"ميدل إيست آي": الولايات المتحدة تتجاهل مساعي التطبيع بين تركيا والنظام السوري
قال مسؤولان أمريكيان سابقان ومسؤول عربي حالي لموقع "ميدل إيست آي": إن المسؤولين الأمريكيين أبدوا اهتماماً لفظياً بموضوع الوساطة التي يقودها العراق بين تركيا والنظام السوري، خلال اجتماعاتهم مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر.
وأوضح المسؤول العربي أن العراق أبلغ الولايات المتحدة قبل أن تبدأ هذه العملية أنه يعمل على التوصل إلى اتفاق مصالحة، لكن الولايات المتحدة لم تُبدِ أيّ اهتمام.
وفي حين تواصل واشنطن معارضتها رسمياً لتطبيع شركائها للعلاقات مع النظام السوري، فإنها تخلت تقريباً عن فرض هذه السياسة بشكل نشط، وفقاً للموقع.
وفي مايو/ أيار الماضي، زار رئيس النظام السوري بشار الأسد البحرين لحضور ثاني قمة لجامعة الدول العربية منذ ظهوره لأول مرة في القمة في السعودية عام 2023.
وفي الأسبوع الماضي، استأنف النظام والسعودية الرحلات الجوية المباشرة، مما أدى إلى توسيع الاتصالات التي يمتلكها النظام بالفعل في الخليج إلى ما هو أبعد من الإمارات.
ويقول محللون إن مساعي بغداد للتوصل إلى اتفاق مصالحة بين تركيا والنظام قد تكون أكثر تأثيراً على الولايات المتحدة، إذا نجحت، بسبب المهمة العسكرية الأمريكية في شمال شرقي سورية.
وقال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سورية، لموقع "ميدل إيست آي": "العواقب طويلة المدى واضحة، الأسد ضعيف للغاية، ولا يستطيع فعل الكثير ضد الأمريكيين، لكن من السهل أن نتخيل أن تركيا والنظام بالعمل معاً، يمكنهما الضغط على قسد".
من جانبه، قال دوغلاس سليمان، السفير الأمريكي السابق في العراق من عام 2016 إلى عام 2019: "إذا كان اهتمامك الرئيسي هو إبقاء "محور المقاومة" الإيراني تحت السيطرة، فلن ترغب في رؤية المحادثات تتقدم بين الأتراك والأسد، لكن هذا لا يُنظر إليه على أنه مباراة كرة قدم، يفوز فيها جانب واحد ويخسر جانب آخر".
ووَفْق الموقع، فإنه على الرغم من أن وساطة بغداد تضع المزيد من الضغوط على قسد المدعومة من الولايات المتحدة، فإنها تشير أيضاً إلى الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حيث يتجه شركاء الولايات المتحدة بشكل متزايد نحو الوحدة، ويعقدون الصفقات التي يعتقدون أنها في مصلحتهم الوطنية، والتي قد تفيد إيران أيضاً.
وقال عباس كاظم، رئيس مبادرة العراق في المجلس الأطلسي، إن العراق تبنى دور الوسيط وهو على استعداد لاتخاذ مواقف تتعارض مع الولايات المتحدة، معتبراً أن"العراق ينخرط في هذه العملية انطلاقاً من مصلحته الذاتية".
وأضاف: "العراق لا يريد اللاجئين الأكراد الفارين من الهجوم التركي، وسيعمل على جمع بشار الأسد وأردوغان معاً بغضّ النظر عما تقوله الولايات المتحدة".
لكن فورد السفير الأمريكي السابق في سورية والذي ينتقد بشكل صريح الوجود العسكري الأمريكي هناك، قال إنه من المستحيل فصل وساطة العراق عن هدف طهران العامّ المتمثل في إخراج الولايات المتحدة من سورية.
وكان أحد القادة العراقيين الذين ناقشوا تطبيع العلاقات بين تركيا وبشار الأسد هو فالح الفياض، زعيم قوات الحشد الشعبي وهي مجموعة من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.