نيويورك تايمز: بايدن أوقف المزيد من الضربات ضد الميليشيات الإيرانية في سورية

نيويورك تايمز: بايدن أوقف المزيد من الضربات ضد الميليشيات الإيرانية في سورية

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، رفض توجيه ضربات جوية إضافية ضد الميليشيات الإيرانية، في إطار التصعيد الذي شهدته منطقة شمال شرقي سورية الأسبوع الماضي.

ووجهت الصحيفة في تقرير نشرته يوم أمس الاثنين وترجمه "نداء بوست"، انتقادات لإدارة بايدن بسبب ردها الضعيف على الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية في سورية، وقارنت بين هذا الرد والرد الذي قام به الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2019.

وقالت الصحيفة: "بعد أيام قليلة من مقتل مقاول مدني أمريكي في العراق في هجوم صاروخي شنته الميليشيات المدعومة من إيران في كانون الأول/ ديسمبر 2019، رد الرئيس دونالد ترامب بإصدار أمر بضربة بطائرة بدون طيار أسفرت عن مقتل جنرال إيراني كبير"، في إشارة إلى قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وأضافت: "بعد مقتل مقاول مدني أمريكي وإصابة ستة أمريكيين آخرين يوم الخميس في شمال شرقي سورية بطائرة بدون طيار، أكد مسؤولون أمريكيون أنها من أصل إيراني، كان رد الرئيس بايدن أكثر تحفُّظاً حتى الآن".

وشنت مقاتلتان أمريكيتان من طراز F-15 يوم الخميس، غارات جوية على مواقع للحرس الثوري، ودفع ذلك الميليشيات المدعومة من إيران إلى شن هجوم صاروخي وبواسطة طائرات مسيرة يوم الجمعة أدى إلى إصابة أمريكي آخر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير قوله: إن الطائرات الحربية الأمريكية كانت تستعد لشن جولة ثانية من الضربات الانتقامية في وقت متأخر من يوم الجمعة، لكن البيت الأبيض أوقفها.

ويوم أمس الاثنين، قال مسؤولون في إدارة بايدن: إنه بعد عطلة نهاية أسبوع خالية من هجمات الميليشيات، وسوء الأحوال الجوية في شرق سورية التي كانت ستجعل عملية الاستهداف أكثر صعوبة، الجيش مستعد للرد على أي تهديدات جديدة للأفراد الأمريكيين.

وبدا المسؤولون الأمريكيون حريصين على المضيّ قدماً، وتجنب تصعيد الضربات ذهاباً وإياباً إلى حرب أوسع مع إيران ووكلائها، واستمروا في التركيز على المهمة الأوسع المتمثلة في المساعدة على القضاء على مقاتلي تنظيم داعش الذين ما زالوا يشنون هجمات وحرب عصابات في المنطقة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "سنفعل ما يتعين علينا القيام به بسرعة وجرأة لحماية شعبنا ومنشآتنا في سورية، لن نتراجع عن الاستمرار في ملاحقة هذه التنظيمات في سورية".

لا يزال لدى الولايات المتحدة أكثر من 900 جندي ومئات من المتعاقدين في سورية، يعملون للتأكد من عدم عودة ظهور داعش، الذي هُزم ظاهرياً في عام 2019 بعد خمس سنوات من الخراب في العراق وسورية.

في العام الماضي وحده، شنت الميليشيات المدعومة من إيران عشرات الهجمات على القواعد التي تتواجد فيها القوات الأمريكية أو بالقرب منها.

سعى بايدن إلى تهدئة المخاوف من أن الضربات المتبادلة بين الولايات المتحدة والجماعات الإيرانية قد تخرج عن نطاق السيطرة، بينما حذر طهران في الوقت نفسه.

قال بايدن يوم الجمعة: "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكننا مستعدون لأن نتصرف بقوة لحماية شعبنا، وهذا بالضبط ما حدث الليلة الماضية".

أثار بعض المحللين مخاوف من أن الهجمات الجوية المتناحرة تهدد بعرقلة الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الاتفاق الأخير بين الخصمين إيران والسعودية لإنهاء سنوات من الاضطرابات.

يأتي القتال شرق سورية أيضاً في وقت تصارع فيه الإدارة الأمريكية حول كيفية مساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا وكيفية مواجهة الصين الصاعدة.

لكن بعض المحللين العسكريين والمسؤولين السابقين بوزارة الدفاع الأمريكية قالوا إن الضربات الانتقامية لن تردع إيران أو وكلاءها، وإن البيت الأبيض بحاجة إلى تصعيد العمليات الانتقامية.

قال مايكل مولروي، المسؤول السابق عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون: "سياسة الرد النسبي الحالية لم تضع حداً لهذه الهجمات غير المبررة... إذا كنت ستضرب، فاضرب بقوة".

هذا ما فعله ترامب في 3 كانون الثاني/ يناير 2020، عندما أذن بالهجوم على قاسم سليماني وعدد من المسؤولين من الميليشيات العراقية المدعومة من طهران عندما أطلقت طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper صواريخ على قافلة كانت تغادر المطار في بغداد.

كانت الضربة تصعيداً دراماتيكياً للمواجهة المتزايدة لترامب مع إيران، والتي بدأت بمقتل مقاول أمريكي في العراق في أواخر 2019.

لكن هذه الضربة لم تردع أو حتى توقف مؤقتاً الهجمات على الأفراد الأمريكيين في سورية والعراق، كما توقع وزير الخارجية مايك بومبيو ومسؤولون آخرون في إدارة ترامب.

في الواقع، بعد شهرين، قُتل أمريكيان وعضو آخر في التحالف في هجوم صاروخي على قاعدة في العراق.

جاء الهجوم الأولي يوم الخميس في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية في شمال شرق سورية في حالة تأهب قصوى بعد 78 هجوماً من قبل الميليشيات المدعومة من إيران منذ كانون الثاني/ يناير 2021.

لكن طائرة بدون طيار ذاتية التدمير تمكنت من ضرب قاعدة للتحالف، مما أسفر عن مقتل المقاول المدني الأمريكي، وجرح ستة أمريكيين آخرين.

قال مسؤولان أمريكيان يوم الجمعة إن نظام الدفاع الجوي الرئيسي في القاعدة "لم يكن يعمل بكامل طاقته" في ذلك الوقت، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان المهاجمون قد اكتشفوا هذه الثغرة واستغلوها.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر يوم الجمعة: إن رادار الدفاع الجوي يعمل، لكنه رفض مناقشة أي تفاصيل أخرى للنظام، مستشهداً بأمن العمليات والتحقيق الذي أجرته القيادة المركزية للجيش.

قال مسؤول أمريكي كبير، يوم الاثنين، إن الرادار الرئيسي لنظام الدفاع الصاروخي أفنجر في القاعدة، المسمى RLZ ، لا يعمل بسبب مشاكل في الصيانة، وإن راداراً احتياطياً فشل في اكتشاف الطائرة بدون طيار القادمة التي اصطدمت بمنشأة للصيانة.

بعد حوالَيْ 13 ساعة من هجوم الطائرات المسيرة، قصفت الطائرات الحربية الأمريكية ثلاثة أهداف في شرق سورية تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران، ورداً على ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إن الميليشيات شنت ثلاث هجمات منفصلة بالصواريخ أو بطائرات مسيرة على قواعد أمريكية أخرى في شرق سورية، مما أدى إلى إصابة أمريكي آخر.

قالت القيادة المركزية للجيش في بيان يوم الجمعة إن أحد الصواريخ أخطأ منشأة أمريكية، تسمى القرية الخضراء، بثلاثة أميال، لكنه أصاب منزلاً، مما تسبب في أضرار كبيرة وجرح امرأتين وطفلين.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد