ما بعد الخدمات القنصلية بين الرياض ودمشق
ما بعد الخدمات القنصلية بين الرياض ودمشق
استُؤنفت الخدمات القنصلية بين الرياض ودمشق بعد قطيعة دامت أكثر من 10 سنوات وعاد الحديث مجدداً بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي بن فرحان لإعادة بناء الحوار مع النظام السوري، الدبلوماسية السوداء التي عصفت في الأوساط السياسية بعد كارثة الزلزال لتتسارع على خلفها الزيارات الرسمية والتصريحات من الدول المطبعة معتبرة أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو فقط "الحوار البنّاء مع الأسد".
وفي وقت سابق ذكرت عدة مصادر لوكالة "رويترز" قولهما: إن السعودية والنظام السوري وافقا على فتح سفارتهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لعدة سنوات.
كما نقلت الوكالة عن مصادر إقليمية ودبلوماسية خليجية، قولهم: إن قرار إعادة افتتاح سفارتَي النظام والسعودية جاء "نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول استخباراتي سوري رفيع المستوى".
وأشار أحد المصادر الإقليمية إلى أن رئيس لجنة المخابرات السورية حسام لوقا كان قد مكث عدة أيام في المملكة السعودية وتناول الجانبان عدة مسائل أهمها الملف الأمني على الحدود السورية مع الأردن وقضية تهريب الكبتاغون إلى دول الخليج.
ويرى العميد الركن أحمد رحال بأن المملكة العربية السعودية أرادت أن يكون هناك تواصل مع الشعب السوري من أجل عملية حل الملف السوري لكن يجب أن نعلم ما الذي ستثمره هذه الخطوة كان سابقاً فتح للسفارة الإمارتية والبحرينية وفتح القنصلية لكن تبين أنها جدران وجمدت كنشاط وحركة سواء كانت قنصلية أم سفارة سيكون مصيرها نفسه.
وأضاف رحال أن الولايات المتحدة ردت بشكل واضح بتصريحات لها أن لا تطبيع مع نظام الأسد ولا حل إلا بتطبيق القرار 2254 وفق قراءة مجلس الأمن التي تلبي مطالب الشعب السوري. بمعنى آخر فتح القنصلية أو السفارة لن يغير في الواقع شيئاً إنما ستكون قنوات اتصال من أجل الوجود الإيراني في سورية.
ومن جانب آخر يقول الباحث السياسي في مركز "جسور للدراسات" "فراس فحام": هذه المواقف التي تتغير بسبب تبدل المواقف والظروف والمعطيات وبالتالي القرار الذي اتخذته السعودية أتى بعد الاتفاق السعودي الإيراني ونعلم أن هناك مفاوضات بدأت 2021 وجرى استكمالها بوساطة روسية سابقاً وصينية الآن".
وأضاف فحام أن المملكة العربية السعودية تركز بشكل كبير لإنهاء التصعيد في اليمن لأنه أصبح مكلفاً ومستنزفاً لهذا السبب جلست مع إيران بوساطة صينية. وروسيا عندما يكون هناك احتياج من الحلفاء دائماً تدفع الأمور لتقيم الدول موقفها من النظام السوري".
كما أشار فحام قائلاً: "لا أعتقد أنها خطوات إجرائية لتسهيل أمور السوريين بحسب السياقات هي خطوات لها مدلولات سياسية لكن لا نقول تغير بالمطلق وهناك انقلاب بالتعاطي مع النظام السوري هو اختبار فقط. أما بالنسبة للولايات المتحدة كان هناك بيان رباعي من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأن لا رفع للعقوبات على نظام الأسد ولا يوجد تمويل لإعادة الإعمار والإشكالية هنا عند الولايات المتحدة هي عدم الاستجابة لاحتياجات ومطالب حلفائها من بينها تركيا والسعودية إنما بدأت تبحث عن حلول أمنية بحدّ ذاتها".