لم ولن نيأس".. حوار مع "بيدرسون" يضيء نقاطاً جوهريةً في الملفّ السوري

لم ولن نيأس".. حوار مع "بيدرسون" يضيء نقاطاً جوهريةً في الملفّ السوري

أدلى المبعوث الأممي الخاصة إلى سورية غير بيدرسون، بتصريحات مُوسَّعة بشأن الملف السوري، أجاب من خلالها على عدد من التساؤلات المتصلة بالملفّ وتفاعُل الأطراف المختلفة معه.

وقال بيدرسون في حوار مع منصة "المجلة": إن هناك فرصة يجب استثمارها لبناء الثقة والبدء بالسير نحو حل سياسي في سورية.

وأشار المبعوث الأممي إلى ضرورة التقاطع بين جميع المبادرات ومشاركة الأطراف الفاعلة في سورية.

ولفت إلى أن هناك إجماعاً بين الأطراف على أمرين، وهما: عدم قدرة أي طرف بمفرده على حل الأزمة، وعدم القبول باستمرار الوضع الراهن.

وتحدث بيدرسون عن الحاجة لدفع عملية التسوية للأمام من خلال مبادرة "خُطوة مقابل خُطوة".

كما يجب "إقناع الحكومة في دمشق بأن الوقت قد حان لإنهاء المأساة التي استمرت لوقت طويل جداً" وَفْق قوله.

وتطرق بيدرسون في حديثه إلى أهمية الدور العربي في الدفع بالقضية السورية قُدُماً نحو حل قضايا النازحين واللاجئين، تحت مظلة أممية.

كما تحدث عن ضرورة توافُر “عامل الثقة” بين الأطراف الرئيسية إقليمياً ودولياً.

ورأى أن "العرب والأمريكيين والإيرانيين والأتراك والروس يستطيعون المساهمة بشكل إيجابي".

ولفت إلى أن دوره هو "فهم نقاط الخلاف، وكيفية تقديم شيء جديد، بحيث يتم تحقيق تقدُّم بشكل متراكم وصولاً إلى بحث القضايا الجوهري."

وكذلك أعرب بيدرسون عن أمله في الوصول إلى "وضع نعالج به تطلعات الشعب السوري واستعادة سيادة سورية ووحدتها واستقلالها”، والتوصل لـ“حل يلبي طموحات الشعب السوري".

لم ولن نيأس

في السياق، قال بيدرسون: "مهما كانت المهمة صعبة ومليئة بالتحديات، لم ولن نيأس.. ولن نستسلم، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاه الشعب السوري".

وأضاف: "لقد قلت دائماً إن لدينا كثيراً من أصحاب المصالح في سورية، أصحاب مصالح أجانب، بإمكان أي منهم منع أو عرقلة التسوية، ولكن لا يمكن لأي طرف منهم بمفرده القيام بالتسوية".

ووفقاً للمبعوث الأممي، فإنه "لا يسعنا بالتأكيد سوى أن نرحب بالمبادرات المختلفة، لأنه لا يمكن لأي طرف بمفرده حل النزاع".

وكذلك "يجب على جميع الأطراف الفاعلة فهم ذلك، وهذا التحليل ناتج عن الحقائق الجيوسياسية"،
والتي تؤكد أن "الحل الشامل ليس ممكنا في الوقت الحاضر".

وفي الوقت ذاته، لا ينبغي قبول الوضع الراهن، فبحسب بيدرسون "نحن بحاجة للبحث عن طرق يمكن من خلالها دفع عملية التسوية قُدماً من خلال مقاربة خُطوة مقابل خُطوة وبشكل تدريجي".

المبادرة العربية

أكد بيدرسون أن هنالك اهتماماً عربياً متجدداً بحل "الأزمة السورية".

وتابع: "لم أرَ مثل هذا الاهتمام من الدول العربية الفاعلة في المنطقة منذ وقت طويل. ومن الأهمية بمكان القول بأن الصراع السوري هو في المقام الأول شأن سوري".

وثانياً هو شأن عربي، وبالنسبة للأمم المتحدة، لا يوجد شك في أهمية الدور الذي تلعبه المنظمات الإقليمية في حل النزاعات.

وبالتأكيد فإن الدول العربية تلعب دوراً محورياً في هذا "الصراع"،
وأشار بيدرسون إلى أنه ثمّة أسباب كثيرة جعلت الدول العربية تعود مرة أخرى إلى الملف السوري، وهذا بالنسبة له أمر مهم للغاية.

"خطوة مقابل خُطوة"

أعرب بيدرسون عن ترحيبه وبشدة بكون العرب لا يكتفون بالإشارة للقرار رقم 2254، بما في ذلك أهمية إعادة انعقاد اللجنة الدستورية والمصالحة الوطنية.

وإضافة لذلك يشيرون أيضاً إلى مقاربة "خطوة مقابل خُطوة"،
بالإضافة لحقيقة وجود إجماع واسع حول هذه المقاربة، وينطلق هذا الإجماع من حقيقة أن
الوصول إلى حل شامل في الوقت الراهن أمر صعب.

وبالتالي فإن الأمر بحاجة للمضيّ قدماً من خلال خطوات قابلة للتطبيق بصورة تدريجية.

وأشار إلى أنه هو من طوّر مفهوم "خُطوة مقابل خُطوة"، ولكن الولايات المتحدة والاتحاد الروسي
هما من استخدما ذلك المصطلح بالفعل في مايو/ أيار 2019.

https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1651678614318993408?t=6JemI_GWV1aBr6-qA68yHw&s=19

وأضاف أن الأردن على وجه الخصوص قام بتطوير هذا المصطلح،
وكذلك توقع أنه سيكون هناك تواصُل مع لجنة المتابعة العربية حول كيفية المضيّ قدماً فيما يخص هذا الشأن.

وهناك طرق مختلفة للنظر إلى مسألة خطوة مقابل خطوة، لكن يجب طرح الموضوع بطريقة تخص حياة السوريين.

وأكد أن هناك قضايا متعلقة بملف المعتقلين والمفقودين،
وربما قضايا متعلقة بالتجنيد الإجباري، وقضايا تتعلق بالسكن والأرض وحقوق الملكية والوثائق المدنية.

وعلى الجانب الآخر، هناك قضايا تتعلق بكيفية تقديم المساعدات الطبية والدوائية والزراعية والصناعية، ودور العقوبات في ذلك.

أمران يخصان اللاجئين

بحسب بيدرسون، هناك أمران يخصان اللاجئين ويؤثران في قرارهم بالعودة وهما: نقص سبل العيش في سورية، وانعدام الأمان والأمن في بلدهم.

وكذلك هناك قلق إزاء نقص الخدمات الأساسية، والخدمة العسكرية الإلزامية وسلوك المؤسسات.

وكل ذلك أمور مهمة بالنسبة للعملية السياسية، وكما تبين من استطلاع للرأي فإن اللاجئين يتحدثون عن قضايا بعضها
في أيدي النظام السوري والبعض الآخر بأيدي الدول الأخرى.

كما أوضح أنه إذا بدأت سلطات النظام السوري معالجة قضايا النازحين والمهجرين وإذا قام المانحون بمعالجة
قضايا تخص توفير سبل العيش لكل السوريين،
فإن ذلك سيُسهم في تغيير الواقع على الأرض والتحرك لخلق بيئة آمنة وهادئة.

ووفقاً للمبعوث الأممي، فإن هدفه هو إقناع النظام السوري والمجتمع الدولي بالتحرك إزاء هذه القضايا.

وفي الختام شدد بيدرسون على ضرورة التنسيق، كي تمضي هذه المبادرات قدماً بشكل منسَّق، مضيفاً أنه يعمل مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية بهذا الخصوص.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد