مدير مركز الشرق للبحوث سمير التقي لـ “نداء بوست": الاتفاق "السعودي الإيراني" خطوة أولية على طريق طويل

مدير مركز الشرق للبحوث سمير التقي لـ “نداء بوست": الاتفاق "السعودي الإيراني" خطوة أولية على طريق طويل

نداء بوست- كندة الأحمد- إسطنبول

اتفاق ثلاثي جديد بين طهران والرياض بضيافة العملاق الصيني لتشد المملكة السعودية رباط جأشها أمام إيران وتوقع اتفاقية ثلاثية بعد سنوات من القطيعة، متغيرات في العلاقات الدولية والإقليمية توجهت الأنظار هذه المرة إلى ما وراء الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في بكين لإجراء مباحثات مكثفة لإيجاد حل نهائي للملفات العالقة بين الطرفين.

الاتفاق السعودي الإيراني هل يعيد تموضع أدوار اللاعبين الدولية في الشرق الأوسط بعد الظهور الصيني الأخير وعودته بقوة إلى الساحة الدولية تخوفاً من انقسام عالمي جديد وخلق فرص لعولمة مقبلة في ظل التنافس الدولي والانقسامات السياسية والحروب التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة.

وتعليقاً على ذلك قال المحلل السياسي ومدير مركز الشرق للبحوث الدكتور سمير التقي لـ “نداء بوست": "قبل المراهنة على هذا الاتفاق هناك العديد من القضايا والملفات العالقة التي يجب حلها قبل إعادة فتح الحوار الدبلوماسي والدولي بين السعودية وإيران".

وأضاف التقي: "هناك قضايا طويلة جداً يعني أولوية تبدل طبيعة النظام الإيراني هو نظام ثوري ومترسخ هل ينفصل عن الأذرع الطائفية أو يبقى بعيداً عن دعم وكلائه لتعزيز نفوذه في الإقليم وبالتالي هذه خطوة مبدئية فقط في طريق طويل الأمد".

كما أشار التقي إلى أن قضية الموقف من الوضع في الخليج عندما قامت إيران بمناورات عسكرية واسعة النطاق في مياه الخليج العربي وهذه بحد ذاتها تنقل الخليج ليصبح ساحة مفتوحة لصراع دولي يشكل خطراً على كل دول الخليج ".

وأوضح التقي في حديثه: "الاتفاق السعودي الإيراني خطوة أولية جداً يعني هناك عوامل عدة يجب النظر إليها وإلى أين يمكن أن تصل وكيف يمكن أن تترجم هذه القضية في الوقت الذي تحرص به المملكة على مصالحها وتوازنها الإقليمي حيث لا يمكن أن يكون هناك تصور آخر سوى أنه من الصعب ربما أن تأخذ بعداً آخر في المستقبل".

ونوه التقي بقوله:" مشكلة العرب أنهم ربما راهنوا وحكموا على هذا الاتفاق إنما هي فقط خطوة يترتب عليها حل المشاكل أولاً التي تدور في منطقة الشرق الأوسط المعني بها الجانبان".

عولمة جديدة

ولفت التقي بقوله: "هي ليست خطوة لتحدد العولمة لأنها سياسة متعددة الأقطاب منذ صعود الصين إلى الواجهة العالمية. وبالتالي انقسام العولمة إلى قريتين وعالمين ولو قمنا بدراسة كافة الحواجز الاقتصادية والمصرفية بين أوروبا والصين لن نجد عالماً واحداً سنجد عالمين متصادمين ومتنافسين ".

وختم التقي قائلاً: "هناك أمر مستبعد وهو أن تكون المملكة السعودية انخرطت بمسار معادٍ للغرب بالتحالف مع إيران لأن العولمة الجديدة تنقسم إلى عدة أقسام ولا تكتفي بهذا القدر من التفاهمات".

الاتفاق السعودي-الإيراني

يذكر أن إيران والسعودية، أعلنتا استئناف العلاقات في بيان ثلاثي مع الصين، التي استضافت مباحثات سرية بين الطرفين وجاء في نص البيان: أن إيران والسعودية والصين تعلن إرادتها الحازمة لبذل كل الجهود لتعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين.

كما أكدت الأطراف على احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، والعمل على تنفيذ اتفاق التعاون الأمني السابق المبرم خلال عام 2001، فضلاً عن الاتفاق العامّ للتعاون الاقتصادي التجاري الثقافي المبرم عام 1998.

والجدير ذكره أنه انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل/ نيسان 2017 .(وكالات)

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد