قسد" تحتكر شراء قمح شمال شرقي سورية وتعجز عن استلام كامل الإنتاج
يواجه الفلاحون في مناطق سيطرة "قسد" صعوبات كبيرة في تسويق محصول القمح بعد عجز "الإدارة الذاتية" عن استيعاب الكميات الكبيرة من إنتاج العام الحالي.
وقال مراسل "نداء بوست": إن مراكز استلام الحبوب التي حددتها "الإدارة الذاتية" في محافظة الرقة امتلأت بالرغم من وجود كميات كبيرة بانتظار دورها ليبدأ الفلاحون بتوريدها.
وأضاف المراسل أن "هيئة الزراعة" في "الإدارة الذاتية" قامت بتحويل أعداد كبيرة من الشاحنات المحملة بالقمح من محافظة الرقة إلى مراكزها في محافظة الحسكة، بعد امتلاء القسم الأكبر من مراكز الحبوب التي حددتها.
"قسد" تضاعف معاناة أهالي شمال شرقي سورية
وبات الفلاحون مضطرين لشحن محاصيلهم إلى محافظة الحسكة، أو تعبئتها بالأكياس المخصصة لها، وفي الحالتين يجدون أنفسهم مجبرين على تحمل تكاليف إضافية تزيد من أعباء وتكاليف الإنتاج التي خسروها طوال العام.
وفي تصريح خاص لنداء بوست قال أحد سائقي الشاحنات الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية: إنه بات ليلته الخامسة أمام مركز الحبوب في حي تل حجر بمدينة الحسكة، وأنه مازال مضطراً للبقاء يومين آخرين حتى تفريغ الحمولة.
ويتابع السائق أن تأخر موظفي "الإدارة الذاتية" في أخذ العينات وتحديد درجات القمح، تسبب بأزمة كبيرة في مراكز الحبوب حيث وصل طول السيارات في دور الانتظار حتى 10 كم أمام بعض المراكز.
ونوه أيضاً إلى أنه كلما زادت فترة انتظاره أمام المركز لتفريغ حمولته، كلما زادت التكاليف التي يخسرها هو والمزارع على حد سواء.
وبعد امتلاء مراكز الكالطة والسلحبية والرافقة وشنينة بنسبة تفوق 80% حسب تصريحات مسؤولي "الإدارة الذاتية"، قامت الأخيرة بتوجيه المزارعين إلى مراكزها في محافظة الحسكة وذلك لتخفيف الضغط على هذه المراكز حسب زعمها.
وبالرغم من إعلان "هيئة الزراعة" التابعة لقسد أن مراكزها قادرة على استيعاب نحو مليون طن إلا أنها بدت عاجزة قبل بدء فلاحي محافظة الحسكة بتوريد محصولهم الزراعي.
ومنذ أن بسطت "قسد" سيطرتها على مساحات واسعة من الحسكة، سيطرت على أهم مراكز الحبوب في المحافظة بعد أن طردت عناصر وموظفي النظام من تلك المراكز.
الجدير بالذكر أن "قسد" تسيطر على مركز حبوب تل حجر الاستراتيجي في محافظة الحسكة ومركز حبوب تل علو بناحية تل حميس بريف القامشلي الذي يعد من أكبر مراكز تخزين الحبوب في سورية إضافة لعشرات المراكز الأخرى.