لبنان بين بؤر التوتر وواحات الاستقرار

لبنان بين بؤر التوتر وواحات الاستقرار

أبدى مصدر دبلوماسي خشيته من انسداد أُفق الحلول للأزمات التي تعصف بلبنان. واعتبر أن استعصاء إيجاد قواسم مشتركة قد يؤسس لعصيان شعبي تسقط تحت وطأته كل الضوابط والمعادلات الداخلية الهشة مع تزايد النقمة على مختلف الصعد. واعترف المصدر بفشل جميع الطروحات والوساطات المحلية والدولية في تحقيق أي مخرج، سواء على صعيد التوتر الجنوبي ومخاطر توسّعه أو الشغور الرئاسي وتداعياته. حيث يشكّل الثنائي أحد طرفَي النزاع في جميع العناوين الكبرى وكافة التفاصيل المرتبطة بها.

وتابع المصدر الدبلوماسي بأن لبنان يتنازعه مشهدان متناقضان لا يمكن لهما إلا أن يؤديا إلى الاصطدام، فمن جهة تقرع طبول الحرب. وتعلو أصوات القصف المتبادل، وعلى مسافة غير بعيدة تشهد المناطق اللبنانية حياة شِبه طبيعية واستقراراً ينعكس بدورة اقتصادية مستقلّة عن أحداث الجنوب. وتتجاوز الشغور الرئاسي والشلل النيابي والحكومي في ما يشبه إقامة إدارة محلية غير معلنة تفصل بين الوضع المعيشي والأزمة السياسية التي تعصف بلبنان.

https://nedaa-post.com/?p=88638

واعتبر المصدر الدبلوماسي أن حيوية الشعب اللبناني لها الأثر والفضل في استثمار الاستقرار الذي توفّره مظلّة الأمن الشرعي وتوافر الحد الأدنى من مقومات الدولة المدعومة بالقطاع الخاص. وهذا التفاوت الحاد بين نموذجين أحدهما برعاية الدولة والآخر تحت سلطة الدويلة من شأنه ترسيخ أمر واقع. وتعزيز قدرة صمود المعارضة في وجه محاولات تغيير وجه لبنان. التي أعطت نتيجة عكسية بتقليص نفوذ محور الممانعة إلى حدود مناطق ومنطق بؤر التوتر والنزاع المسلّح المعزولة عن مناطق وواحات الاستقرار المقبول نسبياً بدعم وإسناد شرعي.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد