قطر: الاحتياجات الإنسانية بسورية لا زالت تبلغ مستويات كارثية

قطر: الاحتياجات الإنسانية بسورية لا زالت تبلغ مستويات كارثية

أعلنت دولة قطر عن تعهدها بتقديم 75 مليون دولار أمريكي للمساهمة في توفير الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري.

وذكرت الدوحة أن المساعدات القطرية للسوريين منذ بداية الأزمة تجاوزت ملياري دولار أمريكي سواء من خلال المساعدات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني والجمعيات الانسانية والخيرية والمؤسسات المانحة القطرية.

وجاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقاها سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أمس، أمام الاجتماع الوزاري لمؤتمر بروكسل السابع حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة".

وذكر المريخي، أنه "إلى حين تسوية الأزمة بشكل نهائي، تستمر الاحتياجات الإنسانية الهائلة للملايين من المدنيين السوريين بمن فيهم اللاجئين والنازحين داخلياً".

وهذا ما يتطلب جهوداً ضخمة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمانحين.

وشدد على أن الاحتياجات الإنسانية لا زالت تبلغ مستويات كارثية، إضافةً إلى ما شكّله زلزال هذا العام من عامل مفاقم للأزمة الإنسانية.

وكذلك أكد أن دولة قطر سارعت بعد الزلزال مباشرة إلى الاستجابة الطارئة للإنقاذ والإغاثة، وتقديم المساعدات.

وتجاوزت قيمة المساعدات 150 مليون دولار.

وتابع: "كما وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية مع رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد)، لدعم مشروع إنشاء مدينة متكاملة في شمال سوريا، لفائدة 70 ألف شخص".

وأكد أنه ينبغي لكل الجهود المبذولة بخصوص الحالة في سوريا أن تساهم في إنهاء الأزمة على نحو يحفظ وحدة سوريا الوطنية ووحدة أراضيها وسيادتها واستقلالها.

وإضافة لذلك استعادة الاستقرار والأمن والسلام المستدام فيها وفي محيطها.

ما المطلوب للتوصل إلى حل؟

شدد المريخي على أن التوصل إلى حل يستوجب التسوية السياسية على أساس ما تم التوافق عليه من معايير بما في ذلك إعلان جنيف-1.

كما يتطلب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254 لسنة (2015) الذي رسم معالم التسوية السياسية التي ترسي أسس السلام والاستقرار المستدامين.

ولفت المريخي إلى حرص دولة قطر على المشاركة سنوياً على مستوى رفيع في هذا المؤتمر الهام (بروكسل) في إطار دورها النشط المعروف في مجال تقديم المساعدة الإنسانية.

وكذلك انطلاقاً من واجبها الأخلاقي تجاه الشعب السوري للتخفيف من معاناته التي طال أمدها.

قضايا أخرى بمعزل عن المساعدات

وتابع: "إضافة إلى مسألة المعونات، فإن هناك عدداً من الجوانب الإنسانية للأزمة التي ينبغي تسويتها، خاصة القضايا التي لا زالت مستمرة إلى اليوم".

ومن ضمن ذلك قضية الأشخاص المفقودين، فهذه القضية تتسبب بمآسي مستمرة للآلاف وللأسر التي تتضاعف معاناتها نتيجة لفقد الأحبة وعدم معرفة مصيرهم.

وأشار إلى أنه لا بديل عن إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة لإدخال المساعدات الإنسانية المنقِذة للحياة إلى المدنيين.

كما أن هناك ضرورة للعمل على تدابير بناء الثقة بشكل عملي من أجل ضمان وتيسير العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين والنازحين إلى منازلهم وممتلكاتهم.

وشدد على وجود حاجة لإيلاء اهتمام للعدالة والمصالحة الوطنية وضمان الإنصاف ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم بغض النظر عن انتماءاتهم.

ونوّه بأن معالجة هذه المسائل والأسباب الجذرية للأزمة الإنسانية أمر جوهري من أجل تمهيد الطريق نحو تسوية الأزمة نهائياً والانتعاش المبكر وإعادة الإعمار.

مؤتمر بروكسل

أعلن المشاركون في "مؤتمر بروكسل"، يوم أمس، عن تقديم مساعدات إضافية بقيمة 10.3 مليار دولار لمساعدة الشعب السوري داخل البلاد وفي بلدان اللجوء.

وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مبلغ أولي قدره 560 مليون يورو (600 مليون دولار) لعام 2024، من المقرر أن يرتفع خلال الأشهر المقبلة، مع إضافة مساهمات أخرى.

بدوره، طالب الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المانحين بتقديم 11.1 مليار دولار لدعم المحتاجين في سورية واللاجئين والمجتمعات المضيفة في دول الجوار.

وحذر غوتيريش في رسالة مسجلة إلى مؤتمر بروكسل السابع لدعم مستقبل سورية والمنطقة، من أن المساعدات الغذائية للسوريين ستنخفض، مضيفاً: "لا يمكن أن نستمر على هذه الحال".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد