لماذا انتقد رئيس تيار المستقبل السوري مسرحية "مولانا" لـ نوار بلبل؟
انتقد الدكتور زاهر بعدراني رئيس تيار المستقبل السوري مسرحية "مولانا" التي قدمها الممثل المعارض نوار بلبل في إسطنبول خلال اليومين الماضيين معتبراً "أنها تحمل في طياتها إساءة كبيرة" لحساسيات عدة.
وتروي المسرحية قصة "عابد الدمشقي"، وما يُعانيه من اضطرابات وضغوطات بسبب تمايُز أفكاره عن المُحيط وانتفاضته ضد واقع الاستبداد السلطوي والمرتبط بقناعاته الدينية. وعُرضت في "مركز زبيدة هانم الثقافي" بالتعاون بين "منتدى حرمون" و"منصّة لاسين" الفرنسية.
ومن بين ما كتبه بعدراني في منشور له على "فيسبوك" قوله: لم أحضر في حياتي كلّها مسرحيةً ملخّصها الإساءة الظاهرة والباطنة، التّرميزية والجليّة البيّنة. وأضاف مشيراً إلى "تزويرٍ للتّاريخ والحقائق، والطّعن بثوابتِ الأسرة…بحضورِ جمعٍ غفيرٍ من النّساء والأطفال.
وانسحب بعدراني من العرض في منتصفه على مرأى الجميع، مضيفاً "هذا حالنا بعد اثني عشر عاماً من الغربة والاغتراب! هذه المسرحية صدقت في أمر واحدٍ وهو: أنها عرضت ما وصل إليه حالنا اليوم كسوريين".
المسرحية كُتبت قبل الثورة
تتحدث المسرحية، وهي عرض مونودرامي (عرض الشخصية الواحدة) مدته (90 دقيقة) عن "عابد"، مواطن سوري معدوم الحال ووحيد، ويعاني من ضغوطات واضطرابات نفسية حادة. يذهب إلى مزار الشيخ محي الدين بن عربي في دمشق بحثاً عن السكينة، فيجلس قرب قبره ويحدثه عن الظلم والظالمين.
لا تتضمن المسرحية أي إشارة إلى الثورة السورية، وتكتفي بتناول واقع الإنسان السوري والاستبداد والطغيان الذي كان يمارس عليه قبل اندلاعها ما يشي أن ذاك الزمن لم يكُن سوى قبضة أمنية مفروضة على سائر أفراد المجتمع.
وكان نوّار بُلبل (1973)، أدى عمله المسرحي "مولانا" لأوّل مرّة عام 2017 بعد أن أجرى فيه بعض التعديلات عن نصّ كان قد كتبه المُخرج فارس الذهبي قبل ذلك بعشر سنوات أي قبل الثورة.
والجدير بالذِّكر أنّ المسرحية كانت قد شاركت، خلال السنوات الماضية، في أكثر من مهرجان مسرحي حول العالَم، منها: مهرجان "أفينيون" الدولي في فرنسا عام 2019، و"مهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب" برام الله العام الماضي.