ما أثر الاجتماع "الأمريكي-الخليجي" على الملف السوري ؟

ما أثر الاجتماع "الأمريكي-الخليجي" على الملف السوري ؟

أصدرت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، بياناً مشتركاً أكدوا فيه تمسُّكهم بالقرار 2254 كأساس للحل في سورية.

وانتشر البيان الذي وصل لموقع" نداء بوست" نسخة منه بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم الأمريكي، في مقر الأمانة العامة بالرياض.

وأكد الجانبان "التزامهما بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدة سورية وسيادتها، ويلبي تطلعات شعبها، ويتوافق مع القانون الإنساني الدولي، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254".

ووفقاً للبيان فإن الوزراء "رحبوا بالجهود العربية لحل القضية السورية بمبدأ خطوة مقابل خطوة بما يتوافق مع القرار 2254، على النحو المتفق عليه خلال اجتماع عمان التشاوري".

تهيئة الظروف لعودة السوريين

كما شدد الجانبان على ضرورة تهيئة الظروف الآمنة لعودة آمنة وكريمة وطوعية للاجئين والنازحين داخلياً بما يتفق مع معايير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

العميد والمحلل السياسي السوري أحمد رحال أكد أن "هناك ضغوطاً أمريكية على دول الخليج وكانت التعليمات لدول مجلس التعاون أن بإمكانكم التطبيع، وبإمكانكم أن تعطوا بعض الأموال القليلة مقابل وقف تهريب المخدرات".

وأضاف في حديث لموقع "نداء بوست" أن "التعليمات تضمنت أن مقابل وقف تصنيع المخدرات يمكن إعطاء بعض الأموال القليلة بموضوع الدعم الإنساني ولكن حذرتهم من الاقتراب من ملف إعادة الإعمار أو التعافي أو دعم الأسد أو خزينته أو تجاوز العقوبات الأمريكية".

ولفت في حديثه إلى أن "الكلام الأمريكي كان واضحاً جداً وبالتالي عملية التطبيع لن يكتب لها النجاح لسببين الأول أن بشار الأسد وإيران وكل جماعة الأسد ليس لديهم القدرة على الإيفاء بالشروط التي وضعها العرب بسياسة الخطوة مقابل خطوة".

عدم استفادة بشار الأسد من التطبيع

وأشار في حديثه إلى أن "النقطة الثانية عدم استفادة بشار الأسد من التطبيع العربي والأموال وإعادة الإعمار والعرب ليسوا قادرين على تقديم حل يستطيع إعادة اللاجئين".

وأردف بالقول "رأينا تصريحات بلينكن التي أصر فيها على القرار ٢٢٥٤ وبالتالي أمام هاتين الجزئيتين أنه لا النظام قادر ولا العرب قادرون يبقى التطبيع عبارة عن إيقاف ملف المخدرات ولن يستطيعوا النجاح فيه".

وبالنسبة للدول العربية فإنه "وفق المعلومات لدي فإن مصر مترددة جداً في موضوع التطبيع مع الأسد هذا خارج دول التعاون الخليجي فمصر لديها تجارب سابقة والأسد خيب الآمال".

وأضاف في حديث لموقع "نداء بوست" أن "الجامعة العربية عندها تحفظ على التطبيع مع الأسد كما أُخرج من الجامعة العربية يفترض أن يكون للجامعة برنامج، وليس قرار لمجموعة الدول التي دخلت، صحيح كانت عودته بيئية وكأنها  على جامعة الدول العربية".

كذلك أكدوا على أهمية تقديم الدعم اللازم للاجئين السوريين والدول التي تستضيفهم.

وجدد الجانبان الأمريكي والخليجي دعوتهما لوقف إطلاق النار، ورحبا بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لتجديد تفويض مجلس الأمن لمدة 12 شهراً لتشغيل الآلية العابرة للحدود.

ملف المعتقلين

كما أعرب الجانبان عن دعمهما لإدراج جميع المعابر الحدودية المفتوحة حالياً (باب الهوى وباب السلام والراعي) في قرار لمجلس الأمن سيصدر في تموز/ يوليو المقبل.

كما ناقش الجانبان ملف المعتقلين والمحتجزين تعسفياً والمفقودين "على النحو الوارد في بيان عمان وقرار مجلس الأمن 2254، وبالتنسيق مع الأطراف المعنية كافة".

كذلك أكد الوزراء دعمهم للقوات الأمريكية وقوات التحالف التي تعمل على تحقيق هزيمة تنظيم "داعش" في سورية، وأدانوا جميع الأعمال التي تهدد سلامة وأمن هذه القوات.

الضابط المنشق والمحلل السياسي العقيد مصطفى الفرحات يشير إلى أن "دول مجلس التعاون الخليجي هي مرتبطة حقيقةً بالولايات المتحدة الأمريكية بشكل تقليدي هم بشكل خاص وعلى رأسهم السعودية الحلفاء التقليديون للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة".

وأضاف في حديث لموقع نداء بوست "أما على سبيل المثال في الفترة الأخيرة كان هناك حديث يتردد كثيراً عن موضوع أن دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية استقبلت بشار الأسد في الجامعة العربية وأعادته وهذا الشيء الولايات المتحدة الأمريكية غير راضية عنه وكان يوجد تصويت على قرارات ضد هذا المشروع".

حقيقة الموقف الأمريكي

ولفت في حديثه "في الحقيقة في السياسة كل شيء يحصل تحت الطاولة يختلف تماماً عما يحصل فوقها، لا أستطيع القول إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تقف بشكل حقيقي ضد مشروع التطبيع وبشكل خاص إدارة ترامب يعني دول مجلس التعاون الخليجي والأردن نحن نعرف أن هذا المشروع العربي أخطرت به الولايات المتحدة الأمريكية قبل ولادته فنحن نعلم أن الأردن أوعز  بذلك وزار ملك الأردن الولايات المتحدة الأمريكية وأطلع إدارة ترامب على قضية التطبيع العربي مع بشار الأسد وطرح مشروع الخطوة مقابل خطوة".

وأوضح الفرحات في حديث لموقع "نداء بوست" أن "هذا المشروع حقيقةً كان هو بذرة الولادة لوصول بشار  الأسد إلى مقعده في الجامعة العربية بعد انقطاع مدة الثورة بالكامل، ثانياً بالنسبة للسعودية وزير الخارجية السعودي في مؤتمر ألمانيا طالب الأوروبيين بذلك عندما تحدث عن موضوع الملف السوري قال يجب أن يكون لديه حلول طالما أن هذا النظام موجود فيجب التعامل معه بالواقعية السياسية وأن هناك قضايا تؤرق العرب في موضوع تصدير الكبتاغون "المخدرات" وإحداث الفوضى وموضوع الميليشيات الإيرانية تؤرق حقيقةً الجبهة الجنوبية في الأردن وشمال فلسطين كل هذه القضايا طُرحت بالنسبة للعرب والأوروبيين استمعوا لها قبل أن يعود بشار الأسد إلى الجامعة العربية".

التواجد الإيراني

وذكر أنه "بالتالي هذا الانحراف الذي يحصل  اليوم هو في الإطار الطبيعي الظاهر ولكن من حيث الحقائق هناك تحرك أو محاولة إسرائيلية وأمريكية وبشكل خاص بعد اجتماع الوكالة الدولية للطاقة النووية بحيث إن رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية في هذه المرة حقيقةً وضع النقاط على الحروف في موضوع الملف الإيراني والتواجد الإيراني في سورية".

وأضاف العقيد السوري أنه "بالنسبة لنا كسوريين يهمنا التواجد الإيراني في سورية وهو مرتبط بكل هذه القضايا إيران اليوم تمتلك نووياً باعتراف رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية إيران منعت جولات المراقبين. كل هذه الأحداث تترابط بالجولة الأمريكية لمجلس التعاون الخليجي وإن كان هذا الموضوع مسمار التطبيع مع بشار الأسد لمحاولة إبعاده عن إيران أعتقد أن هذه المحاولات بائسة؛ بشار الأسد في الأساس لا يملك من أمره شيئاً نحن اليوم أمام احتلال إيراني حقيقي بكل معنى الكلمة الإيراني هو صاحب القرار وليس بشار الأسد".

ونوه بالقول "بالتالي إسرائيل أدركت هي والولايات المتحدة الأمريكية أن هذا الإيراني كان ينسق ما تحت الطاولة مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل كان هناك تنسيق، إيران لن تدخل في العراق وبشكل خاص إلى الموصل إلا بإرضاء الطيران الأمريكي، عندما دخلت الميليشيات الإيرانية ومعها الحشد الشعبي العراقي حتى عند دخولها إلى سورية دخلت في وضوح الشمس وجاورت القوات الأمريكية شرق الفرات اليوم القوات الأمريكية مجاورة للقوات الإيرانية التي تهيمن على كل سورية في شرق الفرات وبالتالي هذا الموضوع تأثيره على الملف السوري كبير جداً".

يشار إلى أن عدداً من الدول الغربية أعلنت عن رفضها إعادة النظام السوري للجامعة العربية والتطبيع معه دون مقابل في موضوع الحل السياسي وعودة اللاجئين وإطلاق سراح المعتقلين

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد