ما الأسباب التي دفعت النظام السوري لإصدار بيان يدين الغارات الأردنية؟
كشف الناطق السابق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، عن عدة احتمالات وراء بيان "الأسف" الذي أصدره النظام السوري مؤخراً، تعليقاً على غارات الأردن في جنوب سوريا.
وقال المومني إن أول احتمال لمهاجمة الأردن، يتمثل برغبة النظام في إيصال رسالة إلى رأيها العام، مفادها أنها لا تقبل أن تنفذ دولة أخرى أعمالاً عسكرية على الأراضي السورية.
واستبعد المومني هذا الاحتمال لأن النظام لا يأبه برأيه العام، لا سيما أن سوريا مستباحة فعلياً من جيوش وميليشيات عدة، وسط العجز عن تنفيذ أعمال الدولة السيادية وطرد هذه القوات.
وأشار إلى أن أن الاحتمال الثاني يتعلق بإدراك النظام لتنامي التعاطف الشعبي والتأييد لأي جهد يخلص السوريين في الجنوب السوري من ميليشيات السلاح والمخدرات، التي يحاول الأردن حماية حدوده منها.
ورجح أن الاحتمال الثالث يتعلق بضغط الميليشيات والدول التي تدعمها إيران، لما عانته من خسائر جراء الضربات الأردنية الاستباقية.
وأوضح المومني أن الميليشيات كانت تعمل دون أي رادع لعدم وجود دولة سورية في الجنوب، لذا كانت الضربات العسكرية استراتيجية لجهة إضعاف هذه الميليشيات وحماية الحدود، وفق صحيفة "الغد".
معلومات محرجة
بدورها، اعتبرت مصادر أردنية أن بيان "الأسف السوري" الذي أصدرته دمشق تعليقاً على غارات الأردن في جنوب سوريا، "محاولة مسبقة للتغطية" على ما ستكشفه الأيام المقبلة من "معلومات محرجة" حول تهريب المخدرات.
ونقلت مجلة "المجلة"، عن المصادر قولها إن الضربات الأردنية الأخيرة لمعاقل التهريب "المدعومة والمجهزة بأحدث التقنيات"، أسفرت عن اعتقال مهربين من العمق السوري، وهم اليوم في قبضة الأجهزة الأردنية، مشيرة إلى أن "اعترافاتهم ستكشف معلومات قيمة وخطيرة ومحرجة".
وقالت مصادر أمنية أردنية، إن هجمات التهريب منظمة إلى حد وصول بعضها في الأيام الأخيرة قبل الضربات الأردنية، إلى ما مجمله 200 مهرب في مرة واحدة.
وأشارت المصادر إلى أن عدم التجاوب السوري قديم "ومعهود، بل إن دمشق لم ترد على أبسط الحقوق باستلام جثث قتلى تابعين لها".
وحذرت المصادر من أن "كارتيل" التهريب المنظم "أضاف إلى قائمة نشاطاته تهريب البشر وتجارة الأعضاء في سوق إقليمية "باذخة الدفع"، إضافة إلى تهريب متفجرات وأسلحة إلى الداخل الأردني.
وكان النظام السوري قد استنكر الغارات الجوية التي شنها الأردن ضد "أهداف مرتبطة بتجار المخدرات" في ريفي درعا والسويداء، متهماً عمّان بدعم الإرهاب في سورية طيلة السنوات الماضية.
وأصدرت وزارة الخارجية التابعة للنظام بياناً أعربت فيه عن "أسفها" جراء الضربات الجوية التي شنها سلاح الجو الأردني داخل الأراضي السورية، معتبرة أنه "لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية".
وزعم البيان أن النظام "يحاول احتواء الموقف حرصاً على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة مع الأردن".