نداء بوست" يرصد معاناة أهالي حمص في شهر رمضان

نداء بوست" يرصد معاناة أهالي حمص في شهر رمضان

نداء بوست- سليمان سباعي- حمص

سلط موقع "نداء بوست" الضوء على معاناة أهالي حمص حول الأزمة الاقتصادية التي ضيقت الحال على السوريين وسط الأوضاع المعيشية السيئة التي ضربت مفاصل الحياة في سورية، وحرمت على إثرها العائلات السورية من ممارسة طقوسهم الرمضانية التي اعتادوا عليها سابقاً كتنوع الأطباق، وتوزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين، فضلاً عن استغناء الموائد السورية عن الأطباق الرئيسية واستبدالها بأطباق أقل كلفة وسط غياب الدعم الإغاثي والإنساني، الدور الذي كانت تقوم بتأديته العديد من المنظمات والمؤسسات الخيرية في مدينة حمص.

وقال مراسل "نداء بوست": إن الأوضاع المعيشية المتردية التي يعاني منها أبناء قرى ومدن ريف حمص أعادت الذاكرة إلى الوراء حيث كانت تغصّ موائدهم بأطباق المطابخ المتنوعة والتي كانت تقدم ما بوسعها للأهالي المحتاجين وغير المحتاجين قبل أن يتم إنهاء الأعمال الإغاثية مع بدء مرحلة التهجير التي جرت عقب إبرام اتفاق التسوية في عام 2018.

تحدثت أم خالد لـ"نداء بوست" عن المفارقة التي تعيشها بين واقع مرير يعتبر الأصعب على الجميع من الناحية المادية والمعيشية، وبين مرحلة الاستقرار المالي الذي كان متواجدا أثناء وجود المنظمات الخيرية التي كانت بدورها تقدم المساعدات الإنسانية في قرية "الغنطو" في ريف حمص الشمالي.

وتقول أم خالد: إن الفترة التي كانت تخضع بها المنطقة لسيطرة المعارضة كانت الأفضل على الإطلاق، متناسية بأي شكل من الأشكال الحديث عن القصف والرعب الذي كان ينتاب المدنيين في تلك الفترة.

كما لفتت إلى أن "راحة البال، والطمأنينة" التي كانت تعيشها في تلك الفترة لا تقدر بثمن، كما أنها لم تشغل تفكيرها بشيء آخر، حتى المصروف العائلي الذي كانت تحظى به من التبرعات التي يتم توزيعها من قبل المؤسسات الخيرية في شهر رمضان.

ومن جهة أخرى تقول أم عمر بأن معظم العائلات أصبحت مثقلة بالهموم في تأمين وجبات الإفطار والسحور بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في ظل الأزمة الخانقة التي عصفت في البلاد.

وأضافت أم عمر، بأنه مجرد أن نتذكر ما كان يقدم للعائلات من وجبات الإفطار الرمضانية بالإضافة للمبالغ النقدية والحال الميسور التي اعتاد عليه الجميع عند حلول شهر رمضان نقوم بمقارنته بما ما وصل إليه الحال بعد دخول نظام الأسد للقرية، موضحة أنها ما تزال برفقة العشرات من أبناء القرية يستفيدون من مشاريع الآبار السطحية التي قامت بحفرها المنظمات، والتي تخدم عشرات المنازل ضمن القرى المجاورة.

يشار إلى أن الأهالي القاطنين ضمن مناطق سيطرة النظام يعانون من أوضاع صعبة مع انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، الأمر الذي صعّب من استمرار عجلة الحياة أمام أرباب الأسر الذين وقفوا عاجزين عن تأمين متطلبات أسرهم.

تشهد البلاد أزمة اقتصادية خانقة من حيث ارتفاع أسعار المواد الغذائية تزامناً مع حلول شهر رمضان على السوريين وسط أوضاع مأساوية صعبة للغاية منعتهم من شراء العديد من المكونات الأساسية التي اعتادوا عليها عند حلول الشهر الفضيل كما تشهد البلاد أزمة في ارتفاع أسعار الأساسيات التي يحضرها السوريون على السحور بعضها بلغ راتب موظف لشهر واحد وبعضها الآخر بلغ نصف راتب وسط عجز كامل للنظام السوري لتدارك هذه المحنة التي تمر بها البلاد كما أنه فاقم من الوضع الذي يعيشه السوريون بفرض غرامات وحرمانهم من الحصول على أبسط وسائل العيش في مناطق سيطرته.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد