كيف بدأت الانتخابات الرئاسية التركية؟... وكيف انتهت جولتها الأولى؟

 كيف بدأت الانتخابات الرئاسية التركية؟... وكيف انتهت جولتها الأولى؟

نداء بوست- خاص- إسطنبول

اشتدت المنافسة بين الأحزاب والقوى السياسية على منصب الرئيس لجمهورية تركيا في نسب التصويت وفي الآراء وفي الشوارع لساعات متأخرة من فجر اليوم ولا أحد يعلم من هو رئيس البلاد القادم وسط مؤشرات مبدئية تشير بتقدم واضح لحزب العدالة والتنمية بنسبة 49.50% على حساب زعيم الحزب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو بنسبة 44.89% كما حصل زعيم تحالف الأجداد سنان أوغان على نسبة 5.17% وزعيم حزب البلد المنسحب محرم إنجه حصل على نسبة 0.44%.

تركيبة الولايات التركية

في بداية السباق الانتخابي أظهرت نسب عالية لصالح زعيم حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في كبرى المدن التركية كمدينة إسطنبول وأنقرة وأضنة لكن الأمر بدا يختلف مع فتح المزيد من الصناديق المغلقة ولم يكن مفاجئاً بالنسبة لمدينة إزمير "قلعة المعارضة التركية" أن تصوت بشكل مباشر لصالح ممثل الطاولة السداسية كمال كليجدار أوغلو وتوزعت النسب أيضاً على بقية المرشحين الآخرين.

شرق الأناضول

المناطق ذات الأغلبية الكردية والمؤيدة لحزب الشعوب الديمقراطية مدن شرق البلاد المعارضة لحزب العدالة والتنمية لمدة عقود من الزمن لخلافات تاريخية مرتبطة بجذور التنظيمات الإرهابية كما تصنفها أنقرة مثل (آغري- سيرت- دياربكر- هاكاري- إيغدير- ماردين- شرناق- موش- فان- باتمان- ألازيغ) .

وهناك ولايات أخرى لم يحقق حزب العدالة والتنمية أكثر من نسبة 50% مثل ولايات (أيدن- جناق قلعة- قرقلر أيلي- تكيرداغ- طونجالي).

وسط وجنوب البلاد

حصل حزب العدالة والتنمية على نسب عالية في بعض المدن مثل كلس غازي عنتاب-عثمانية-كهرمان مرعش-شانلي أورفا- سيفاس-سكاريا-بولو-دوزجة- يالوفا- ريزا-غيرسون لكن حزب العدالة والتنمية لم يحقق النسبة المطلوبة للفوز برئاسة البلاد إذ ينص دستور البلاد على أن يحصل المرشح على نسبة 50% +1 وبالتالي خسارة المدن الكبرى مثل العاصمة أنقرة وإسطنبول وإزمير وأضنة لم يحالف العدالة والتنمية الحظ بعدد أصواتها فهي غير الكافية لحسم الجولة الأولى من الانتخابات التركية 2023.

وعلق المحلل والباحث السياسي " بكير أتاجان" على ذلك بقوله: "إن الجولة الثانية ستكون في 28 أيار الشهر الحالي وبالرغم من عدم الحصول على النسبة الكافية للفوز وحسم الجولة الأولى لكن حزب العدالة والتنمية فاز على المعارضة التركية وبجدارة".

وأضاف أتاجان: المعارضة التركية فشلها كان ذريعاً في هذه الانتخابات واعتقد أن هناك انشقاقات وخلافات ستحدث بين الأحزاب المعارضة بسبب غياب القوة والآلية السياسية الواضحة في العملية الانتخابية وبالتالي لم تحقق المعارضة أي شيء أمام حزب العدالة والتنمية".

ورأى المحلل أتاجان أن الأرقام تشير إلى رقم قياسي بالنسبة للظروف التي عصفت البلاد قبل شهور منها كارثة الزلزال والتضخم والأزمات الاقتصادية وبالتالي استطاع الحزب الحاكم الوقوف بثبات بنسبة مستقرة ومستمرة".

وتعليقاً على تصريحات زعيم تحالف الأجداد سنان أوغان قال أتاجان: نعم يظن أنهم حققوا فوزاً بانتزاع بعض الأصوات من حزب العدالة والتنمية لكن هذا لن يغير شيئاً، ما زال الرئيس رجب طيب أردوغان يمتلك القوة وعدد أصوات كافياً وهذا نجاح بحد ذاته".

وبدأ السباق الانتخابي يوم الأحد 14 أيار بتنافس ثلاثة مرشحين هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وأبرز الخصوم السياسيين في تركيا رئيس حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو" ومرشح تحالف الأجداد "سنان أوغان" قبل أن يعلن مرشح حزب البلد محرم إنجه انسحابه، الأمر الذي خلط الأوراق السياسية قبل الانتخابات التركية وسط ذهول من أنصار حزب البلد الذي كان من المتوقع أن يتيح فرصة كبيرة لعقد جولة ثانية من الانتخابات في 28 من شهر أيار.

التحالفات الحزبية التركية

ويخوض الانتخابات الحالية عدد من التحالفات:

التحالف الجمهوري من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى وحزب "الرفاه من جديد". كما أن التحالف يدعم بشكل غير رسمي حزب "هدى بار" الكردي الإسلامي وحزب اليسار الديمقراطي، وهذان الحزبان قدّما مرشحيهما في قوائم حزب "العدالة والتنمية".

أما تحالف الأمة فيتكون من 6 أحزاب هي: الشعب الجمهوري، والحزب الجيد، والمستقبل، والسعادة، ودواء، والديمقراطي، وهو أكبر تكتل معارض، ومرشحه كمال كليجدار أوغلو ويعتبره البعض منافساً قوياً للرئيس التركي أردوغان.

تحالف "الجهد والحرية"، ويقوده حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي قرّر خوض الانتخابات باسم حزب اليسار الأخضر للهروب من دعوى إغلاق الحزب أمام المحكمة الدستورية العليا، ويضم التحالف أيضاً حزب العمل التركي، ويحظى بدعم أحزاب يسارية اشتراكية كردية صغيرة.

وتحالف الأجداد يضم حزبَي العدالة والنصر، وهو تحالف قومي متطرف يستهدف المهاجرين غير النظاميين والأجانب، ويضم حزب الحركة الشيوعية والحزب التركي الشيوعي والحزب اليساري.

ينص القانون التركي في الانتخابات الرئاسية على أن المرشح لهذا الاستحقاق يتوجب عليه الحصول على نسبة 50% زائداً واحداً من أصوات الناخبين على الأقل للفوز، وفي حال عدم حصول أي مرشح رئاسي على هذه النسبة، فإن الانتخابات تنتقل إلى دورة ثانية تجرى بين أكثر مرشحين حصَلاَ على النسبة الأعلى.

https://nedaa-post.com/?p=74250

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد