مركز أبعاد للدراسات يوضح احتمالية توسُّع رقعة الصراع بعد اغتيال العاروري
ناقش مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية احتمالية توسُّع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.
ورأى المركز أن اغتيال صالح العاروري بعد نحو أسبوع من تصفية القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في دمشق "يمثل مؤشراً على وجود توجُّه إسرائيلي إلى توسيع دائرة الصراع بشكل نوعيّ غير شمولي".
وأوضح المركز أن ذلك يتم عَبْر الاغتيالات والعمليات النوعية، خاصة بعد التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبكراً باحتمال توسيع دائرة اغتيال قادة حماس لتشمل القادة السياسيين في لبنان وقطر وتركيا ومصر ومناطق أخرى.
وأكد المركز أن نجاح إسرائيل في اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، وموسوي في السيدة زينب بدمشق، يشير إلى حجم اختراق كبير أو إمكانيات استخباراتية كبيرة لإسرائيل في المنطقتين، معتبراً أن هذا الأمر لا يبدو أنه متاح في قطاع غزة.
أهمية اغتيال العاروري بالنسبة لإسرائيل
قال المركز: إن ذلك يمكن أن يشكِّل دفعة تساعد نتنياهو في الهروب إلى الأمام مجدداً وشراء الوقت، خاصة بعد التقارير التي تحدثت عن ازدياد الضغوط الأمريكية عليه لتقليل الهجمات الشاملة في قطاع غزة.
وأضاف: "يمثل اللجوء إلى التلويح بتوسيع الصراع بالطرق النوعية فرصة له لتحقيق بعض الإنجازات دون تورُّط أو توريط لحلفائه الأمريكيين".
كما يمكن أن يشكّل هذا الاغتيال بوابة لتوسيع استهداف قادة حماس السياسيين، وهو ما سيُشكِّل أهمية رمزية أكثر من كونها هدفاً عملياتياً عسكرياً، بحسب المركز.
كذلك أشار المركز إلى أن استهداف العاروري له أهمية خاصة "كونه يعتبر مهندساً أو مؤثراً في التخطيط لعملية طوفان الأقصى"، بحسب بعض التقارير.
احتمالية تصاعُد عمليات اغتيال قادة حماس
لا يستبعد المركز أن تقوم إسرائيل بتوسيع عمليات استهداف قادة حماس حتى داخل تركيا أو قطر، على الرغم من تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتل أبيب بأنها ستدفع ثمناً باهظاً لذلك.
ولكن -يضيف المركز- أن "تقدير إسرائيل ونتنياهو بحجم ردود الفعل المحدودة، بما في ذلك ردود الفعل الإيرانية المحدودة، يغريه بالمزيد من هذه الضربات كلما تعثرت مثل هذه الاغتيالات داخل قطاع غزة، خاصة بعد قيام إسرائيل باغتيال القائد في الحرس الثوري رضي موسوي دون صدور ردود فعل إيرانية يُعتدّ بها".
ويعتقد المركز أن أولويات إسرائيل تبقى مركِّزة على استهداف القادة العسكريين أو المؤثرين فعلياً في التخطيط للعمليات العسكرية كحالة العاروري، لكنها لن توفر جهداً في تنفيذ عمليات اغتيال لقادة سياسيين عندما تكون الفرصة متاحة في ظل تعثُّر جهودها العسكرية في الحسم داخل غزة.