مركز جسور من باريس: مَسارات التطبيع مع الأسد كانت مرتَّبة مسبقاً وتم التذرُّع بالزلزال
عقد مركز "جسور" للدراسات ورشة عمل في العاصمة الفرنسية باريس لبحث تداعيات الزلزال على المشهد السياسي السوري.
وحضر الورشةَ باحثون في المركز وصحافيون سوريون وشخصيات في المعارضة السورية منهم عقيل حسين وجورج صبرا.
وحول أهداف ورشة العمل أصدر المركز بياناً جاء فيه: “لقد ترك الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية أثره في إحداث كارثة إنسانية كبرى ومهولة في المنطقة، تأثر بها الآلاف من السوريين في تركيا، ومئات الآلاف من السوريين في شمال غرب سورية، فضلاً عن الكارثة الاقتصادية والاجتماعية التي تكبدتها مناطق الزلزال”.
وأضاف البيان أنه “إلى جانب كل ذلك فإن الأثر السياسي لهذا الزلزال في القضية السورية وعلى السوريين كان حاضراً من أيامه الأولى، حيث الفاعلون المحليون أو الأطراف الإقليمية والدولية وجدت تحت غطاء الأزمة الإنسانية فرصة لتحقيق تحرُّكات سياسية عديدة”.
الباحث في مركز جسور للدراسات خالد تركاوي قال في حديث لموقع "نداء بوست": "اللقاء تم عقده في باريس العاصمة الفرنسية وحضره نُخَب سورية من مشارب متعددة، أبرزهم الأساتذة جورج صبرة، وسلام كواكبي وحسن الصباغ، بالإضافة إلى محمد المروّح، وزيد العظم الناشط في باريس".
وأضاف في حديثه: "وكان حاضراً أساتذة آخرون منهم الأستاذ عبد الرزاق الحسيني والدكتور طلال حاج مصطفى الباحث في مركز حرمون، أيضاً الأستاذ محمد سرميني والأستاذ فراس الحاج والأستاذ موسى الحاسي، والآنسة دونا حاج أحمد".
ومن أبرز المخرجات التي نتجت عن هذا اللقاء أشار تركاوي: "كان الحديث عن تداعيات الزلزال وما يحصل مع النظام من محاولات تطبيع ما هي إلا أحداث مرتبة مسبقاً، ويحاول المتقربون من التطبيع أن يلبسوها بلباس الإنسانية، لكن بنهاية المطاف النظام ليس لديه شيء يعطيه، ولا مصلحة لهم سياسية أو اقتصادية أو أمنية من التطبيع معه".
ولفت في حديثه: "أيضاً تم تناوُل موضوع الفرص، ويبدو أن موضوع التعاطف الشعبي السوري أو المنظمات الإنسانية السورية فيما بينها كان هو الأبرز أيضاً؛ لأنه خلق حالة من عودة السوريين إلى بعضهم البعض وإدراكهم أنه ليس للسوريين سند إلا بعضهم البعض، وبالتالي هذا الأمر يجب أن يستمر".
وبحسب تركاوي فإن القضية الثانية التي يمكن العمل عليها هي استثمار التعاطف الغربي أيضاً واستثمار التعاطف العربي مع السوريين بإيجاد حلّ جذري، وأن الزلزال الأساسي والدمار الحقيقي الذي حصل كان سببه نظام الأسد؛ لأن الأشخاص الذين فقدوا الحياة ما كانوا ليفقدوا الحياة إلا بسبب غياب الدولة وغياب مؤسساتها وعدم قدرتها على مواجهة الكوارث".
وختم تركاوي حديثه: "هذا الشيء يعني أنه يجب التعجيل بالحل السياسي وتسهيله فهو أبرز أسباب الخلاص للسوريين سواء مَن يعيش ضِمن مناطق سيطرة الأسد أو خارج مناطق سيطرته".