مقتل 5 أشخاص في جنديرس خلال احتفالهم بـ”النيروز”.. وحضور لافت لـ”تحرير الشام” يثير الشكوك
لقي 5 مدنيين حتفهم، إثر تعرضهم لإطلاق نار أمام منزلهم في مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي الغربي، الليلة الماضية، خلال احتفالهم بعيد النيروز.
وقال ناشطون: إن 5 مدنيين من عائلة واحدة قُتلوا برصاص عناصر من الجيش الوطني بعد مشادة كلامية بشأن إشعالهم النار أمام منزلهم بمناسبة عيد النيروز الذي يحتفل به الأكراد كل عام.
والقتلى هم فرحان الدين ومحمد، ومحمد فرحان، ونظمي بشمرك، كما أدى إطلاق النار إلى إصابة شخصين بجروح خطيرة (مات أحدهما لاحقاً).
واتهم ذوو الضحايا فصيل جيش الشرقية التابع للجيش الوطني بارتكاب هذه الجريمة، فيما نفى قائد التشكيل أبو حاتم شقرا تلك الاتهامات.
وقال شقرا في تغريدة على تويتر: "ندين هذا العمل الجبان أياً كان فاعلوه ونطالب بتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم"، مؤكداً أن فرقة أحرار الشرقية ليس لها أي مقر أو تواجد في مدينة جنديرس.
وعقب الحادثة أصدر المتحدث الرسمي باسم المجلس الإسلامي السوري مطيع البطين بياناً قال فيه: "ندين بأشدِّ العبارات الجريمة الَّتي وقعت اليوم بحقِّ عائلة بشمرك مِن أهلنا الكرد في منطقة جنديرس، مؤكِّدين وجوب محاسبة القتلة وإنهاء حالة الظُّلم".
روايات متضاربة
أصدرت حركة التحرير والبناء التي ينتمي إليها الفصيل المتهم بالجريمة، بياناً نفت فيه أن يكون القاتل عسكرياً ينتمي إليها، وسردت فيه روايتها للحادثة.
وبحسب البيان فإن شخصين من أبناء المنطقة الشرقية اعترضا على إضرام النار بالقرب من المخيمات التي تم إنشاؤها على إثر الزلزال، وتطور الأمر إلى قيام أولئك الشخصين بإطلاق النار على المدنيين ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
وأدانت الحركة هذه الجريمة، مؤكدة أن "هذا الفعل المشين الذي يتعارض مع قيم الإنسانية والشرائع السماوية"، كما شددت على أنه لا يمثل أبناء المنطقة الشرقية.
وأكدت الحركة أنها تمكنت بالتعاون مع الشرطة العسكرية من إلقاء القبض على أحد الجناة، مشيرة إلى أن الجهود مستمرة لإلقاء القبض على الشخص الثاني المتواري عن الأنظار.
وأشار البيان إلى أن الجيش الوطني بما في ذلك حركة التحرير والبناء عملت على تأمين الاحتفالات بالمناسبات القومية والدينية خلال السنوات السابقة، وشاركت الأهالي بهذه الاحتفالات.
من جانبها، أصدرت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بياناً أدانت فيه هذه المجزرة، وأكدت أن سببها يعود إلى نشوب خلاف بين مدني وعسكري من جهة، وعائلة بشمرك من جهة أخرى.
وشددت الوزارة على أنها "ستقوم بكامل واجباتها وبكل حزم لإنفاذ القانون، وتقديم الجناة بأسرع وقت إلى القضاء".
"تحرير الشام".. حضور لافت يثير الشكوك
مع اللحظات الأولى للجريمة، بدأت هيئة تحرير الشام وإعلامها الرديف الضخ لتصعيد الموقف وإثارة النفوس، وبدأ ذلك حين تم نقل الجثث من جنديرس إلى مدينة أطمة بريف إدلب وهي أول منطقة تخضع لسيطرة تحرير الشام من جهة جنديرس، وتم وضعها على الدوار ليتجمهر الناس حولها.
كما تداول ناشطون مقربون من هيئة تحرير الشام تسجيلاً مصوراً يُظهر حضور أبو محمد الجولاني إلى مكان الجثث وحديثه مع ذوي الضحايا، متوعداً بحمايتهم وتحصيل حقوقهم.
وكذلك تم تداول صور تظهر اجتماع الجولاني والقيادي في الهيئة أبو ماريا القحطاني في قاعة اجتماعات مع عدد من أهالي مدينة جنديرس لبحث هذه الواقعة.
وأثارت سرعة تحرك هيئة تحرير الشام، وتوجيه الأمور بدءاً من ارتكاب الجريمة حيث لم يسبق أن شهدت المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني منذ 5 سنوات أي حوادث مشابهة، وصولاً إلى نقل الجثث إلى إدلب واجتماع الجولاني مع أهالي جنديرس الشكوك حول دور الهيئة فيها، وما إذا كان ذلك محضراً أم عبارة عن استثمار سريع في المجزرة.
ويؤكد ناشطون وقوف مجموعة يقودها شخص يدعى "حسن الضبع" خلف المجزرة، والتي لديها ارتباط سري بـ"هيئة تحرير الشام"، كما أكدوا أن الضبع اجتمع صباح يوم أمس مع الجولاني.
وكانت هيئة تحرير الشام قد شنت قبل عدة أشهر هجوماً ضد مواقع الفيلق الثالث وحركة التحرير والبناء في الجيش الوطني السوري بدعم من فصائل أخرى من الجيش، وتمكنت بعدها من اختراق المنطقة ونشر خلايا أمنية فيها تحت غطاء التشكيلات التي سهلت دخولها إلى المنطقة.
ويحذر ناشطون من أن تستغل هيئة تحرير الشام هذه الحادثة لشن هجوم جديد ضد المنطقة، وما سيترتب على ذلك من تبعات على المدنيين المنكوبين من الزلزال.
تجدر الإشارة إلى أن أهالي منطقة عفرين أقاموا يوم أمس الاثنين الاحتفالات في عيد النيروز في عفرين والباسوطة ومعبطلي وغيرها من المناطق بمشاركة المهجرين وعناصر الجيش الوطني دون تسجيل أي حوادث أو مشكلات.