قبرص تكشف عن إعادتها آلاف اللاجئين إلى بلادهم خلال العام الجاري
كشف وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو، عن إعادة أكثر من 11 ألف مهاجر إلى بلادهم خلال عام 2023.
ولفت الوزير القبرصي إلى أن بلاده هي أول دولة أوروبية تعيد عدداً أكبر من المهاجرين الذين رفضت طلبات لجوئهم مقارنة بعدد الذين وصلوا خلال عام واحد.
وأضاف: "هذا يصنف قبرص في المرتبة الرابعة في عمليات الإعادة إلى الوطن بين جميع دول الاتحاد الأوروبي بالأرقام المطلقة"، وفق الإذاعة الحكومية القبرصية.
وأشار إلى أن حوالي ثلثي عمليات العودة للمهاجرين إلى بلادهم كانت طوعية، معتبراً أن سياسية بلاده الأكثر "صرامة"، جعل بلاده "وجهة اقتصادية أقل جاذبية" للمهاجرين غير المؤهلين للحصول على اللجوء أو وضع الحماية الدولية.
ورأى أن الاتفاق الذي توصل إليه زعماء الاتحاد الأوروبي، الأربعاء الماضي، بشأن قواعد جديدة للسيطرة على الهجرة لا يفي بمطلب قبرص بالنقل الإجباري للمهاجرين من دول خط المواجهة التي تتعرض لضغوط من زيادة الوافدين إلى أعضاء الكتلة الآخرين.
وتعتزم الحكومة القبرصية تقديم مقترح رسمي إلى الاتحاد الأوروبي، يطالب باعتبار بعض المناطق السورية "آمنة"، بهدف إعادة بعض اللاجئين السوريين إليها.
ونقلت وكالة رويترز عن وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس إيوانو، قوله إن البدء بمناقشة إعادة تقييم مسألة سوريا، أمر "بالغ الأهمية" بالنسبة لقبرص، التي تشهد تدفقاً كبيراً لطالبي اللجوء، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية تستعد لطرح الأمر رسمياً على بروكسل.
وأضاف: "لدينا خمسة أضعاف المهاجرين في أيدي دولة عضو أخرى على حدود الاتحاد، وتشير البيانات إلى أن معظمهم من سوريا"، وفق وكالة "رويترز".
وتوقع أن تشهد بلاده المزيد من تدفق طالبي اللجوء، في ظل تنامي الصراع بمنطقة الشرق الأوسط.
ولفت يوانو إلى تقرير أصدرته وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء في شباط (فبراير) الماضي، قالت فيه إن محافظتي دمشق وطرطوس "لا يوجد فيهما خطر حقيقي، لتعرض مدنيين لتأثر بشكل شخصي بالعنف العشوائي".
زيادة الدعم
وأكد الوزير القبرصي ضرورة زيادة الدعم إلى لبنان، الذي يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، وتنطلق منه قوارب المهاجرين باتجاه قبرص.
وخلال شهر نوفمبر الماضي، كشفت صحيفة "فيلينيوز" القبرصية، أن السوريين يشكلون 53% من إجمالي طالبي اللجوء والمهاجرين الواصلين إلى الجزيرة خلال العام الحالي، مقارنة بنحو 23% في 2022.
ونقلت الصحيفة عن دائرة الأجانب والهجرة التابعة للشرطة في قبرص، قولها إن هذه الأرقام "شكلت هذه حالة جديدة لوزارة الداخلية، التي تقع في نطاق اختصاصها قضية الهجرة الساخنة".
وقال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو، إن السلطات لا تستطيع إعادة السوريين إلى وطنهم، بسبب الوضع المتفجر السائد في بلادهم.
وحذر الوزير القبرصي من أن هذا الوضع يجعل بلاده غير قادرة على خدمة الأشخاص الذين هم في حاجة حقيقية، مشيراً إلى أن نيقوسيا طلبت من المفوضية الأوروبية إعادة تقييم الوضع الأمني في سوريا.
وأوضح أن تصنيف بعض المناطق باعتبارها "آمنة" في سوريا، سيفتح الطريق أمام إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى سوريا.