هل تندلع حرب شاملة في لبنان بعد هجوم مجدل شمس؟
قال مسؤولان إسرائيليان اليوم الإثنين إن إسرائيل تريد إلحاق الأذى بحزب الله لكنها لا تريد جر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه لبنان للرد بعد هجوم صاروخي أسفر عن مقتل 12 طفلاً في مرتفعات الجولان.
كذلك قال مسؤولان إسرائيليان آخران إن إسرائيل تستعد لاحتمال اندلاع بضعة أيام من القتال في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم السبت على ملعب رياضي في بلدة مجدل شمس، وفقاً لوكالة رويترز.
وحذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أثناء اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن أي هجوم إسرائيلي على لبنان سيكون له "عواقب وخيمة" على إسرائيل، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية إيرانية.
وتحدث المسؤولون الإسرائيليون الأربعة، ومن بينهم مسؤول دفاعي كبير ومصدر دبلوماسي، لرويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم ولم يقدموا أي معلومات أخرى بشأن خطط إسرائيل للرد.
وقال مصدر دبلوماسي "إن التقديرات تشير إلى أن الرد لن يؤدي إلى حرب شاملة، وهذا لن يكون في مصلحتنا في هذه المرحلة".
وأدى هذا الحادث إلى زيادة المخاوف من أن تتحول أشهر من الأعمال العدائية عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله المدجج بالسلاح الإيراني إلى حرب أوسع نطاقاً وأكثر تدميراً.
وذكرت مصادر أمنية أن غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار قتلت اثنين من مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان يوم الاثنين، وهذ أول خسارة للحزب منذ حادث يوم السبت.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن دفاعاته الجوية أسقطت طائرة بدون طيار اخترقت المجال الجوي من لبنان إلى منطقة الجليل الغربي اليوم الإثنين.
رد محدود
فوضت الحكومة الأمنية الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت باتخاذ القرار بشأن طريقة وتوقيت الرد على الغارة التي وقعت يوم السبت في بلدة مجدل شمس في الجولان.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤولين لم تسمهم قولهم إن الرد سيكون "محدوداً لكنه مهم".
وبحسب التقرير فإن الخيارات تتراوح بين هجوم محدود على البنية التحتية، بما في ذلك الجسور ومحطات الطاقة والموانئ، إلى ضرب مستودعات أسلحة حزب الله أو استهداف قادة حزب الله.
وفي بيان أصدره مكتبه بعد زيارته لمجدل شمس، قال نتنياهو: "دولة إسرائيل لن تسمح بمرور هذا الأمر ولا يمكنها أن تسمح به، ردنا سيأتي وسيكون قاسياً".
وعلى إثر حرب غزة، أصبحت الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله الأسوأ منذ اندلاع الحرب بينهما في عام 2006.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ اليوم الإثنين على أهمية منع تصعيد الصراع.
وأشارت إلى أن الجانبين ناقشا الجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة إلى ديارهم.
يشار إلى أن إسرائيل وحزب الله يتبادلا الضربات منذ اندلاع الحرب في غزة، وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 350 من مقاتلي حزب الله وأكثر من 100 مدني في لبنان، في حين أدت هجمات حزب الله إلى مقتل 23 إسرائيلياً و17 جندياً.