مصدر تركي لـ"نداء بوست": لا عودة للسوريين بعد الانتخابات ولا سحب للجنسية
مصدر تركي لـ"نداء بوست": لا عودة للسوريين بعد الانتخابات ولا سحب للجنسية
نداء بوست- كندة الأحمد- إسطنبول
فُتحت الأبواب أمام السباق الرئاسي التركي للفوز بمقعد الرئيس، منافسة لا تَخفى صعوبتها أمام التحديات الراهنة في البلاد، أزمات متلاحقة كانت السجال الأبرز في الخطاب السياسي بين قوة الأحزاب التركية، تكتلات وتحالُفات قُبيل أهم الانتخابات التركية التي تشكل خطاً فاصلاً بالنسبة لتاريخ تركيا وبالنسبة لحزب العدالة والتنمية الذي يدخل في ثالث الانتخابات الرئاسية منذ إقرار التعديل الدستوري الذي يقضي باختيار الرئيس بالاقتراع الشعبي المباشر بعد أن كان رئيس الجمهورية يتم اختياره عَبْر البرلمان "TBMM" وهي الانتخابات الثانية بعد تعديل دستور البلاد منذ انتقلت تركيا من النظام البرلماني إلى نظام الحكم الرئاسي.
اللاجئون السوريون
وعلى أجندة المرشحين ورقة اللاجئين التي تحركها الأحزاب المعارضة التركية من وقت إلى آخَر بأجواء تُثير فوضى الشارع التركي بإيحاءات متكررة وتذكير فئات الشعب التركي بارتكاب حزب العدالة والتنمية سلسلة أخطاء كان أبرزها "ملف اللاجئين" التي تحملت عبئه الدولة التركية وانعكس سلباً على الاقتصاد التركي وألحق بأزمات متكررة على إثرها اضطُرت أنقرة لتبنِّي سياسة التهدئة للحديث مع دمشق لتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين إلى بلادهم واتخاذ إجراءات صارمة للحد من الهجرة غير الشرعية عبر الحدود السورية التركية.
ورقة انتخابية
وفي خضمّ التصريحات التي وجّهتها الأحزاب المعارضة قُبيل الانتخابات الرئاسية بصر الناخبون بشعارات وحملات مناهضة لتواجُد السوريين المقيمين على أراضيها بعد موجة النزوح التي آلت إليها الحرب في سورية وصارت التغريبة السورية مستغلة في حقبة الانتخابات لدغدغة مشاعر المواطن التركي، دون النظر للسوريين الذين اضطروا إلى البقاء لسنوات في تركيا في محنة فُرضت عليهم ولكن لم تمنعهم من ممارسة حياتهم ومزاولة المهن وإكمال دراستهم ودخولهم الجامعات التركية وتفوقهم في كافة المجالات واستطاع من خلالها السوريون وضع بصمتهم في بلاد اللجوء في غربة خانقة لا يخفف عنها شيء لكن ذلك لم يحجب الخطاب العنصري المدجج من قِبل أحزاب المعارضة التركية محاولة للالتفاف على الواقع السياسي التي تعاني منه تركيا في ظل أزمة اقتصادية شهدت تضخماً لم تشهده البلاد.
بلغة الأرقام
انقسامات الشارع التركي لم تتوقف على عدد السوريين في تركيا بل توجهت الأنظار إلى أعداد السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية ولهم أحقية التصويت في الانتخابات التركية التي تخشى الأحزاب المعارضة من فوز مستحق لصالح حزب العدالة والتنمية رغم أن السوريين الحاصلين على الجنسية لا تتجاوز نسبتهم سوى 0.02% وهو فارق بسيط مقارنةً بالتعداد السكاني الذي سيصوت في انتخابات 14 أيار المقبل وفي تصريحات سابقة أدلى بها وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" قال: إن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى نحو 200.950 حتى منتصف العام الماضي، بينهم 113.654 في سن البلوغ، و87.296 طفلاً من أصل 3.7 مليون لاجئ يخضعون لـ"حماية مؤقتة". وبلغ عدد المجنسين البالغين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة بلغ 126.768 شخصًا، من إجمالي 223.881 سوريّاً حصلوا على الجنسية التركية، لكن الأرقام تغيرت بعد كارثة الزلزال التي أودت بحياة 6 آلاف مواطن سوري في المناطق المنكوبة في تاريخ السادس من شهر شباط/فبراير الفائت بحسب إحصائيات منظمات المجتمع المدني التركي ووسائل إعلام تركية.
الآثار المحتملة وانعكاسات العملية الانتخابية على السياسة الداخلية في حال كانت النتيجة مغايرة نوعاً ما وسط دعوات من المعارضة بأن السوريين الحاصلين على الجنسية سيصوتون لصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغم التفاؤل المبكر الذي أبدته المعارضة التركية بأن الفوز قادم بعد التحالفات التي شكلتها الأحزاب التركية كالطاولة السداسية التي يجمع غالبيتها على أن السوريين مشكلة حقيقية بوجه مستقبل الجمهورية التركية الحديثة رغم أن حزب الديمقراطية والتقدم DEVA التركي وحزب المستقبل Gelecek يرى أن السوريين لا يستطيعون العودة إلى بلاد ليست آمِنة.
وتعليقاً على ذلك يقول الدكتور والبروفيسور في جامعة "ميديبول" في إسطنبول "بكير بيرات أوزبيك لـ"نداء بوست": "الموضوع السياسي الرئيسي لتحالف الأمة، "حزب الشعب الجمهوري"، أنه يمتلك معلومات مضللة عن السوريين لأكثر من 10 سنوات ويتلاعب بالجمهور بأفكار عنصرية ومعلومات مضللة مغايرة للواقع".
وتابع "أوزبيك" قائلاً: "لم تكن الحكومة التركية قادرة على مكافحة هذه المعلومات المضللة بنجاح. ونتيجة لذلك، نشأ تحيز في المجتمع وحاولت الحكومة تهدئة ردود الفعل العنصرية من خلال التراجع عن السياسة الصحيحة السابقة. ولا تزال تفعل ذلك، ويبدو أنها ستستمر في القيام بذلك حتى الانتخابات".
كما يرى "أوزبيك" أنه في حال فازت الحكومة الحالية في الانتخابات، فيمكنها بسهولة اتخاذ خطوات إيجابية فيما يتعلق بالسوريين؛ لأن ذلك سيخفف من حدة الضغط على الحكومة التركية.
ماذا لو ربحت المعارضة التركية؟
إذا حققت المعارضة فوزاً في الانتخابات، فهناك رؤيتان مختلفتان في هذا الشأن. الرأي الأول هو أن حزبَي المستقبل و DEVA، المعارضين لديهما موقف إيجابي تجاه اللاجئين السوريين، سينجحون في الحفاظ على توازُن عادل . وبحسب هذا المنطلق، لا يسمح القانون الدولي والقانون التركي بالترحيل القسري للسوريين.
أما وجهة النظر الأخرى فهي مقلقة حيث إن حزب الشعب الجمهوري يمكنه القيام بالهجرة القسرية التي يتحدث عنها، بغض النظر عن القانون التركي وأعتقد أنه ليس من السهل التكهن بما ستفعله المعارضة إذا وصلت المقعد الرئاسي لكن في التحليل النهائي، سيكون هناك أجواء أكثر سلبية مع اللاجئين السوريين وهو النهج الذي يتم محاولة ترسيخه داخل المجتمع التركي".
صحة سحب الجنسية التركية
وأضاف أوزبيك: سحب الجنسية التركية هو مفهوم خاطئ ولا معنى لذلك لأن شروط منح الجنسية وفقدانها واضحة. فهي مثلاً إذا استخدم المُجنَّس وثيقة مزورة أثناء تقديم طلب الحصول على الجنسية التركية وتم اكتشاف ذلك لاحقًا، يمكن سحب جنسية أي شخص سواء كان سوريّاً أو من دولة أخرى."
كما أشار أوزبيك إلى أنه ومع ذلك، يذكر المحامون بوضوح أنه لا توجد مسألة سحب الجنسية بخلاف ذلك. حتى بفرض أن الحكومة التركية تغيرت، فهي لا يمكنها استعادة الجنسية لأسباب سياسية بحتة. وبهذه المناسبة، أقترح ألا يتردد السوريون من مواطني الجمهورية التركية في ممارسة حقوقهم المدنية والسياسية."
لا عودة للسوريين
وتابع أوزبيك بقوله: "من الحقائق الواضحة أن إدارة رجب طيب أردوغان تعكس بوضوح نهجاً أكثر إنسانية تجاه اللاجئين، على الرغم من وجود أخطاء في العديد من القضايا والسياسات الأخرى التي يجب انتقادها لهذه الأسباب. وقالها سابقاً الرئيس التركي: لن نسلم هؤلاء الأشخاص، الذين هم لاجئون حالياً في بلدنا، إلى العدو. وبالتالي الوضع سيستمر ولن يكون هناك إحالة قسرية.
التطبيع مع النظام السوري
وختم أوزبيك حديثه معلقاً على مسألة التطبيع التركي مع النظام وتأثيره على السوريين في حال فوز الحزب الحاكم قائلاً: يمكننا أن نتوقع استمرار العلاقات بين أنقرة ودمشق بدعم من موسكو. لكن لن يؤدي هذا التقارب إلى إرسال السوريين إلى بلادهم".
https://nedaa-post.com/?p=69375