مزارعو القمح في حمص يتجهون للسوق السوداء لتفادي الخسارة

مزارعو القمح في حمص يتجهون للسوق السوداء لتفادي الخسارة

ضربت أزمة جديدة قطاع المحروقات ضمن مدينة حمص خلال الفترة الراهنة، ما أسفر عن ارتفاع أسعارها بنحو ٢٠٪ داخل السوق السوداء، تزامناً مع ارتفاع حالة الطلب لا سيما ضِمن المناطق الريفية التي تشتهر بالزراعة.

مراسل "نداء بوست" في حمص قال: إن ارتفاع سعر المحروقات لا سيما مادة المازوت أثر بشكل سلبي على القطاع الزراعي في ريف حمص الذي يشهد خلال الفترة الحالية نشاطاً ملحوظاً بعمليات جمع المواسم الصيفية (القمح-الشعير-الجلبان-الكزبرة).

تشغيل الجرارات الزراعية

وأضاف مراسلنا أن معظم الفلاحين اضطروا للتوجه إلى السوق السوداء لشراء المحروقات اللازمة.

وذلك بهدف تشغيل الجرارات الزراعية والحصادات والدرّاسات بعدما أخفقت حكومة الأسد المتمثلة بالجمعيات الفلاحية بتأمين ما يلزم من المازوت للفلاحين للانتهاء من جمع مواسمهم.

https://nedaa-post.com/?p=77103
الحاج عبد اللطيف.ض من مدينة تلبيسة قال: إن الأزمة التي ضربت قطاع المحروقات كبدت المزارعين تكاليف مالية إضافية زادت من خسارتهم المتوقعة في حال رغبوا ببيع المحاصيل لمديرية نقل الحبوب في حمص التابعة لحكومة الأسد.

انقطاع المحروقات

مضيفاً لموقع "نداء بوست" أن السعر التمويني الذي تم تحديده لهذا العام لا يتعدى ٢٨٠٠ ليرة للكيلو الواحد من القمح.

في حين يقوم تجار السوق السوداء بعرض أسعار تتجاوز ٣١٠٠ ليرة للكيلو الواحد.

غير أن التوجه إلى السوق المحلية سيترتب عليه ملاحقة أمنية وقضائية.

نظراً لوجود تعهد مسبق بين الفلاحين ومؤسسة إكثار البذار التي عملت على تقديم حبوب البذار والأسمدة اللازمة (الشرش-الأمونيا) بشكل مجاني مع انطلاق الموسم الحالي.

فضلاً عن تعهد القائمين على مؤسسة مياه الري باستمرار ضخ المياه ضمن الأقنية لإتاحة الفرصة للمزارعين بري محاصيلهم للحصول على أفضل كمية من الإنتاج.

الربح الإضافي

من جهته قال الحاج عبد الكريم إنه يعتزم بيع محصوله من القمح لتجار السوق السوداء نظراً للربح المالي الإضافي الذي سيجنيه من هذه العملية.

ولفت إلى أنه قام بالتنسيق مع أحد موظفي إكثار البذار لتسليمه قسماً بسيطاً من محصول القمح ومنحه رشوة مالية لغض النظر عن باقي الكمية التي سيتم طرحها في السوق السوداء.

وأشار الحاج عبد الكريم في حديث لموقع  "نداء بوست" إلى أن التكاليف الإضافية التي ترتب عليه دفعها خلال الحصاد المتمثلة بشراء المازوت بسعر ١٤٠٠٠٠٠ للبرميل الواحد وشلول التعبئة التي قد يصل سعر الواحد منها ٤٠٠٠ ليرة كل ذلك أجبره على اتخاذ خطوة البيع خارج مديرية نقل الحبوب وإلا فإنه سيمنى بخسارة فادحة في حال فعل غير ذلك.

يُذكر أن مؤسسة إكثار البذار كانت قد تعهدت بتأمين المازوت المدعوم للفلاحين أثناء موسم الحصاد، إلا أنها تراجعت عن تعهداتها بحجة وجود أزمة عامة في البلاد، الأمر الذي دفع الفلاحين لشراء ما يلزمهم بسعر السوق السوداء التي تزيد أضعافاً عن النشرة التموينية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد