قد تحل أكبر الألغاز.. ناسا ترصد أضواء خفية على الشمس
تمكن "نوستار”، وهو مقراب أشعة سينية فضائي يرصد عادة الأجسام خارج نظامنا الشمسي، من تقديم رؤى جديدة حول شمسنا، حيث لاحظ علماء وكالة ناسا في أحدث صور لها ضوءاً لم يسبق له مثيل من قبل يشع منها.
وباستخدام “نوستار” (أول تلسكوب فضائي يستخدم للتصوير المباشر للأشعة السينية)، التقطت وكالة الفضاء الأمريكية العديد من الأشعة السينية المنبعثة من المواد الأكثر سخونة في الغلاف الجوي لنجمنا.
ولوحظت أشعة سينية عالية الطاقة في مواقع قليلة فقط، بينما تم الكشف عن الأشعة السينية المنخفضة الطاقة والأشعة فوق البنفسجية عبر وجه كرة الغاز بالكامل.
ويأمل العلماء أن تساعدهم المناظر الجديدة في حل أحد أكبر ألغاز الشمس: لماذا يصل غلافها الجوي الخارجي إلى أكثر من مليون درجة، أي نحو 100 مرة، على الأقل، أكثر من الحرارة على سطحها.
وعادة ما يقضي “نوستار” وقته في التحقيق في ألغاز الثقوب السوداء والمستعرات الأعظمية والأجسام الأخرى عالية الطاقة في الفضاء، ولكن يمكنه أيضاً البحث في الجوار لدراسة شمسنا.
وتظهر الأشعة السينية العالية الطاقة التي شاهدها “نوستار” باللون الأزرق، بينما يمثل اللون الأخضر أشعة سينية منخفضة الطاقة من أداة تلسكوب الأشعة السينية على مركبة Hinode الفضائية، والتي سميت نسبة إلى كلمة يابانية تعني شروق الشمس.
وتظهر الألوان الحمراء الأشعة فوق البنفسجية من مرصد ديناميكا الشمس التابع لناسا.
وجمع “نوستار” 25 صورة للشمس في يونيو الماضي، مما سمح لناسا بتجميعها في صورة واحدة تظهر أضواء ملونة مختلفة تنطلق من السطح.
وجمعت ناسا أيضاً ملاحظات من مهمة Hinode التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية، والتي تظهر باللون الأخضر ومرصد ديناميكا الشمس الذي التقط الضوء فوق البنفسجي باللون الأحمر.
وبينما يشعر علماء الفلك بالحيرة من مصدر حرارة الإكليل، الطبقة الخارجية للشمس، يتكهنون بأنها يمكن أن تأتي من ثورات بركانية صغيرة في الغلاف الجوي للشمس تسمى توهجات نانوية (nanoflares).
وهذه التوهجات هي اندفاعات كبيرة من الحرارة والضوء والجسيمات المرئية لمجموعة واسعة من المراصد الشمسية.
وفي حين أن التوهجات النانوية هي أحداث أصغر بكثير، فإن كلا النوعين ينتجان مادة أكثر سخونة من متوسط درجة حرارة الإكليل (الهالة).
وقالت وكالة ناسا في بيان لها: إن التوهجات المنتظمة ليست متكررة بما يكفي لإبقاء الهالة في درجات الحرارة المرتفعة التي يلاحظها العلماء، ولكن قد تحدث التوهجات النانوية بشكل متكرر أكثر، ربما في كثير من الأحيان بما يكفي لتسخين الهالة بشكل جماعي.
تتم ملاحظة التوهجات النانوية الفردية بسبب ضوء الشمس الحارق، لكن “نوستار” يمكن أن يكتشف الضوء من المادة ذات درجة الحرارة المرتفعة التي يُعتقد أنها تنتج عندما يحدث عدد كبير من التوهجات النانوية بعضها بالقرب من بعض.
وتمكن هذه القدرة الفيزيائيين من التحقيق في مدى تكرار حدوث التوهجات النانوية وكيفية إطلاقها للطاقة.
المصدر: صحيفة ديلي ميل البريطانية