كيف بدأت الاشتباكات في السودان ومَن الذي يسيطر على الميدان؟
نداء بوست- خاص- إسطنبول
استفاقت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم السبت على أصوات الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد تحوُّل السجال السياسي إلى معركة بين الطرفين. كما أن الحل العسكري بدأ يفرض نفسه على أرض الواقع وسط مخاوف تنذر بجمود العملية السياسية ويعتقد محللون أن العملية السياسية ستتجمد إلى حين انتهاء المواجهات العسكرية.
وفي السياق ذاته تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن بَدْء المعركة وسط معلومات متضاربة بشأن مسار الاشتباكات العسكرية.
وقال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في تصريح خاص لقناة "الجزيرة": إنهم لا يزالون يحكّمون صوت العقل، ويدعون قوات الدعم السريع لسحب قواتها من الخرطوم إلى الولايات التي أتت منها"، مضيفاً أن قوات من الدعم السريع تسللت إلى مطار الخرطوم عبر صالة الحج والعمرة، وأحرقت طائرات رابضة في المطار".
وحمّل البرهان قوات الدعم السريع المسؤولية بالمبادرة في الهجوم عندما تحرشت بقوة من الجيش قرب المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم في التاسعة صباحاً، قبل أن تهاجم مقر إقامته بداخل مقر القيادة العامة للجيش بوسط العاصمة مؤكداً أن الأوضاع تحت السيطرة "ولديهم احتياطات جيدة وقواعد في خارج الخرطوم يمكن استدعاؤها في حال استمرار القتال".
وفي السياق ذاته قال قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في تصريحات للجزيرة مباشر: إن الجيش بدأ الحرب بمحاصرة قواته في منطقة سوبا جنوبي الخرطوم ومهاجمتها بقوات كبيرة.
كما حمّل حميدتي قائد الجيش البرهان المسؤولية، ووصفه بأنه "مراوغ وكذّاب"، وأضاف إن "قواته سيطرت على مقر قيادة الجيش والقصر الجمهوري وبيت الضيافة الذي يوجد به منزل البرهان، وسيطرت على مطارات الخرطوم ومروي والأبيض في ولاية شمال كردفان، ودمرت سلاح الطيران وحيّدته تماماً وأسروا نحو 100 ضابط وأكثر من ألف جندي".
كما أشار إلى أن المعركة لن تتوقف حتى يسيطر على كل مقارّ الجيش وقواعده، متعهداً بملاحقة البرهان وتقديمه للعدالة، ومتهماً إياه بتدمير السودان.
وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم وعدة مدن سودانية اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والدعم السريع، حيث أغلق الجيش الجسور والطرق المؤدية للقصر الرئاسي وسط الخرطوم بالمدرعات الثقيلة، كما نشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان.
وعطل البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي استكمال انتقال السلطة إلى المدنيين عبر اعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وغالبية القادة المدنيين وتعليق عمل مجلس السيادة.
ورغم توقيع البرهان وحمدوك اتفاقاً سياسياً يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهُّد الطرفين بالعمل سوياً لاستكمال المسار الديمقراطي، إلا أن قوى سياسية ومدنية رفضت الاتفاق معتبرة أنه "محاولة لشرعنة الانقلاب".
وتشهد مختلف المدن السودانية حالة من الاحتقان الشعبي رفضاً للحكم العسكري مطالبةً بتسليمه بشكل كامل للمدنيين.