لجنة دولية تتهم الأمم المتحدة ونظام الأسد بتأخير إيصال المساعدات لمتضرري الزلزال

لجنة دولية تتهم الأمم المتحدة ونظام الأسد بتأخير إيصال المساعدات لمتضرري الزلزال

اتهمت لجنة تحقيق دولية -عيّنتها الأمم المتحدة- الأمم المتحدة نفسها وحكومة النظام السوري وجهات فاعلة أخرى بالمسؤولية عن تأخير إيصال المساعدات الطارئة إلى السوريين بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية، في 6 شباط الماضي وفقاً لوكالة "رويترز".

ونقلت الوكالة عن رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية، باولو سيرجيو بينيرو قوله: "على الرغم من وجود العديد من الأعمال البطولية وسط المعاناة، فقد شهدنا أيضاً إخفاقاً شاملاً من قِبل الحكومة والمجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، في توجيه الدعم المنقذ للحياة بسرعة إلى السوريين في أشد الحاجة". وَفْق رئيس اللجنة في بيان.

وأشار بيان رئيس اللجنة إلى أن الجهات المذكورة أعلاه فشلت في الاتفاق على وقف الأعمال العدائية والسماح بالمساعدات المنقذة للحياة من خلال أي طريق متاح، مما جعل السوريين يشعرون "بالتخلي عنهم والإهمال من قِبل أولئك الذين يُفترَض بهم حمايتهم، في أكثر الأوقات يأساً".

بدورها، كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في تقرير أن الزلزال الأخير كشف عن مدى توغل النظام السوري في المنظمات الأممية، وعمل مقربين من الأسد في مكاتب الإغاثة.

وقالت الصحيفة: إن التباطؤ في إيصال المساعدات الدولية إلى مناطق المعارضة بعد الزلزال “برهنَ على سلوك منتظم يتبعه نظام الأسد في استخدام المساعدات وسيلة لإجبار الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على تقديم تنازُلات تعود بالنفع على النظام وشركائه”.

وقال 4 أشخاص مطلعين على ملف الإغاثة: إن ابنة حسام لوقا، رئيس المديرية العامة للمخابرات السورية المُعاقب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا لارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان، تعمل في مكتب الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة في دمشق.

ولفت التقرير إلى أن الأمم المتحدة لا تكشف معلومات شخصية عن موظفيها، لكن “جميع الموظفين يُعينون وفقاً لإجراءات توظيف صارمة.

وبحسب التقرير فإن سوابق التوظيف تشير إلى أن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة النظام السوري سمحت بتوظيف أقارب لبعض رموز النظام ومواليه في صفوفها.

بدورها، اعترفت وكالة الأمم المتحدة بتقصيرها مشيرة إلى أنها خذلت أكثر من خمسة ملايين مدني يقيمون في منطقة شمال غربي سورية، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل أسبوع.

وأشار وكيل الأمين العامّ للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بالقول: "لقد خذلنا الناس في شمال غربي سورية، إنهم محقون في الشعور بالتخلي عنهم".

وأضاف في تغريدة على تويتر: "أبحث عن المساعدة الدولية التي لم تصل، واجبي هو تصحيح الفشل بأسرع وقت ممكن، هذا هو تركيزي الآن".

ولم تستجب الأمم المتحدة لنداءات الاستغاثة التي أطلقها السوريون والمنظمات الإنسانية وفِرَق الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة يوم الاثنين الماضي.

وبعد أربعة أيام من وقوعه أرسلت الأمم المتحدة قافلة مساعدة مؤلفة من 14 سيارة عَبْر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وبررت موقفها ذلك بأن الطرق كانت مقطوعة.

وبرر نائب المتحدث باسم الأمين العامّ للأمم المتحدة فرحان حق، تلكؤ المنظمة الدولية في إغاثة المنكوبين والمتضررين من الزلزال بالادعاء بأن سبب التأخر في إدخال المساعدات الإنسانية إلى منطقة شمال غربي سورية هو الطرق المتضررة جرّاء الزلزال.

وعن عدم إرسال الأمم المتحدة معدات وآليات هندسية لرفع الأنقاض وإنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من الضحايا، قال حق: إن المنظمة لا تمتلك معدات إنقاذ يمكن إرسالها إلى الشمال السوري.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد