لماذا تستميت "قسد" للسيطرة على بلدة ذيبان شرق دير الزور؟

لماذا تستميت "قسد" للسيطرة على بلدة ذيبان شرق دير الزور؟

تشهد محاور بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي مواجهات واشتباكات عنيفة بين مقاتلي العشائر العربية و"قسد"، وسط محاولات من قبل الأخيرة لاقتحامها.

وبحسب مصادر محلية فإن مقاتلي العشائر تصدوا لعدة محاولات اقتحام نفذتها "قسد" منذ صباح اليوم الثلاثاء، كما كبدوا القوات المهاجمة خسائر كبيرة.

وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مرئية تظهر الاشتباكات الدائرة بين أبناء العشائر وبين عناصر "قسد" على أطراف البلدة، وسط قصف مكثف بقذائف الهاون يستهدف الأحياء السكنية.

بلدة ذيبان

تقع بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يفصل بين مناطق سيطرة "قسد" ومناطق سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية غرب الفرات.

[caption id="attachment_81203" align="aligncenter" width="764"]خريطة توضح موقع بلدة ذيبان خريطة توضح موقع بلدة ذيبان[/caption]

وتقول مصادر محلية إن شيخ عشيرة العكيدات إبراهيم خليل الهفل الذي يعتبر قائد الحراك ضد "قسد" في ريف دير الزور، يتواجد في البلدة (مسقط رأسه) ويشارك في معارك الدفاع عنها.

وخلال الساعات الماضية تمكنت "قسد" من السيطرة على بلدة حوايج غرب ذيبان وعلى نقاط أخرى شمالها.

كما بدأت "قسد" ظهر اليوم الثلاثاء معركة للسيطرة على المنطقة الواقعة بين بلدتي الطيانة وذيبان شمال شرقي الأخيرة.

معركة الحسم

قال مصدر من مقاتلي العشائر في بلدة ذيبان في تصريح خاص لـ"نداء بوست" إن "قسد" تعتبر أن السيطرة على البلدة بمثابة حسم المعركة لصالحها.

وأوضح المصدر أن خطة "قسد" باتت مكشوفة وهي محاصرة ذيبان والتقدم من طريق جسر الميادين من جهة حوايج، وكذلك التقديم من جهة الطيانة وحقل العمر.

وعن سبب إصرار "قسد" على السيطرة على ذيبان، قال المصدر إن ذلك يعود إلى رغبتها في تضييق الخناق على مقاتلي العشائر وعلى الشيخ إبراهيم الهفل، ودفعهم نحو الضفة الأخرى من نهر الفرات.

كما أوضح أن "قسد" تعتقد أنه بحصارها لذيبان لن يبقى لمقاتلي العشائر خيار سوى التوجه نحو مدينة الميادين الواقعة تحت سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية، وبذلك تكون أثبتت أمام المجتمع الدولي والمحلي صحة مزاعمها بأن الحراك مدعوم من إيران.

المصدر شدد على أن خيار اللجوء نحو مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية غير موجود على أجندة مقاتلي العشائر، كما أكد أنه من غير الممكن حدوث ذلك ولو كلف الأمر التضحية بأرواحهم.

كما أشار المصدر إلى أن قادة الحراك العشائري والمشاركين فيه كانوا من أوائل الأشخاص الذين ثاروا ضد النظام السوري عام 2011، ومن غير المقبول بالنسبة لهم العودة إليه تحت أي ظرف كان.

الجدير بالذكر أن "قسد" أصدرت يوم أمس بياناً اتهمت فيه الهفل بأنه "رأس الفتنة" وأنه مرتبط بإيران والنظام السوري، وهو ما ينفيه شيخ عشيرة العكيدات والمجتمع المحلي الذي يؤكد ثورية الهفل ومعارضته للنظام.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد