ما هي خطوات إيران التالية في سورية بعد محادثات وزراء خارجية البلدين؟
قام وزير الخارجية الإيراني بإجراء محادثات مع نظيره رئيس النظام السوري في نهاية الأسبوع الماضي وكان الهدف هو متابعة ما قام به الزعيم الإيراني عندما زار دمشق مؤخراً.
إن إيران والنظام السوري حليفان مقربان وإيران دعمت النظام السوري خلال الحرب في سورية، وقد أرسلت إيران ضباطاً وجنوداً من الحرس الثوري الإيراني وأرسلت أيضاً ميليشيات موالية لإيران إلى سورية وتقوم طهران باستخدام سورية لتهديد إسرائيل وأيضاً لتهديد القوات الأمريكية المتواجدة في شرق سورية.
وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام الإيرانية وكذلك في قناة الميادين الموالية لإيران، فقد تحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ونظيره السوري فيصل المقداد عن التطورات الإقليمية الأخيرة والتعاون بين طهران ودمشق.
تسليط الضوء على العلاقات الإيرانية السورية
لقد كان هناك شحّ في التقارير التي تحدثت عن تفاصيل المحادثة التي جرت بين الوزيرين، ولكن من الواضح أن المحادثة كانت تهدف إلى إظهار مدى قرب العلاقات الإيرانية مع النظام السوري.
فقد ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أن المقداد أطلع وزير الخارجية الإيراني على تحسُّن العلاقات السورية مع الدول العربية ومشاركة رئيس النظام السوري المثمرة في القمة الأخيرة للجامعة العربية في السعودية.
في الحقيقة، تؤيد إيران عودة النظام إلى الجامعة العربية وخاصة بعد أن تصالحت إيران مع السعودية. وأشارت التقارير الإيرانية إلى أهمية عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية.
إن كِلا الجانبين السوري والإيراني يريدان زيادة التجارة، ويريدان كذلك البناء على العلاقات القائمة وهذا يشمل العمل معاً في القطاع الزراعي وكذلك في قطاعات الطاقة.
السؤال الذي تثيره هذه المحادثة هو ما هي الخطوة التالية لإيران في سورية؟
إيران تريد الضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سورية، ولعب دور في انتخاب الرئيس المقبل للبنان كما تنظر إيران إلى الحراك الجاري في لبنان وتريد الاستفادة منه فمن المعلوم أن الرئيس الفرنسي تحدث أيضاً مع الرئيس الإيراني يوم السبت وأن فرنسا سترسل مبعوثاً رئاسياً جديداً إلى لبنان، وتريد طهران أن يكون ذلك بالتنسيق معها.
https://nedaa-post.com/?p=77563
في الوقت نفسه، تريد إيران أن تضع حداً للضغط على النظام السوري؛ فمن المعروف أيضاً أن هناك ضغطاً على النظام السوري للحد من تجارة المخدرات غير المشروعة التي تستفيد منها دمشق وسط العقوبات.
من الممكن أيضاً أن تركز المحادثات مع النظام السوري على الدور الإيراني المستمر في سورية وكذلك الموقف الروسي المتغير في سورية حيث إن روسيا هي الداعم الرئيسي للنظام الحاكم في دمشق.
ومن خلال الضغط على روسيا تسعى إيران إلى استخدام فراغ السلطة في سورية لزيادة نفوذها، وحشد قواتها هناك بما في ذلك نقل الميليشيات إلى سورية واستخدام سورية كقاعدة لأسلحة مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ.
المصدر: جيروزاليم بوست
بقلم: سيث فرانتزمان
ترجمة: عبدالحميد فحام
