لماذا تصر قطر على موقفها الرافض من التطبيع مع الأسد؟
نداء بوست-خاص-إسطنبول
في جدة فتحت الأبواب على مصراعيها أمام وزراء خارجية سبع دول عربية لمناقشة عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، ولا تفاصيل تذكر سوى أن العرب على عجلة من رؤية بشار الأسد يجلس على مقعد في الجامعة العربية بعد سنوات طوال من القطيعة للنظام المجرم الذي قتل شعبه، ولا فرصة للحوار معه كلمات قالها ذات مرة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لكن يبدو أن متغيرات قد أحدثت انقساماً كبيراً ومتابيناً في الآونة الأخيرة، هي فصل جديد في كتاب عربي كبير تسقط وتسقط معها أشياء كثيرة في تاريخ القضية السورية التي كتبت بتاريخ دموي حافل من نظام الأسد الذي حط قبل عدة أيام ضيفاً في جدة ممثلاً بوزير الخارجية فيصل المقداد بدأت بتصريحات سياسية في الأروقة الدبلوماسية تلتها ابتسامات واستقبال حار في مطار المملكة ما هي الوعود الذي قطعها الجانبان، وماذا كان في جعبتهم ليعقد اجتماع ممثل بسبع دول عربية يناقش اليوم قضية إنسانية وإقليمية ودولية ليخرج الأسد من عزلته على حساب قضية الشعب السوري الذي كان رمزاً لثورته التي لا تزال في قلوبهم حتى وإن فرقها الإخوة العرب.
وفي ساعات متأخرة من مساء اليوم يبدأ الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن في جدة، نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي استقبل الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، والعماني بدر البوسعيدي، والكويتي سالم عبد الله الجابر الصباح، والعراقي فؤاد حسين لدى وصولهم مطار عبد العزيز الدولي.
في إطار المساعي العربية لإعادة سورية للمحيط العربي بعد يومين فقط من زيارة وزير خارجية النظام السوري تلبية لدعوة نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان وذلك لأول مرة منذ 2011، والخروج ببيان مشترك يؤكد بدء إجراءات إعادة الخدمات القنصلية.
الموقف القطري
تفترق المواقف وتتبدل الأحوال على الطاولة السياسية فتارة تجتمع على رأي واحد وأخرى تختلف اختلافاً جذرياً هنا يفترق الموقف القطري والسعودي اللذان اجتمعا سابقاً على تجميد عضوية سورية باستخدام الفيتو العربي لكن قطر لها رأي آخر لا عودة للنظام ولا تطبيع مع الأسد ومواقف ثابتة في الشدائد تحييها بين التصريح والآخر وبين اللقاء والسؤال، لا شيء يختلف من بادئة الأمر فدولة قطر التي وقفت إلى جانب الشعب السوري منذ 12 عاماً ومتمسكة بمطالبه ليحقق أهدافه وفق حل سياسي شامل وفق التصريحات التي أدلها بها المتحدث باسم وزارة الخارجية القطري ماجد الأنصاري الذي اعتاد على التشديد بأن الموقف القطري حيال القضية السورية بأنه موقف ثابت لن يتغير.
وتعليقاً على ذلك قال مدير مركز "جسور للدراسات" محمد سرميني: "تؤكد قطر اليوم موقفها الداعم لنداءات الشعب السوري ومطالبه بالحرية والكرامة، والتي تقتضي تغيير النظام السوري لسلوكه وانخراطه الفعلي والجاد في العملية السياسية. الأمر الذي كان سبباً في الموقف العربي والدولي من النظام السوري وهو الشرط القطري لعودة النظام لجامعة الدول العربية".
وأضاف سرميني: كان موقف قطر واضحاً ومتقدماً منذ الأيام الأولى للثورة السورية، وكانت المؤسسات الإعلامية من الدوحة من أهم وأكثر المناصرين للمظاهرات السلمية وللحراك الشعبي المطالب بالحرية والكرامة، بالتزامن مع الموقف السياسي الرسمي الذي لم يتردد في موقفه من دعم الشعب في مقابل انتهاكات النظام.
كما أشار سرميني في حديثه قائلاً: وعلى مستوى الدعم الإنساني والإغاثي واللوجستي بقيت قطر بجانب السوريين، ولم يتردد أو ينخفض هذا الدعم للشعب السوري وللثورة السورية رغم الظروف الصعبة التي مرت بها الدوحة، الأمر الذي يؤكد أن الموقف القطري سابقاً وحالياً نابع من موقف مبدئي وليس من مصالح خاصة.
وختم سرميني بقوله: بالتأكيد تعمل قطر كما جميع الدول على تقدير المصالح والمفاسد في العلاقات الدولية والمواقف من الفاعلين، وهي بذلك إلى جانب الموقف المبدئي في القضية السورية تعلم أن النظام لا يمكن بناء أي علاقة معه ما لم يستجب لتغيير حقيقي في سلوكه، وهذا ما ستعود له باقي الدول بعد المزيد من التجريب مع هذا النظام".