نداء بوست" يسلط الضوء على معاناة الطلاب في مدينة حمص
"نداء بوست" يسلط الضوء على معاناة الطلاب في مدينة حمص
نداء بوست-سليمان سباعي-حمص
في خضم المصاعب اليومية التي يعاني منها أبناء المجتمع السوري في مدينة حمص القابعون تحت سيطرة نظام الأسد من تدهور الواقع المعيشي وغياب الخدمات المرافق لموجة غلاء فاحشة بأسعار المواد الغذائية وما سواها من متطلبات الحياة شهدت أجور طلبات النقل بين المحافظات أسعاراً خيالية تجاوزت النصف مليون ليرة سورية.
وقال مراسل "نداء بوست": إن التقنين الذي طال عدد الرحلات اليومية لحافلات النقل العامة بين المحافظات أجبر شريحة من الأهالي الراغبين بالتنقل بين محافظة حمص وباقي المحافظات على اللجوء إلى سائقي التاكسي العمومي ووسائل نقل الركاب الذين طالبوا بأسعار أقرب ما تكون بضرب من الخيال مقارنة مع قدرة المجبرين على التنقل على الصعيد المادي.
كما بلغت أجرة التاكسي من محافظة حمص إلى العاصمة دمشق التي تبعد مسافة 160كم 500 ألف ليرة سورية (توصيلة) وإلى محافظة حماة التي يفصلها عن مركز مدينة حمص 45 كم 275 ألف ليرة الأمر الذي دفع الركاب للاتفاق فيما بينهم للخروج بطلب جماعي يقلص ما سيترتب عليهم دفعه في حال قرروا السفر بشكل منفرد.
ومن جانب آخر قال طالب جامعي في جامعة تشرين: إن عدد الرحلات المحدود بين اللاذقية وحمص يجبره على اللجوء برفقة بعض الطلاب لاستئجار سرفيس أو سيارة تكسي عمومية لإيصاله للدوام لا سيما خلال الفترة الراهنة التي تتزامن مع امتحانات المرحلة الحالية.
وأضاف أن ما يجبره على البقاء في مدينة حمص والتوجه إلى الجامعة هو عدم حصوله على سكن جامعي بالمرحلة الأولى، بالإضافة لعدم قدرته على تحمل مصاريف استئجار شقة مفروشة يضاف إليها مصروف الجامعة والمصروف الشخصي للمعيشة في محافظة أقل ما يمكن وصف أسعارها بالسياحية.
من جهتها أكدت الطالبة جنى عيسى لنداء بوست معاناتها هي الأخرى في الوصول إلى جامعة الحواش الخاصة بريف حمص الغربي، مشيرة إلى أنها تضطر للسفر بالرحلة الصباحية التي تنطلق الساعة السابعة صباحاً من كراج الانطلاق لتصل إلى مركز الامتحانات قبل نحو ٤ ساعات والتي تقضيها بانتظار موعد دخول القاعة حتى لا تضطر لاستخدام التكسي الذي لا تملك بطبيعة الحال تغطية نفقاته.
كما أضافت أن إدارة الجامعة حددت مطلع العام رحلتين بشكل يومي من وإلى مدينة حمص، إلا أن أزمة المحروقات التي تشهدها مناطق سيطرة النظام دفعت بالجامعة للإعلان عن تسيير رحلة العودة فقط بشكل يومي.
في ذات السياق تحدث الطالب أمجد عن توجهه إلى تحويلات الطرق الرئيسية المتواجدة على أوتوستراد حمص-طرطوس من أجل الطلب من سائقي الصهاريج المتجهين إلى طرطوس أو بانياس للسفر معهم الأمر الذي يوفر عليه دفع الأموال للحافلات العامة والخاصة على حد سواء.
وتسبب طول أزمة المحروقات التي تشهدها مناطق سيطرة النظام داخل سورية باعتياد الأهالي عليها نسبياً والتعايش معها، على الرغم من تراجع وشلل الحركة المرورية التي كان لها النصيب الأكبر من هذه الأزمة.
يُشار إلى أن مجموعة من القرى الريفية لجأ وجهاؤها وأولياء أمور الطلاب على التعاقد مع سائقي سرافيس وتزويدهم بالمحروقات على نفقتهم الخاصة للالتزام بتوصيل أبنائهم إلى مدارسهم داخل مدينة حمص بشكل يومي بعدما انتهت الحلول المتواجدة في جعبة حكومة نظام الأسد لإنهاء أزمة المواصلات.