مرشح حزب الله أقرب للخسارة.. لماذا يفشل البرلمان في انتخاب رئيس للبنان؟

مرشح حزب الله أقرب للخسارة.. لماذا يفشل البرلمان في انتخاب رئيس للبنان؟

 

للمرة الـ12، فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد. لم يحصل المرشح المدعوم من حزب الله، سليمان فرنجية، ولا وزير المالية السابق، جهاد أزعور، على الأصوات الكافية للفوز في جلسة برلمانية ساخنة.

وفي الدورة الأولى من التصويت، يحتاج المرشح إلى الحصول على غالبية الثلثين، أي 86 صوتًا، للفوز. إذا تمت دورة ثانية من التصويت، يكون العدد المطلوب 65 صوتًا من أصل 128 عضوًا في البرلمان. ومع ذلك، يتطلب النصاب القانوني الثلثين في كِلتا الدورتين.

وحصد جهاد أزعور 59 صوتًا مقابل 51 صوتًا لفرنجية، وحظي بدعم كتل سياسية وزنية. ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في تشرين الأول/أكتوبر، فشل البرلمان في 11 جلسة سابقة في انتخاب رئيس جديد.

مَن هو جهاد أزعور؟

جهاد أزعور هو شخصية سياسية لبنانية، انضم إلى صندوق النقد الدولي عام 2017 وشغل منصب وزير المالية اللبناني بين عامَيْ 2005 و2008. حَظِيَ بتأييد كتل سياسية رئيسية ونواب معارضين لفرنجية، مما أدى إلى ارتفاع شهرته ودعمه في الأسابيع الأخيرة.

وحزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، حليف حزب الله، وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، يعدون من أبرز داعمي أزعور. بالمقابل، أعلن حزب الله دعمه لفرنجية، إلى جانب حركة أمل التي يتزعمها نبيه بري، وكتل أخرى، ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، فشل البرلمان خلال 11 جلسة عُقد آخِرها مطلع العام، في انتخاب رئيس في وقت لا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب.

وقال الباحث والأستاذ الجامعي كريم بيطار لوكالة فرانس برس "على غرار سابقاتها، ستكون الجلسة مجرّد وسيلة للقوى السياسية من أجل تحديد وزنها الانتخابي".

وارتفعت أسهم أزعور الذي انضم إلى صندوق النقد الدولي عام 2017 وشغل منصب وزير المالية اللبناني بين 2005 و2008، في الأسابيع الأخيرة إثر اتصالات مكثفة انتهت بإعلان كتل رئيسية ونواب معارضين لفرنجية تأييدهم لترشيحه.

وإثر ذلك، أعلن النائب ميشال معوّض أول من خاض السباق الرئاسي ونال العدد الأكبر من الأصوات خلال الجلسات السابقة من دون أن يحقق الأكثرية المطلوبة، تراجعه عن ترشحه لصالح أزعور.

ويعد حزب القوات اللبنانية ولديه كتلة برلمانية مسيحية وازنة، والتيار الوطني الحر حليف حزب الله المسيحي الأبرز والرافض لوصول فرنجية، وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، من أبرز داعمي أزعور.

بعد دعم ترشيحه، تنحّى أزعور مؤقتاً عن مهامه كمدير لقسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد. وقال في أول تعليق له إنه يريد لترشحه أن يكون "مساهمة في الحل وليس عنصراً يُضاف إلى عناصر الأزمة".

وأكد أنه "ليس تحدياً لأحد"، في رد على حزب الله الذي وصف عدد من نوابه أزعور بمرشح "المواجهة" و"التحدي".

مرشح حزب الله

أعلن حزب الله أن كتلته ستصوّت لصالح فرنجية، إلى جانب حركة أمل التي يتزعمها بري، مع كتل أخرى.

وقال رئيس كتلة حزب الله النائب محمّد رعد الاثنين: إن من يدعمون ترشيح أزعور، من دون تسميته، "لا يريدون إيصاله إلى رئاسة الجمهورية، وإنّما يستخدمونه فقط لمنع أن يصل مرشّح المقاومة"، في إشارة إلى فرنجية.

وأكد فرنجية في كلمة الأحد أنه سيكون "رئيساً لكل اللبنانيين" برغم تحالفه مع حزب الله وصداقته مع الرئيس السوري بشار الأسد. ووجه انتقادات لاذعة إلى معارضي ترشيحه، الذين يصفونه بـ"مرشّح الممانعة" في إشارة إلى حزب الله.

وقال في كلمة "أذكّرهم في 2016 دعموا مرشّح الممانعة الرئيس ميشال عون".

في عام 2016، وصل عون إلى رئاسة الجمهورية بعد عامين ونصف العام من شغور رئاسي واستناداً إلى تسوية سياسية بين الحزب وخصومه. وأقر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في آذار/ مارس بأن حزبه وحلفاءه عطلوا حينها النصاب حتى انتخاب عون.

وبينما يبدو الملف اللبناني غائباً عن الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي، تقود فرنسا، بلا جدوى، منذ أشهر حراكاً لتسريع انتخاب رئيس.

ومن المتوقع أن يصل إلى بيروت وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان الذي عيّنته باريس مبعوثاً خاصاً إلى لبنان، في محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر: إن بلادها تدعو لبنان إلى أخذ جلسة الأربعاء "على محمل الجد واغتنام الفرصة التي توفرها للخروج من الأزمة". وأكدت "الأولوية التي تعطيها الدبلوماسية الفرنسية" لحل الأزمة في لبنان.

من جهتها، دعت واشنطن بلسان المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر مجلس النواب اللبناني إلى "إنجاز المهمّة". وقال للصحافيين: "نعتقد أنّه طالما لم يتمّ انتخاب رئيس، فيجب على البرلمان الاستمرار إلى حين إنجاز المهمّة".

وأضاف "نحضّ قيادة البلاد على الشعور بالحاجة الملحّة لتلبية الاحتياجات المصيرية للشعب اللبناني بدءاً من انتخاب رئيس".

ومنذ أشهر، تدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، في وقت يشهد لبنان منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي أنه من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، ويشترط المجتمع الدولي إصلاحات ملحة من أجل تقديم دعم مالي.

ويمكن للانقسام الحادّ بين القوى السياسية أن يمهّد الطريق وفق بيطار "أمام مفاوضات ستصل في نهاية الأمر إلى حلّ الرجل الثالث، وانتخابات يمكن أن تُعدّ مسبقاً على غرار معظم الانتخابات السابقة في تاريخ لبنان".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد