هل يستجيب النظام السوري للمبادرات بعد عودته للجامعة العربية؟

 هل يستجيب النظام السوري للمبادرات بعد عودته للجامعة العربية؟

نداء بوست- كندة الأحمد- إسطنبول

أيام على إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، بعد قطيعة استمرت أكثر من 10 سنوات على خلفية قمع النظام السوري، الاحتجاجات الشعبية المُطالِبة بالتغيير في البلاد والتي قُوبلت بالعنف والقتل في انتهاكات ارتقت لجرائم ضد الإنسانية وبقيت إلى الآن دون محاسبة حقيقية من قِبل المجتمع الدولي.

كثرت الأسئلة في الآونة الأخيرة حول مدى استجابة النظام السوري للمبادرة الأردنية بعد عودته للجامعة العربية وهنا يُلِحّ السؤال: هل النظام السوري قادر على تقديم خطوة حقيقية للمبادرتين السعودية التي لم تشر لقرار مجلس الأمن وقرارات الأمم المتحدة والأردنية التي تضمنت خطوات واضحة تنسجم مع قرار مجلس الأمن أم من الصعب أن توحّد هذه المبادرات لخلق حل في سورية وتستطيع بدورها الدول العربية إحداث فارق بالنسبة لسلوك النظام بالرغم من المصالح المختلفة للدول التي سارعت للتطبيع مع النظام السوري؟

يقول الباحث في "مركز جسور للدراسات" فراس فحام: لا يمكن الحديث عن رؤية عربية موحدة تجاه التعامل مع النظام السوري فهناك ثلاثة توجهات التوجه الأول تقوده الإمارات وهو قائم على فكرة التطبيع مع النظام السوري من أجل البحث عن فرص جديدة في المنطقة وتوفير الفرص الاقتصادية ومن أجل أن تكون الإمارات جزءاً من المشاريع الاقتصادية التي تقوم الصين بالعمل عليها والتي يتعلق جزء منها بمنطقة الشرق الأوسط لذلك أبكرت باستعادة العلاقات مع النظام السوري".

وأضاف "فحام": أما بالنسبة للسعودية فقد فتحت مسار التطبيع مع النظام بعد اتفاقها مع إيران واتجهت لتطبيع بهدف إنهاء النزاع في اليمن وتجميد كل النزاعات في المنطقة والتحول لمقاربة جديدة تقوم على تجنب الصدام مع إيران والتركيز أكثر على الحوار لحل المشاكل العالقة عندما بدأت السعودية بمسارها الذي انطلق ضمن مشاورات من جدة".

ويرى "فحام" أن الدول العربية شعرت بأن هذا المسار لا يلبي متطلباتها ومخاوفها والتي اعترضت على مسار تطبيع العلاقات الذي تقوده السعودية لأنه لم يتطرق لعودة اللاجئين ولا مسألة وقف تهريب المخدرات".

وأشار الباحث إلى أن الأردن استطاعت من خلال المحادثات مع السعودية عقب اجتماع عمان التشاوري الذي تريده الأردن أن يكون وفق نهج "خطوة مقابل خطوة" لكن الخطوات لا تتعلق بالحل السياسي بل متعلقة باستجابة النظام بوقف عمليات تهريب المخدرات من الأردن وتسهيل عودة اللاجئين لذلك هي رؤى غير محددة لا تقوم بشكل أساسي على مبادرة للحل السياسي وإنما تباين بين الدول العربية".

وتطرق فحام خلال حديثه عن مفهوم المبادرات المطروحة للحل قائلاً: هناك دول انفتحت على التطبيع من أجل مصالح الدول مع الدول الداعمة للنظام فقط الأردن لديها مخاوف في سورية متعلقة بمكافحة تهريب المخدرات وعودة اللاجئين".

ويعتقد "فحام" أن الأمر يتجه أكثر نحو تطبيع علاقات ثنائية وهذا المسار يفضله النظام أكثر من التعامل مع مبادرة عربية موحدة لذلك سيسعى كل من النظام السوري والدول الأخرى لاستكمال مسار تطبيع على المستوى الثنائي دون إحراز تقدم في مسألة تطبيع أو موضوع توحيد المبادرات.

وأشار "فحام" إلى أن الدول تركز على إحداث تغيير في سلوك النظام بما يتعلق بوقف التهديدات التي يتسبب بها النظام للدول ولا تهدف بالدرجة الأولى بتعاطيه مع الحل السياسي لذلك النظام سيقدم استجابة ولو كانت جزئية سيبدي تعاوناً أكبر في مسألة مكافحة تهريب المخدرات وسيحاول الانخراط في مسالة عودة اللاجئين سيقرن سلوكه بممارسة ضغط كافٍ من الدول العربية لدى الولايات المتحدة لرفع العقوبات وهذا ما يجعلنا نتوقع استجابة جزئية من النظام لمطالب الدول وليست كاملة ويتوجه النظام بشكل أساسي على موضوع استقطاب أموال لإعادة الإعمار لتشغيل عجلة الاقتصاد من جديد وهذا المطلب يكون تحقيقه صعباً على الدول العربية في ظل العقوبات الدولية". على حد تعبيره

https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1656723791806967815?s=20

وتعليقاً على عودة النظام السوري للجامعة العربية يقول المعارض السوري " محمد المروح": إن عودة النظام السوري للجامعة العربية مشروطة وهناك 15 نقطة نصت عليها المبادرة الأردنية لا يستطيع النظام السوري أن يحرز أي تقدم فيها استجابة لهذه المبادرة".

ويرى "المروح" أن زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق كانت رداً على المبادرة الأردنية وحضوره كان بمثابة رسالة قوية لمسار التطبيع العربي مع النظام السوري".

وأضاف "المروح": أن النظام السوري لن يقدم أي تنازلات عملياً ولن يقدم شيئاً نهائياً ".

https://nedaa-post.com/?p=73835

وأشار "المروح" إلى أن المبادرة السعودية واضحة لكن المبادرة الأردنية مؤلفة من عدة نقاط لن يلتزم بها النظام السوري من ضمنها تهريب المخدرات وهذا مصدر رئيسي للنظام السوري لا يمكن أن يتخلى عنه".

وذهب "المروح" في حديثه إلى أن النظام يريد أن يكسب شرعية كان يبحث عنها دائماً على الرغم من أنه لن يُحدث فارقاً واضحاً في هذا المسار إلا أنه يحاول أن يستمد الشرعية من خلال عودته للجامعة العربية".

وحول قدرة المبادرات العربية على إحداث فارق بالنسبة لسلوك النظام السوري تابع "المروح": إنها لن تحدث فارقاً والمشكلة قائمة لأن هناك شروطاً لن يلتزم بها نظام الأسد كالإفراج عن المعتقلين وإيقاف تهريب المخدرات إلى الحدود المجاورة وهو بالطبع يراوغ باستمرار ولن يقدم أي استجابة حقيقية".

https://nedaa-post.com/?p=73736

وذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن المتحدث باسم الجامعة العربية جمال رشدي: أن وزراء الخارجية العرب وافقوا على إعادة النظام السوري بعد مضيّ أكثر من عقد على تجميد عضويته."

وفي السياق ذاته أشارت صحيفة “العربي الجديد” أن وزراء الخارجية العرب توافقوا على عودة النظام إلى الجامعة العربية مع تحفُّظ بعض الدول مشيرة إلى أنه تقرر استئناف مشاركة وفود النظام السوري باجتماعات الجامعة العربية اعتباراً من يوم 7 أيار/ مايو الحالي.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد