نداء بوست" يرصد الجهود الإغاثية لصالح منكوبي الزلزال في ستراسبورغ الفرنسية
”نداء بوست“ يرصد الجهود الإغاثية لصالح منكوبي الزلزال في ستراسبورغ الفرنسية
نداء بوست - التحقيقات والمتابعات - ستراسبورغ - خاص
طيلة الأسبوعين الماضيين، تحولت مدينة ستراسبورغ الفرنسية إلى ورشة عمل كبيرة، تنادى فيها الفرنسيون والعرب والأتراك، لجمع المساعدات العينية والمالية، لصالح المتضررين من كارثة الزلزال التي تعرض لها الشمال السوري والجنوب التركي.
وفي جمعية "ألزاس سورية" التي تأسست في عام 2012، احتشد عشرات من الشباب والشابات السوريين والعرب، للعمل من أجل توضيب المساعدات التي تدفقت على المكان، من قِبل كثير من سكان العاصمة الأوروبية، الذين كانوا يتوقفون، ليبدوا رغبتهم في المساعدة، وتقديم العون.
وبالتوازي مع ما كان يجري في مقر هذه الجمعية، كانت عشرات الجمعيات التركية، تقوم بالأمر ذاته، حيث تم إرسال عشرات من الشاحنات باتجاه المنطقة المنكوبة.
بلدية المدينة تفاعلت مع ما يجري، فدعت إلى اجتماع حضرته الجمعيات المعنية، ومنها الجمعية السورية، حيث عرض المجتمعون لواقع الحال في المناطق التي يجمعون المساعدات من أجلها، وطلبوا من رئيس البلدية القادم من حزب الخضر، أن تقوم مؤسسات ستراسبورغ بالدور المأمول منها، فأجاب بأن فعالية المدينة ستترجم إلى خطة عمل مستمرة، تؤدي من خلالها دوراً إنسانياً حيال عائلات الضحايا، ولا سيما الفئات الضعيفة منها، كالأطفال الأيتام، والنساء، والذين أُصيبوا بإعاقة إثر الواقعة.
الدكتور نزيه كسيبي، رئيس مجلس إدارة جمعية "ألزاس سورية"، تحدث لنا عن استجابة الجمعية، وعما جرى في مقرها خلال الفترة السابقة فقال: "بعد الزلزال الذي أصاب الشمال السوري، استنفرت العاملة في إقليم الشرق الفرنسي، لتكون على مستوى الحدث الجلل. فناشدت الفرنسيين والمقيمين في منطقة الألزاس للقيام بحملة تبرعات عينية ومالية لمساعدة المتضررين من جراء الزلازل، وركزت الحملة على طلب البطانيات والمواد الغذائية والصحية والأدوية والخيام.
واستجاب كثير من شابات وشباب الجالية السورية لتنظيم عملية الفرز والتعبئة، وبادر كثير من الإخوة في مدن الإقليم وبلداته وقراه، للقيام بحملة تبرعات في كولمار ومولوز وديجون وفيزول وفيسمبورغ وبيشفيلر. كما قام بالأمر نفسه كثير من الفرنسيين والمغاربة والأتراك. وتحول مقر الجمعية خلال عشرة أيام إلى خلية من عشرين إلى ثلاثين شخصاً من الشابات السوريات والشباب السوريين والشابات المغاربيات والفرنسيات للمساعدة في تسلُّم هبات المتبرعين. نحن في جمعية "ألزاس-سورية" نعتز بفزعة السوريين وبتضامن الشعب الفرنسي في الألزاس معنا.
وحول العمل على الأرض، أي في عين الحدث قال كسيبي: "قامت الجمعية بإرسال أحد أعضائها إلى الشمال السوري، ويعمل الآن على نصب مخيم عاجل لإيواء مَن فقد بيته، ومن جهة أخرى استطاعت جمعيتنا بالتعاون مع جمعية الإغاثة الإنسانية في مولوز، ورغم الازدحام الحاصل في عمليات النقل إلى مرفأ مرسين التركي، إرسال أول حاوية البارحة الجمعة في 24 فبراير/ شباط 2023. وسنقوم بإرسال حاويتين في عطلة نهاية الأسبوع القادم".
وعن صدى ما يجري في الإعلام الفرنسي الوطني والمحلي تحدث كسيبي: "اهتم الإعلام الفرنسي بعملنا ونشرت إحدى اهم القنوات الفرنسية الوطنية رقم 2 والقناة المحلية في الألزاس، وقناة BFM ، والإذاعات المحلية تقارير عن صنيعنا. كما أن كثيراً من المساجد والكنائس والمراكز الثقافية والاجتماعية ساعدتنا في حملتنا لجمع التبرعات. كما أبدت البلدية في ستراسبورغ استعدادها لمساعدتنا ومساعدة الجمعيات التركية. وستقوم الجمعية بفضل المتطوعات من الجالية السورية في ستراسبورغ بتأمين غداء قوامه الوجبات السورية التقليدية، يوم الخميس القادم في مقر مجلس أوروبا للقيام بحملة تبرعات مالية تنظمها ودادية مجلس أوروبا. وقد عودنا مجلس أوروبا بمناسبات عديدة، بالقيام بحفلات موسيقية، وجمع مواد عينية ومالية من أجل سورية.
وعن شعور العاملين المتطوعين خلال الفترة السابقة همس كسيبي: "نحن نعمل كمتطوعين في الجمعية منذ 2012 لمساعدة إخوتنا المنكوبين. ونتألم لألمهم وكلنا في خدمتهم. وطبعاً يبقى عملنا قاصراً وضئيلاً جداً بالمقارنة مع حجم الكارثة، ولكن كما تقول حكاية لافونتين عن الطائر واسمه ( كولوبري) ذو المنقار الصغير الذي حاول إطفاء النار في غابة ضخمة، بعد هروب كل مَن فيها، والذي رد على ضحك الحيوانات الأخرى عندما قالت له: ماذا يفيد الماء القليل في منقارك الصغير مع حجم الكارثة لإطفاء النار؟ أجاب بقوله: "أقوم بمساهمتي وحصتي من العمل".
الصحافية السورية زويا بوستان التي شاركت كمتطوعة في عمل جمعية ألزاس سوريى، كتبت على صفحتها في فيس بوك، انطباعات حارة عن عمل الشباب العربي في سبيل دعم الضحايا، ومما كتبته ننقل: "في عيد الحب: مبارح صبية جزائرية بعمر الجورية..
تاخد عربة التسوق الكبيرة من الجمعية وتروح فيها مسافة أمتار إلى متجر تركي قريب تجمع ما تيسر من تبرعات عينية (رز، برغل، زيت) وترجع تقلنا هادا لسورية.. تاخد نفس زغير عأدا وترجع تاخد العرباية تغيب وبعد نص ساعة بوجهه لعنا: هادا لسورية. تالت مرة ورابع مرة وخامس مرة هادا لسورية، وتبتسم وكأنو إعلان نصر، وكأنو إشهار حب، وكأنو جرس العيد، وكأنو مدفع الإفطار بأول يوم من رمضان.. وتروح وترجع وتبتسم وتروح وترجع، ويبتسم الوجه الحنطاوي النقي بسمة ولا أجمل، وتردد اسم سورية، وتغني اسم سورية، حتى فاضت مياه عنابة فوق سهول إدلب، وأصابع ولاد حلب، وجنديرس. سمعتي يا سورية أديش الناس بتحبك؟ هالأد الناس بتحبك وأكتر".