نقص حليب الأطفال يفاقم معاناة المدنيين في مناطق سيطرة النظام السوري
تعاني مناطق سيطرة النظام السوري من نقص حليب الأطفال لدى معظم الصيدليات، حيث لفت صيادلة إلى أن الكميات التي تصلهم قليلة جداً ولا تغطي حاجة السوق.
وقال صيادلة إن أغلب أنواع الحليب للأعمار من شهر إلى عام مفقودة لدى معظم صيدليات دمشق، وإن حليب "نان" مقطوع بشكل كامل، ولم يتم توزيعه منذ فترة على الصيدليات.
وأرجع عدد من الصيادلة، أزمة نقص الحليب إلى أسباب عدة، بينها رفع سعر المحروقات مؤخراً، الأمر "الذي سيؤثر سلباً على سعر الحليب لجهة نقله من المستودعات وارتفاع سعره"، فيما اتهم بعض الصيادلة، الموردين بافتعال الأزمة بهدف رفع الأسعار، وفق موقع "غلوبال" الموالي.
واشتكى العديد من أهالي الأطفال من صعوبة تأمين الحليب وارتفاع سعره إن توفر، إذ وصل سعر حليب "نان" و"كيكوز" إلى 85 ألف ليرة سورية.
وارتفعت أسعار باقي أصناف الحليب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام وخمسة أعوام إلى "أرقام خيالية"، إذ بلغ سعر كيس حليب "نيدو" (900 غرام) نحو 190 ألف ليرة، من نحو 100 ألف مقارنة بالشهر الماضي.
أسعار حليب الأطفال تصل مستويات قياسية في السويداء
وخلال وقت سابق، شهدت محافظة السويداء منذ عدة أشهر، انقطاعاً في مادة حليب الأطفال وخاصةً حديثي الولادة، وذلك وسط ارتفاع كبير وغير مسبوق في أسعار هذه السلعة الضرورية.
ويُعَدّ الحليب المساعد مادة أساسية في غذاء الأطفال، لا يمكن للأهالي الاستغناء عنها، خاصة في ظل عدم وجود بديل مغذٍّ يناسبهم.
وأكد أحد أطباء المحافظة تزايُد حالات سوء التغذية بين الأطفال، بسبب تناوُلهم أطعمةً غير مناسبة في ظل انقطاع الحليب وارتفاع أسعاره.
ويؤكد عمر مسعود وهو رب أسرة في السويداء أن المستودعات مليئة بكل أصناف الحليب، إلا أن رغبة التجار في رفع أسعاره تحول دون طرح المادة في الأسواق.
وأوضح مسعود أن سعر عبوة الحليب بوزن 400 غرام من "نان" كان 18 ألفاً و800 ليرة سورية قبل الأزمة الحالية، وأصبح بعدها 46 ألفاً و900 ليرة سورية.
وكذلك حليب كيكوز كان سعره 15 ألفاً و300 ليرة سورية، أصبح 38 ألفاً و400 ليرة سورية.
ويؤكد مسعود أن هذا التلاعب في الأسعار، بدأ منذ مطلع العام الحالي، وهو مستمر حتى هذا اليوم، حيث ارتفعت الأسعار أكثر من ضعفين.
من جانبه، يقول سامر جنبلاط وهو صاحب أحد المستودعات في السويداء: إن بعض المتاجر تبيع الحليب على دفتر العائلة، وذلك بسبب التلاعب في الأسعار وقلة الكميات المتواجدة في السوق، مقدراً أنها لا تكفي أكثر من 3 أشهر.
الجدير بالذكر أن عبوة الحليب لا تكفي الطفلَ بضعةَ أيام، في حين أن معظم الأهالي غير قادرين على تأمين ثمن هذه العبوة ولو لمرة واحدة شهرياً، بسبب قلة فرص العمل وانخفاض الدخل وتراجُع قيمة الليرة السورية.