مركز "كارنيغي" للدراسات يكشف عن العوامل التي دفعت العشائر لمواجهة قسد شرق سورية
أكد مركز "كارنيغي" للدراسات، أن أبرز العوامل التي حفزت "العشائر العربية" للتمرد على قوات "قسد" الكردية. يتمثل بسعيها لتحقيق استقلال ذاتي أكبر شرقي سورية.
ورأى المركز في دراسته أن العامل الثاني لتمرد العشائر العربية، هو زيادة وصول العشائر للموارد الاقتصادية بما في ذلك النفط.
ولفت إلى أن أهالي دير الزور اشتكوا من عدم استفادتهم من ثروات محافظتهم، الأمر الذي يمكن أن يعزز إمكانية استقلالهم الذاتي.
وأشار إلى أن تمرد "العشائر العربية" كشف قدرتها على شن حرب حقيقية ضد "قسد"، ما جعل الأخيرة، تواجه تحدياً خطيراً لسلطتها.
وأوضح المركز أن تمرد العشائر سرعان ما اكتسب بُعداً إقليمياً، حيث انتقدت أنقرة واشنطن و"قسد". فيما حملت الأخيرة دمشق وطهران مسؤولية التحريض، لإبعاد العلاقة الجيدة بين طهران وحزب "العمال الكردستاني".
ورجح المركز أن المناورات الجوية الروسية الخطرة أو محاولات دمشق الخجولة لإطلاق مقاومة شعبية ضد القوات الأمريكية شرق سورية. لن يكون لها أي تأثير ما لم تنخرط طهران فيها. ومن المحتمل أن تكون أنقرة بدلاً عن طهران، لذلك ستضغط موسكو على دمشق لكي تكون أكثر طوعية للتطبيع مع أنقرة.
تأرجح مواقف زعيم قسد
وتراوحت مواقف القائد العام لقوات قسد الكردية مظلوم عبدي ما بين التهديد والوعيد والقبول بالأمر خلال الصراع مع قوات العشائر العربية.
وبداية اتهم عبدي، النظام السوري بإعداد "مخططات" تهدف إلى السيطرة على المناطق الخاضعة لنفوذ "الإدارة الذاتية" الكردية في شمال شرق سورية.
وزعم عبدي، أن مجموعات مسلحة مدعومة من حكومة النظام دخلت إلى مناطق سيطرة "قسد" غربي نهر الفرات.
وأضاف عبدي أن تركيا دفعت مجموعات مسلحة لمواجهة "قسد" في منبج بريف حلب. بينما انسحبت قوات النظام المنتشرة على أطراف منبج من تلك المناطق.
ولفت عبدي إلى أن الولايات المتحدة، طالبت بحل أزمة دير الزور سلمياً وعقدت اجتماعات موسعة مع "قسد". مشيراً إلى أن التحالف الدولي دعم "قسد" جوياً ضد "المسلحين" في دير الزور، وفق قناة "الحدث".
وأوضح القيادي الكردي أن "قسد" تواصلت مع شيوخ العشائر في دير الزور أثناء الأزمة، وكانوا يرغبون بحلها سلمياً، قائلاً إن العشائر العربية في مناطق "الإدارة الذاتية" لا ترغب بعودة سلطة النظام إلى المنطقة.
وبعد توسع الثورة العشائرية، تعهد قائد قوات "قسد" مظلوم عبدي، بتلبية مطالب "العشائر العربية" وذلك بعد أيام من اندلاع قتال بين قسد والعشائر شرق سورية.
كما أكد عبدي أنه يحترم طلبهم بالإفراج عن عشرات المقاتلين الذي أُسروا خلال المعارك الأخيرة في ريف دير الزور الشرقي.
وأشار عبدي إلى أنه سيصحح "الأخطاء" التي ارتُكبت في إدارة المنطقة، لافتاً إلى أن "قسد" لديها قرار بالإفراج عن جميع المتورطين بالاشتباكات في عفو عامّ، باستثناء العناصر المرتبطين بالقوات الحكومية في دمشق.