلت السعودية والإمارات في حرب اليمن، حيث أطاحت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بالحكومة الشرعية التي تدعمها السعودية، واستولت على العاصمة صنعاء.
وتتهم الرياض طهران بتسليح الحوثيين الذين قصفوا المدن السعودية بطائرات مسيرة مسلحة وصواريخ باليستية.
وفي عام 2019، ألقت المملكة باللوم في هجوم على منشآت نفطية لشركة أرامكو، مما أدى إلى توقف نصف إنتاجها النفطي بشكل مؤقت.
الجدير بالذكر أن إيران عينت الشهر الماضي علي رضا عنياتي سفيراً لها في السعودية التي قطعت العلاقات معها عام 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران بعد إعدام رجل دين شيعي.